عرض مشاركة واحدة
#25 (permalink)  
قديم 11-12-2006, 04:46 PM
عبدالله ابن فيصل
:: أستشاري المجالس ::
عبدالله ابن فيصل غير متواجد حالياً
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 33
 تاريخ التسجيل : 03-11-2006
 فترة الأقامة : 6979 يوم
 أخر زيارة : 18-08-2014 (02:52 AM)
 المشاركات : 5,486 [ + ]
 التقييم : 11738
 معدل التقييم : عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي عبدالله ابن فيصل عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي





أهنـا عيــش

‏ حج عبد الله بن عباس بالناس، ونزل ذات يوم منزلاً، وطلب من غلمانه طعاماً فلم يجدوا شيئاً، فقال لهم:‏ ‏ اذهبوا إلى هذه البرية، لعلكم تجدون راعياً أو خيمة فيها لبن أو خبز، فمضوا حتى وقفوا على عجوز في فناء خبائها، فسلموا عليها، وقالوا لها:‏ ‏ أعندك طعام نبتاعه قالت: أما للبيع فلا، ولكن عندي ما يكفيني أنا وأبنائي، فقالوا:‏ ‏ وأين بنوك قالت:‏ ‏ في مرعى لهم، وهذا أوان أوبـَتهم، قالوا:‏ ‏ وما أعددت لهم قالت:‏ ‏ خبزة تحت المـَلـَّة، قالوا:‏ ‏ أوليس عندك شيء آخر قالت:‏ ‏ لا، قالوا:‏ ‏ فجودي لنا بشطرها، قالت:‏ ‏ أما الشطر فلا أجود به، وأما الكل، فخذوه، فقالوا:‏ ‏ تمنعين النصف، وتجودين بالكل، قالت:‏ ‏ نعم، لأن إعطاء الشطر نقيصة، وإعطاء الكل فضيلة، فأنا أمنع ما يضعني، وأمنح ما يرفعني ثم أعطتهم الخبز، ولم تسألهم من هم؛ ولا من أين جاءوا فرجعوا إلى ابن عباس وأخبروه بخبر هذه المرأة، فعجب منها وقال:‏ ‏ احملوها إليَّ الساعة، فبادروا إليها، وقالوا لها:‏ ‏ إن صاحبنا يريد أن يراك، فقالت:‏ ‏ ومن صاحبكم قالوا:‏ ‏ عبد الله بن عباس، قالت:‏ ‏ وأبيكم هذا هو الشرف الأعلى، وماذا يريد مني، قالوا:‏ ‏ إكرامـَك ومكافأتك، فقالت:‏ ‏ والله لو كان ما فعلته معروفاً، ما كنت لآخذ عنه بديلاً، فكيف وهو شيء يجب أن يشارك فيه الناس بعضهم بعضاً، وألحـُّوا عليها حتى ذهبوا بها، فلما وصلت إلى عبد الله سلمت عليه، فرد عليها السلام، وقرب مجلسها، وقال لها:‏ ‏ ممن أنت يا خالة قالت:‏ ‏ من قبيلة بني كلب، قال:‏ ‏ وكيف حالك قالت:‏ ‏ آكل الخبز المليل وأكتفي منه بالقليل، وأشرب الماء من عين صافية وأبيت ونفسي من الهموم خالية، فازداد منها استغراباً، وقال: لو جاء بنوك الآن وهم جياع، ما كنت تصنعين لهم ‏ ‏ قالت: يا هذا لقد عظمت عندك خبزتي حتى أكثرت فيها الكلام، أشغل فكرك عن هذا فإنه يفسد المروءة ويورث الخسة، فقال لغلمانه: أحضروا أولادها، فأحضروهم فقربهم إليه وقال:‏ ‏ إني لم أطلبكم لمكروه، وإنما أحب مساعدتكم بمال، فقالوا:‏ ‏ نحن في كفاف من الرزق، فوجـِّه مالك نحو من يستحقه، فقال:‏ ‏ لا بد أن يكون لي عندكم شيء تذكروني به، وأمر لهم بعشرة آلاف درهم، وعشرين ناقة مع فحلها.



 توقيع : عبدالله ابن فيصل
_

رد مع اقتباس