عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 19-11-2007, 01:27 PM
محمد علي
عضو مجالس الرويضة
محمد علي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 904
 تاريخ التسجيل : 20-06-2007
 فترة الأقامة : 6193 يوم
 أخر زيارة : 18-01-2009 (04:42 PM)
 العمر : 35
 المشاركات : 514 [ + ]
 التقييم : 395
 معدل التقييم : محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الإنسان بين النفس اللوامة والنفس الأمارة



عجيب أمر الإنسان، تتلقَّفه الشهوات، وتستشرفه الدنيا بمفاتنها وبهرجها وزخرفها ومباهجها، فيقع بين نفسَين: إما نفس أمارة، تأمره بالسوء، وتبعده عن طريق الله عن طريق الخير وتغمسه في طريق المعصية، وإما نفس لوامة؛ فإذا ما فعل- أو همَّ بفعل- معصية لامته نفسه فارتدع وامتنع وعاد وتاب وأناب إلى جادة الصواب، وهو متنقِّل بين النفسين، فطوبى لمن انتهت به نفسه لأن تكون لوامةً ثم ترتقي لتكون نفسًا مطمئنةً، فإذِا همَّ بمعصية أو فعلها لامته على فعله، فأناب إلى خالقه نادمًا مستغفرًا، وخسر من انتهت به نفسه لأن تكون نفسًا أمارةً؛ حيث لا رجوع ولا توبة ولا إنابة، فذلك خسران مبين.

فهذه دعوة لكل منا أن يتعرف على حقيقة نفسه .. لأنه لن يعرفها بحقيقتها إلا أنت
فلتنظر هل نفسك أمارة بالسوء أم هي لوامة أم أنها قد اعتلت و ارتقت و أصبحت مطمئنة ؟!


و لكن احذر:

خطورة تزكية النفس


من أخطر المثالب التي تقود الإنسان إلى الاتكال هو تزكية النفس؛ لذا ينهانا الله تبارك وتعالى عن تزكية النفس.. قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى﴾ (النجم: من الآية 32).. أَيْ: لاَ يمدح الإنسان نفسه ولا يبرِّئها عن الآثام، فلا يجب أن يثني الإنسان على نفسه، ويمجّدها ويعجب بعمله الصالح؛ لأن هذا يقوده إلى التهلكة وإلى الرياء.. يقول تعالى ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى﴾، أَيْ أنه تبارك وتعالى أعلم بمن هو المتقي.



والمعلوم أن التقوى محلها القلب، والمطلع على السرائر هو الله تبارك في علاه ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)﴾ (غافر)، فلا يجب أن يزكي الإنسان نفسه وإنما الذي يزكي البشَرَ هو الله تبارك وتعالى؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49)﴾ (النساء).

لكن انتظر .. فما هي خياراتك الان؟!!

قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)﴾ (هود)، فالإنسان مخيَّر بين حياتين يختار إحداهما: إما الحياة الدنيا، وإما الآخرة؛ والإنسان مخيَّر بين أن يُرضي الله تبارك وتعالى فيكبح جماح نفسه فلا يدَعَها تقوده إلى التهلكة، وهو أيضًا مخيَّر بين طاعة الله تبارك وتعالى وبين طاعة عدوِّه إبليس: بين وعدَين، وعد الله وهو وعد حق، ووعد الشيطان وهو وعد كاذب خادع، يتبرَّأ منه الشيطان يوم القيامة.

و الآن .. أي الطريقين ستختار؟!!

منقول بتصرف



 توقيع : محمد علي

رد مع اقتباس