22-11-2007, 10:46 PM
|
| |
رد: أرجووو المساعدة من الجميع سواءا المشرفين او الاعضاء ولو بكلمة مفيدة حياة عمر وأخلاقه وصفاته
نبت عمر في أسرة نبيلة , ويقال أنه ولد في العام الذي قتل فيه عمر بن الخطاب عام 23هـ للهجرة ولم ينص المؤرخون على مسقط رأسه , وأكبر الظن أنه ولد في مكة , واستمر فيها أثناء نشأته وحياته , يقول في بعض شعره :
وأنا امرؤٌ بقرار مكة مسكني
=============== == ولها هواي سبت قلبي
ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه .
فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ , وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه .
وكان عمر جميلاً , ولم يلبث أن تفجر في نفسه هذا الينبوع العذب , ينبوع الشعر , مع فتنة في الحديث ورقة شعور ومزاج , فأصبح حديث الشباب , وكانت موجة الغناء حادة كما قدمنا , وكان الشعر هو القطرات التي تعقدها في أسماع الناس , وكان عمر يحسن إرسال هذه القطرات النفسية , فتعلّق به مجتمع مكة تعلقاً شديداً .
وانضاف لعمر أن عمر كان ثرياً عظيم الثراء , فحشد ثراءه لفنه , فهو يصنع المقطوعة من شعره , ثم يطلب لها أروع المغنين في عصره , ليغنوه فيها لحناً خالداً , ويجيزهم جوائز مختلفة , فهذا ابن سريج يعطيه في تلحينه لإحدى مقطوعاته ثلاثمائة ديناراً , وهذا الغريض يعطيه في تلحين مقطوعة أخرى خمسة آلاف دينار , ويعطي جميلة في تلحين مقطوعة رابعة عشرة آلاف درهم .
ويؤمن الإنسان بأن حياة عمر كانت في مكة حياة شعر وغناء خالص , ولم يكن للناس حينئذ من لهو سوى هذا الغناء وما يصاحبه من شعر , فدار اسم عمر على كل لسان .
وكان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء , وكانت بعض أحاديث هذا اللقاء تملأ بالصبابة والغزل , وهل هناك حديث للشباب أمتع من هذا الحديث الذي تروى فيه قصص القلب الإنساني ؟.
ونعجب الآن إذ نسمع عن هذه الأحاديث وتلك المجالس لأننا نريد أن نتصور مكة في صورتها المتحضرة الجديدة قرية بدوية , وننسى أنه دانت لها وللمدينة قبيل هذا العصر كل دولة فارس وكثير من دولة الروم , وأن مجتمعها تطور تحت تأثير العناصر الحضارية التي دخلتها . والمجتمع المتحضر هو المجتمع المتحضر في كل عصر وفي كل مكان.
وقد كانت هناك مواسم تكثر فيها هذه الطلبات- الظهور في مرآة شعره - على عمر وغيره من شعراء مكة , وذلك في مواسم الحج و إذ كانت تحشد فيها نساء العرب وفتياتهم , وكان الذوق العربي العام لا يمنع أن يشيد شاعر بجمال امرأة , بل لعل في هذه الإشادة ما يعرف بها وبجمالها , ولذلك كانت تطلبها المرأة العربية ولا تجد فيها غضاضة , بل على العكس كانت تجد فيها طرافة وإعلاناً عنها وتمهيداً لأن يطلبها الأزواج .
وهذا الذوق العام هو الذي أشاع الغزل في المرأة العربية الشريفة , وأخذ عمر يستغله ويبعد في استغلاله لا في فتيات مكة ونسائها , بل في فتيات العرب جميعاً ونسائهم ممن يحججن إلى مكة وتقع عينه عليهن , وكأنما كانت عينه "عدسة " مكة في هذا العصر , فلا تمر امرأة تستحق أن تصوّر وترسم في تلك المرآة الفنية المكية إلا وتهب عين عمر وتهب عيون زملائه من الشعراء , فيسجلون صورتها , ومن هنا كنا نقرأ في شعره أخباراً وقصصاً عن جميلات الحواج , مثل فاطمة بنت محمد بن الأشعث الكندية , وزوجة أبي الأسود الدؤلي , وليلى بنت الحارث البكرية , ورملة بنت عبد الله الخزاعية وغيرهن الكثير ..... آخر تعديل hala يوم
22-11-2007 في 10:50 PM. |