06-12-2007, 01:53 AM
|
| |
القصة الأولى ( الأسبوع الأول ) جلس المحقق و معه مساعده يتدارسان أوراق هذه القضية الكبيرة التي حدثت في مدينتهم التي يسكنها الكثير من الأثرياء فمثل هذه القضايا ليس من السهل حدوثها بل لربما تكون نادرة الحدوث . فالمكان هادئ و السكان هنا جميعهم متحابون و لا يوجد أي نوع من أنواع الشوائب فيم بينهم و لكن كان لزاما عليهم التحقيق في هذا الأمر و محاولة الوصول للحقيقة التي يبحثون عنها دوما .
التفت المحقق أشرف لمساعده محمود و قال له في هدوء .
أشرف : ما رأيك يا زميلي العزيز في هذه القضية
محمود : ليس هناك ما يمكن أن أزيده سيدي فالخيوط متشابكة و ليس هناك أي دوافع يمكن أن نستند عليها كي نحدد مجموعة من المشتبه فيهم و هنا تكمن المشكلة .
أشرف : إذن لنعيد فرد أوراقنا و نتابع الأحداث من البداية .
و بدأ أشرف سرد أحداث القصة في هدوء و روية و هو يتناول كوب الشاي الدافئ الذي يلازمه دوما .
مكان الحادث : فيلا أحد الأثرياء القاطنين على مقربة من الشاطئ في هذه المدينة الهادئة بضاحية من ضواحي العاصمة الكبيرة و يُسمى هذا الثري : جبران الخليفة و هو مستثمر كبير جاء من دولة من دول أمريكا اللاتينية منذ حوالي عشر سنوات و كان ذلك لأنه من أصول عربية ووجد أن بلدته الأم هي الأحق بماله فأراد أن يرد لها الجميل .
استقر به المقام في هذا المكان و استقرت معه أسرته التي تتكون من ابنه في العقد الثاني من العمر و اسمها مادلين و أيضا زوجته اللاتينية الملامح و اسمها روزا .
اختار العاملين معه بعناية و كان نشاطه منصب على الزراعة و استصلاح الأراضي لأنه يريد التنمية لهذا البلد الصغير و الذي يعاني جدا من نقص الغذاء حتى أن معظم ما يأكله الشعب يكون مستوردا من الخارج .
بدأ المستثمر أعماله في هدوء و كان شديد القرب من الناس و ينزل دوما للقائهم و الحديث معهم و عن مشاكلهم و كذلك لديه يد عون كبيرة لكل محتاج أي أنه حسن السيرة و طيب القلب و ليس له أي حاقد يصب حقده عليه و كان بعيدا عنه كل البعد أن يفكر في يوم أنه سيتم سرقة الخزانة الخاصة به في مكتبه الخاص بمنزله .
يعمل في المنزل عندهم الخادمة و المربية و الحارس الخاص للمنزل .
الخادمة هي سيدة مكسيكية جاءت معهم من بلدتهم و لا تتحدث العربية إلا القليل منها و المربية هي من نفس جنسيتهم و قد رافقتهم منذ ميلاد ابنتهم مادلين أما الحارس فهو العضو الجديد في الأفراد لأنه قد تم تعيينه منذ عامين منصرمين بعد أن لقى الحارس السابق مصرعه في حادث انقلاب سياره و هو عائد إلى أسرته في إجازة من الإجازات و اتضح أن الحادث كان ناتج عن انفلات عجلة القيادة منه أثناء القيادة بسرعة و لم تكن هناك أية شبهة جنائية فيها .
هذه خلفية بسيطة عن الأسرة و البيت و العمل ( أشرف مسترسلا )
و ظل الوضع هادئ إلى أن جاء بلاغ من السيد جبران في صباح يوم الأربعاء الماضي بسرقة محتويات خزانته الخاصة دون ترك أي شيء من الأوراق أما المال فبقى كما هو و هذا هو العجيب و هذه الأوراق عبارة عن مستندات خاصة بالأعمال الجديدة التي تم الاتفاق عليها و كانت بخصوص توريد بعض المنتج المحلي لبعض الدول لمدة تزيد عن أكثر من عام .
و بسؤال الأستاذ جبران قال : لم يزرني في هذا اليوم أي أحد يذكر و كان الجو هادئا جدا لأن ابنتي و أمها كانتا نائمتين حين دخولي و كان هذا اليوم موافقا ليوم عيد ميلاد ابنتي فقد أتمت عامها الثامن عشر من العمر و قد وعدتهم بالوجود في الحفل و لكن لأني كنت مشغول بإتمام الصفقة فقد تأخرت عنهم و هذا ليس بجديد أن أترك أسرتي لفترات فطبيعة عملي تحتم عليّ ذلك و الأسرة تتفهم الموقف و إن كان بعض الامتعاض قد أصاب مادلين منذ فترة ليست بالبعيدة فقد تعودت التذمر المستمر من انشغالي عنها و عن والدتها و كثيرا ما خاطبتني والدتها حول ما تمر به البنت من أمور نفسية توجب تواجدي بجانبها حتى تمر في هذه المرحلة السنية الحرجة التي هي فيها الآن . و قد وعدتها بأن أرافقهم للمنزل الشتوي بعد حفلة عيد الميلاد و كانت هذه الصفقة سبب تأجيل الذهاب معهم .
و حين عدت وجدت ورقة من ابنتي تعبر فيها عن تذمرها مني و مما فعلت طبعا بعدما صبت عليّ جم غضبها في الهاتف حين حادثتني قبل أن تخلد للنوم
هنا طلب المحقق أشرف أن يأتي إليه العاملين في المنزل لسؤالهم لعله يصل لمفتاح يفك به هذه القضية المعقدة .
الحارس : اسمي نيكولا عمري 40 سنة و أسكن في مكان قريب من محل عملي و إن كنت دوما ما أقيم بداخل الفيلا بعدما وفر لي السيد جبران مكان إقامة داخل الفيلا يسعني و أسرتي التي هي زوجتي فقط .
أشرف : هل كنت مستيقظيا يوم الخميس الماضي طوال الليل أم أنك قد نمت قليلا لتخلد للراحة؟
الحارس : سيدي لم أنم لأن عملي يجعلني مستيقظا طوال الليل لأن وقت الحراسة الدائم هو ليلا أما نهارا فالجميع مستيقظ و لا أعتقد أن يدخل أي غريب للمنطقة نظرا للحصار الأمنى الذي تفرضوه على المنطقة لكثرة رجال الأعمال الذين يسكنون هنا .
أشرف : و متى انتهت الحفلة ؟
الحارس : سيدي كثيرا ما تقام الحفلات عندنا سواء كانت استقبالية أو عشاءات عمل و لكن المعروف أن الحفلات تنتهي مع الساعة الثانية عشر و هذا هو الطابع الغالب للمكان كله و ليس لبيتنا فقط فكما أخبرتمونا أن هذا لعدم إزعاج السكان و الحفاظ على الهدوء .
أشرف مفكرا : هذا صحيح و هو ما يثيرني فقد تأكدنا فعلا أن الجميع قد غادر المكان مع الثانية عشرة .
أشرف للحارس :و بعد ذلك هل استمر استيقاظك ؟ وهل لاحظت أي شيء يثير النفس أو يوحي بوجود شيء غريب في المكان ؟
الحارس : سيدي صدقني إن قلت لك أني حتى الآن مندهش من الذي حدث فأنا لم ألحظ أي شيء يثير في هذه الليلة و ذلك لأنها كانت مقمرة جدا و الجو صاف و لم يدخل للبيت بعد الحفل سوى السيد جبران في تمام الواحده و الربع و كانت حقيبة الأوراق معه في السيارة .
أشرف موجها كلامه لجبران : هل حدث ذلك ؟
جبران : نعم سيدي المحقق فقد دخلت البيت في وقت متأخر كما أخبرتك و كانت معي الحقيبة . و بعدها تناولت العشاء وحدي و ذهبت لغرفتي بعد أن غادرت المكتب و كان الجميع نيام . و كان هذا في تمام الساعة الرابعة صباحا .
أشرف للحارس : إذن بماذا تفسر هذه الفتحة التي حدثت في نافذة المكتب الزجاجية و هذا الزجاج المتكسر ألم تسمع وقعه في هذا الليل الهادئ ؟
الحارس : سيدي لم أسمع أي شيء صدقني فإن كان حدث هذا لكنت توجهت مباشرة للمكان و لكن أقسم لك أن كل شيء كان هادئا .
أشرف بحده : بالمعاينه ظهر أن هناك دائرة مثقوبة بأداه حادة في الزجاج الخاص بالنافذة التي تفتح على البلكونة المطلة على البحر و كان هناك زجاج متنشر تكسيره أمام الباب من الخارج و الداخل .
الحارس مرتبكا : سيدي لم يحدث أي شيء يعكر صفو الليلة صدقني و إن كنت تريد توجيه أصابع الاتهام لي فالله شهيد على براءتي .
طلب أشرف من الحارس المغادرة و طلب المربية :
أشرف : اسمك ؟ و سنك ؟ و ماذا تعرفين عن الحادث ؟
المربية : اسمي ميريت و عمري 52 عاما . أعمل مع السيد جبران منذ أن كان مهاجرا و منذ أن رزقه الله بابنته الجميلة مادلين . و جئت معهم لهنا لأن أصولي عربية .
أما ما أعرفه عن الحادث . فأنا لا أعلم أي شيء عنه فقد كنت نائمة حين حدثت الحادثة بعدما اطمئننت على السيدة الصغيرة لأنها كانت متوترة و عصبية و غاضبة جدا بسبب عدم وجود والدها معها في الحفل . و حين نامت و هدأت توجهت لغرفتي المجاورة لغرفتها و نمت مباشرة . غير ذلك ليس عندي أي إضافة سيدي نظرا لأن مكان نومي بعيد بعض الشيء عن غرفة المكتب فأنا في الطابق الثاني للمنزل و المكتب في الطابق الأرضي .
أعاد أشرف السؤال من جديد : سيدتي هل لاحظتي أي شيء غريب في المنزل قبل نومك ؟
المربية : لا يا سيدي فقد قمت بمساعدة الخادمة في المنزل بعد انتهاء الحفل و وقتها عاد السيد جبران و ظل ملازما لمكتبه فترة ثم خرج ليتناول طعامه في غرفة الطعام و كنا برفقته .
أشرف لجبران : هل حدث ذلك ؟
جبران : نعم سيدي حدث بالضبط و هذه السيدة أمينه جدا على منزلنا فهي المسئولة عن ابنتنا منذ أن تمت ولادتها .
طلب أشرف الخادمة : و سألها نفس السؤال .
فردت : بنفس ما أفادت به المربية اللهم إلا أنها زادت عليه أنها غادرت المنزل بعد انتهاء السيد جبران من الطعام و توجهت لمكان إقامتها مع زوجها الحارس الذي تزوجته منذ ما يقرب من الشهور الست .
و بعد اتمام الأقوال استمر أشرف و محمود في التفكير في القضية و متابعة الأقوال و متابعة ما نتج عن المعاينة و أيضا أقوال الزوجة و الابنة اللاتي لم تزد عما أفاده الباقين .
و هنا دق الباب و دخل تقرير المعمل الجنائي الذي كان فيه الكثير من الأشياء التي تساعد على حل القضية .
جلس أشرف و بدأ يقرأ : بالمعاينة وجد أن هناك دائرة مثقوبة في زجاج باب زجاجي يفتح على تراس مطل على البحر مباشرة و قريب جدا منه و آثار زجاج مكسورو منتشر حول الباب من الداخل و الخارج و لا توجد أي آثار لاستخدام آلات حادة في فتح أي من الأبواب مما يدل على الدخول عنوة للمكتب و أن الباب قد تم فتحه بواسطة مفتاحه .
العرض العام لمعاينة المنزل :
غرفة الحارس : على يسار المنزل بعد باب الدخول الأمامي بها سرير و غرفة خدمية و مطبخ و ليس فيها أكثر من بعض الأثاث القليل اللازم للمعيشة و لا يوجد في الدواليب أكثر من ملابسهم الخاصة و ليس هناك أثر لشيء يثير الريبة .
غرفة المربية : لا تزيد في ما تم ذكره على غرفه الحارس و إن كانت ملاصقة لغرفة الإبنه و بها باب يفتح مباشرة عليها و بها مجموعة من الصور الخاصة داخل براويز مربعة الشكل و مستطيلة و بها مجموعه من الصور يظهر واضحا أنها لتطور الابنه في السن .
غرفة الابنة : تنتشر بها مظاهر البذخ و الترف اللائق بابنه هذا المستثمر و تنتشر بها الصور الصغيرة و الكبيرة موضوعه داخل براويز زجاجية متنوعه الأشكال منها بعضها فارغ ربما للصور القادمة من صورها الخاصة لأنها جميعا موزعة على منضدة التزيين . و ليس هناك أي شيء يثير . سواء في الملابس أو في المستلزمات الخاصة لهذه الفتاه
غرفة الزوج و الزوجة : لم يكن فيها أي شيء يثير أكثر من عدد من اللوحات الزيتية الموضوعة بدقة و ترتيب في كل مكان .
و هنا سأل أشرف مساعده محمود لتلطيف الجو قليلا : أعجبني ترتيب اللوحات في البيت و ظهر الزوق فيها هل عرفت من المسئول عن ذلك ؟
قال محمود باسما : الابنة .............يب دو أنها مهتمة بالفن و تجيد ترتيب اللوحات و الصور هذا إلى جانب أنها تدرس الفن التشكيلي و لها مرسمها الخاص أسفل المنزل . و للعلم قمت بالبحث فيه فلم أجد أي شيء مثير فيه و كل ما هناك هو أدواتها التي تستخدمها و بعض اللوحات و التماثيل الخاصة لها و هو ما لاحظته حين أبديت إعجابي بها و بفنها .
و لكن يا أشرف ألم تتوصل لأي شيء يفيد و لو لفك هذا اللغز ؟
سيدي واضح للجميع أن من قام بهذا هو من أهل المنزل و ليس من الخارج و ذلك لعدم دخول أي غريب للبيت و أيضا توقيت الجريمة فقد تلقينا البلاغ في تمام الساعة الخامسة صباحا حين توجهت الزوجة لأداء تدريباتها الرياضية الصباحية برفقة الإبنه أي بعد نوم الزوج بحاولي ساعة واحده فقط .
محمود صدقني هي جريمة معقدة و عجيبة و لكني قاربت من فك طلاسمها و سأقول لك الآن من الجاني و لماذا هو الجاني ............... ..............
و الآن جاء دورك لتتقمص دور المحقق أشرف و تكشف لنا الفاعل و الدليل على فعلته . فهل ساعدتنا في ذلك . |