عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 18-12-2007, 01:53 AM
بسمة قلبي
عضو مجالس الرويضة
بسمة قلبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2031
 تاريخ التسجيل : 14-12-2007
 فترة الأقامة : 5997 يوم
 أخر زيارة : 01-03-2008 (02:21 AM)
 المشاركات : 417 [ + ]
 التقييم : 486
 معدل التقييم : بسمة قلبي عضو فضي بسمة قلبي عضو فضي بسمة قلبي عضو فضي بسمة قلبي عضو فضي بسمة قلبي عضو فضي
بيانات اضافيه [ + ]
جديد [ 퇇 ணॐ−ـ‗_ღ مفاهيم العنف الاسري في العالم العربي ღ_‗ـ−ॐண 퇇 ]




مفاهيم العنف الاسري في العالم العربي


ان ظاهرة العنف الاسري ، التي كانت تعتبر " طابو " اجتماعي وشئ ينظر اليه انه شأن داخلي ، ومن المواضيع المسكوت عنها اصبحت في ظل التطور الحضاري مسألة مكشوفة وموضوعة على طاولة البحث والتدقيق والمسائلة والادانة ، بحيث انها في العقد الاخير من القرن العشرين ، اضحت اهم المسائل التي انيط عنها اللثام ، وزعزعت سلطتها التي تخفي وراءها مجموعة من الممارسات اللاانسانية .





ذلك ان عبارة " العنف الاسري " تحمل في طياتها تناقضا في الدلالة والمعنى ، فالاسرة ترتبط عادة بمعاني المحبة والمودة وليس بالعنف والصراع .





فالعنف الاسري يشكل خطورة كبيرة على حياة الفرد والمجتمع ، فهو من جهة يصيب الخلية الاولى في المجتمع بالخلل ، مما يعيقها عن اداء وظائفها الاجتماعية والتربوية الاساسية في احسن الاحوال وافضل الظروف ، وهو من جهة ثانية يساعد على اعادة انتاج انماط السلوك والعلاقات الغير السوية بين افراد الاسرة ، هذا يستوجب الاهتمام العلمي بهذه الظاهرة ، لتحليل ووصف اسبابها والياتها .



وعلى الرغم من تعدد اشكال العنف الاسري بتعدد الاطراف المكونة للعلاقات الاسرية ، فان الاهتمام كثيرا ما ركز على الطفل والمراة نظرا لطبيعة الصلة التي تحكم علاقة الرجل بهما ، سواء داخل الاسرة او في المجتمع بشكل عام .




مفهوم العنف الاسري :



من الصعب تحديد مفهوم العنف الاسري تحديدا دقيقا ، غير انه يمكن القول بانه هو العنف الموجه لواحد او اكثر من افراد الاسرة ذاتها او احد منها ، او بعبارة اخلى هو كل اشكال السلوك العدواني الذي تترتب عنه علاقات قوة غير متكافئة داخل المحيط الاسري .



السياق الدولي للظاهرة :



بتاريخ 17 دجنبر 1999 ، اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة بواسطة القرار رقم 54/134 ، يوم 25 نونبر من كل سنة ، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المراة ، كما دعت بنفس القرار الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات معدة خصيصا لزيادة الوعي بالمشكلة في ذلك اليوم .



وبالاضافة الى ما ذكر اعلاه ، واعتبارا للدور الهام الذي قامت به الحركة النسائية عبر العالم في الكشف عن هذه الظاهرة والتي تعد النتهاكا لحقوق الانسان ، يمكن الاشارة الى خطط العمل لكل المؤتمرات التي عقدت في التسعينات ومحطاتها التقنييمية في هذا المجال .



العنف الاسري في العالم العربي :



يعتبر العنف الاسري ظاهرة غريبة وجديدة على مجتمعاتنا العربية ، طرقت ابوابنا في الاونه الاخيرة بشدة ، وذلك ناتج لما اعترى وظيفة التنشئة الاجتماعية في النظام الاسري من تغيرات نشات كظواهر سلبية للحضارة الحديثة ، ويكمن مصدر الخطر في ظاهرة العنف الاسري في انها مؤشر لفشل عملية التنشئة الاجتماعية التي تعد من بين العمليات الرئيسية التي تحافظ على بناء المجتمع وامنة .



ومما لاشك فيه ، فان العنف الاسري وخاصة العنف ضد النشاء يشكل ذروة الضعف والعجز عن التواصل والعدوانية واللا انسانية التي يمكن ان يقوم بها البشر ، لانها تسير في الاتجاه المعاكس لما يجب ان يحظى به الانسان من كرامة ، وما يجب ان يتصف به من عفة ، سواء في التصرف او التعامل .



لكن بالرغم من اهتمام النصوص الدولية لحقوق الانسان بموضوع العنف الاسري ، وبالرغم من مصادقة معظم الدول العربية على هذه النصوص ، وبالرغم من النضالات والاعترافات والمفاهيم الجديدة ، الا ان العنف الاسري في المجتمعات العربية ما يزال حاضرا في الحياة اليومية ، بكل اشكالة وانواعة وفي كل المجالات والامكنة .




وعلى الرغم من ان هذه الظاهرة منتشرة ومعروفة في كل المجتمعات المتقدمة منها والمختلفة ، فان الاحصائيات الدقيقة لحجم انتشارها في العالم العربي غير معروفة ، لما ينتابها من تستر ورغبة في عدم الافشاء احيانا على اعتبار ان الخلافات الاسرية وخباياها الحميمة لا ينبغي " في نظر البعض " ان تفشى ، او مخافة التعرض للمزيد من العنف بعد التشهير واعلانة .






اسباب العنف الاسري :


هناك سببين رئيسيين : اسباب عامة واخرى خاصة .






¯ الاسباب العامة :


تعقد الحياة العصرية .


تغير العلاقات الاجتماعة.


طغيان المادة والروح الاستهلاكية على العلاقات في نمط الحياة .





¯ الاسباب الخاصة :


ضعف الضبط الاسري ( تخلي الاسرة عن دورها )


تغير شكل الاسرة ( من الاسرة الممتدة الى النواة)


التفكك الاسري .





مفاهيم ومظاهر العنف الاسري :


يعتبر العنف عموما ظاهرة من ظواهر الحياة المعاصرة التي تعج بالمشكلات والصعوبات والاحباطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، مما يؤدي الى القلق والتوتر ومن ثم الى العنف .





تصورات الباحثين حول مفهوم العنف :





¯ من المنظور النفسي :

هناك من علماء النفس ، وخاصة اتباع مدرسة التحليل النفسي ، من يعتبر العنف نوعا من ردود الفعل الطبيعية على اساس ان هناك علاقة ارتباط بين العنف والغرائز الدنيا لدى الفرد ، ويتدلون على ذلك من وجود مؤشرات للعنف لدى الاطفال وحتى الرضع منهم .






¯ من المنظور الاجتماعي :


يعتبر العنف ظاهرة اجتماعية تتكون من عدد من الافعال التي يقوم بها مجموعة من الافراد في اطار معين مدفوعين بانفعالات معينة ، ملحقين الاذى بالاخرين من اجل تحقيق مصلحة معنوية او مادية .





¯ ومن المنظور الاجتماعية ياتي المنظور القانوني الذي يعرف العنف على انه الاستعمال غير القانوين لوسائل ابتغاء تحقيق غايات شخصية او جماعية .



هكذا يتجه عدد من علماء الاجتماع الى الاهتمام بدراسة القيم، على اعتبار انها تعد تعبيرا عن التنظيم الاجتماعي . فالعنف الاسري يمكن ان يشمل كافة افراد الاسرة :





1. الزوج او الزوجة : فالزوج يمارس العنف ضد الزوجة باعتبار ذلك نوعا من العقوبة لخروجها على نظام الاسرة ، وقد تمارس الزوجة العنف ضد الزوج بسبب فعل يمسها .


2. الوالدين او احدهما مع الابناء .


3. الابناء ضد الاباء .


4. الابناء فيما بينهم .





ومن طبيعة العلاقات الاجتماعية ، انها تتضمن بدرجة او باخرى بعض الاختلافات في التوجهات والرؤى بسبب الاختلافات الفردية .





وطالما وجدت الاختلافات ، فان احتمالات العنف قائمة ، ومن هنا فان الوقاية من العنف لا تعني منعه نهائيا ، بل تعني حصره في اضيق نطاق ، وارتباطا بهذه الفكرة ، تثار مسالة اخرى وهي درجة العنف ، ومن هذا المنظور ، فان الوقاية من العنف تعني خفض هذه الدرجة الى الادنى .





نحو فهم افضل للمقصود بالوقاية من العنف الاسري :





هل الوقاية من العنف الاسري تعني منع حدوثة :


ان العنف هو سلوك ، والعنف الاسري يتخذ اشكالا سلوكية متعددة لكنها تتدرج تحت فئتين رئيسيتين : الاولى تشمل الافعال والثانية تشمل الالفاظ الجارحة ، ومن طبيعة العلاقات الاجتماعية انها تتضمن بدرجة او باخرى بعض الاختلافات في التوجيهات والرؤى بسبب الاختلافات الفردية ، فليس هناك شخصان متطابقان تمام التطابق في الخبرات والمكونات الثقافية والاجتماعية .



ولارساء قواعد راسخة لتحليل العنف الاسري وترسيخ الوعي الاجتماعي للوقاية منه ، وعلى ضوء ادبيات علم لاجتماع العائلي يمكن صياغة المعادلة التالية :




العنف الاسري = التكرار + الطريقة + الدرجة + العدد + الشخصيات + الموضوع + الظروف .



التكرار : هو معدل تكرار حدوث العنف خلال فترة زمنية معينة .


الطريقة : هي طريقة التعبير عن العنف ، او الشكل الذي يتخذه العنف .


الدرجة : هي مدى الشدة في التعبير عن العنف .


الشخصيات : يقصد به السياق الذي حدث فيه العنف.


الموضوع : يقصد به المسالة او القضية التي بسببها حدث العنف .


الظروف : يقصد به السياق الذي حدث فيه العنف .










لقد درج العلماء الاجتماعيون على دراسة وتحليل العنف الاسري من جوانب مختلفة .





ومن المنظور العلمي الحديث ، فان الشخص بامكانة ان يسيطر على سلوكه، وتؤكد ذلك العديد من النظريات المستمدة من عدة دراسات ، فهو يتمتلك العقل والارادة في توجيه سلوكة نحو وجهة معينة.





الوقاية من العنف الاسري :


ان الوقاية من العنف الاسري يتضمن جانبين اساسيين :


تقليل المواقف الاسرية التي يظهر فيها العنف .


تخفيض درجة التعبير عن العنف .





وبالنسبة للجانب الاول ، هناك قاعدة متعارف عليها في العلوم الاجتماعية ، وهي ان الصفر المطلق ليس له وجود عند قياس الظواهر الاجتماعية ، هذه القاعدة تتطبق على العنف الاسري والعلاقات الاجتماعية عموما.




كيف يمكن ضبط المكونات المؤدية الى العنف الاسري وبالتالي الوقاية من هذا العنف ؟





ان الوقاية من العنف الاسري تكون من خلال استراتيجيتين متفاعلتين هما :

1. ضبط السلوك .


2. التزام افراد الاسرة بمبدا الحق الواجب.









ضبط السلوك :


عندما نقول ضبط السلوك ، فان المقصود بذلك هو ان يسيطر الشخص على سلوكة ، هذا السلوك يشمل كل الانشطة الظاهرة التي يقوم بها الشخص ، وتسمى الافعال .


ومن المنظور العلمي الحديث ، فان الشخص بامكانه ان يسيطر على سلوكه ، وتؤكد ذلك العديد من النظريات المستمدة من دراسات حديثة .






الالتزام بمبدا الحق الواجب :


انه ضبط السلوك في اتجاه الالتزام بالحقوق والواجبات الاسرية ، فكل فرد من افراد الاسرة عليه واجبات لا بد ان يقوم بها اتجاه بقية الافراد ، كما ان له حقوقا عليهم .






هكذا يتأكد بان العنف الاسري ظاهرة متعددة المكونات ، وللوقاية منه لا بد ان يضبط افراد الاسرة سلوكهم صوب وجهة معينة هي التزام كل منهم بواجباته وحقوقه اتجاه بقية الافراد .




تمنيـــــــــــ ــاتـي للجمـــــــــــ ـــيع بحيـاة اسريهـ سعيده مملؤه بالحب والسعــــــــــ ـــــادهـ



 توقيع : بسمة قلبي
اعود الى القلم برعشة تسري في القلب الهزيل
أعود لحضنه الدافئ الرفيق


بسمة قلبي

رد مع اقتباس