20-09-2007, 10:38 PM
|
| |
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09) سيرة السيد العفيف والشهم الكريم له فضيلة لم يُشاركه فيها غيره
بل له فضائل جمة
فهو عفيف متعفف
شهم كريم
سيّد مُطاع
وكان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها .
وكانت خديجة عمته .
وكان الزبير ابن عمه . اسمه : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي .
مولده : وُلِد حكيم في جوف الكعبة ، وعاش مئة وعشرين سنة .
قال البخاري في تاريخه : عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .
إسلامه : أسلم يوم الفتح ، وحسن إسلامه ، وغزا حنيناً والطائف .
حدث عنه ابناه هشام بن حكيم ، وهو صحابي مثل أبيه .
وكان ابنه هذا صليباً مهيباً ، كان يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، فكان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكراً قال : أمّا ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا .
قال الإمام الذهبي : وكان حكيم علامة بالنسب فقيه النفس كبير الشأن .
من مناقبه : قال حكيم بن حزام رضي الله عنه : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية ، فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم الموسم كافراً ، فوجد حلة لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى . قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن . قال حكيم : فأعطيته حين أبى علي الهدية ، يعني بالثمن .
فلبسها ، فرأيتها عليه على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها ، ثم أعطاها أسامة ، فرآها حكيم على أسامة ، فقال : يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ قال : نعم ! والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه .
قال حكيم بن حزام رضي الله عنه : يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم ، فهل فيها من أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف من خير . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قلت : فو الله لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله . وكان أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير .
قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون : لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة .
وهذا يدلّ على رجاحة عقله رضي الله عنه .
كرمه : قال حكيم : كنت تاجرا أخرج إلى اليمن وآتي الشام فكنت أربح أرباحا كثيرة فأعود على فقراء قومي ، وابتعت بسوق عكاظ زيد بن حارثة لعمتي بست مئة درهم ، فلما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته زيداً فأعتقه ، فلما حج معاوية أخذ معاوية مني داري بمكة بأربعين ألف دينار فبلغني أن ابن الزبير قال : ما يدري هذا الشيخ ما باع . فقلت : والله ما ابتعتها إلا بِـزِقّ من خمر ، وكان لا يجيء أحد يستحمله في السبيل إلا حمله .
ولما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم فيأخذون ما عليها .
وقال مصعب بن ثابت : بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : الكل لله .
ولما توفي الزبير لقي حكيم عبد الله بن الزبير ، فقال : كم ترك أخي من الدَّين ؟ قال : ألف ألف . قال : عليّ خمس مئة ألف .
استعفافه : قال حكيم بن حِزامٍ رضيَ اللّهُ عنه : سألتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثمّ سألتهُ فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثمّ قال : يا حكيمُ ! إنّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة ، فمن أخذَهُ بَسخاوةِ نفسٍ بوركَ له فيه ، ومن أخذَهُ بإشْرافِ نفسٍ لم يُبارَك له فيه ، كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ . اليدُ العُليا خيرٌ منَ اليدِ السّفلى . قال حكيمٌ : فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، والذي بَعثكَ بالحقّ لا أرزأُ أحداً بعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا . متفق عليه .
فكان أبو بكرٍ رضيَ اللّهُ عنهُ يَدعو حكيماً إلى العطاءِ فيأبى أن يَقبلَه منه ، ثمّ إن عمرَ رضيَ اللّهُ عنهُ دعـاهُ ليعطِيَهُ فأبى أن يَقبلَ منهُ شيئا ، فقال عمرُ : إني أُشهِدُكم يا معشرَ المسلمينَ على حكيمٍ أني أعرِضُ عليهِ حقَّهُ من هذا الفَيْءِ فيأبىَ أن يأخُذَه ، فلم يَرْزَأْ حكيمٌ أحداً منَ الناسِ بعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حتى تُوُفّي . كما عند البخاري .
وفاته : مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه .
وكان يقول عند الموت : لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك .
عاش مئة وعشرين سنة ، قال البخاري
في تاريخه :
عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .
°o.O ( مولده ) O.o°
وُلد حكيم في جوف الكعبة ، فقد كانت الكعبة مفتوحة في إحدى
المناسبات للزوار وكانت أمه حاملا به ، فما إن دخلت جوف الكعبة
حتى جاءها المخاض فجيء لها بنطع ، وولدت في جوف الكعبة هذا
الصحابي الجليل .
°o.O ( الصحبة الصالحه ) O.o°
كان حكيم بن حزام رضي الله عنه صديقا حميما للنبي صلى الله عليه
وسلم قبل البعثة ، وكان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس
سنوات ، كان يألف النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأنس به ويرتاح إلى
صحبته ومجالسته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادله ودا بود ،
وصداقة بصداقة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة شخصية
جذابة ، محببة ، رقيق الحاشية ، لطيف المعشر ، يألف ويؤلف ، وهكذا
المؤمن .
ثم جاءت آصرة القربى ، فتوثقت ما بينهما من علاقة وذلك حين تزوج النبي
صلى الله عليه وسلم من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
أما الشيء الذي يدعو للعجب ، أن هذا الإنسان العاقل الفهِم ، الفطن ، حينما
ُبعث نبي الإسلام لم يؤمن به ، ولم يصدقه ، وبقي على الشرك عشرين عاما
إلى أن فتحت مكة .
°o.O ( حلة ذي يزن ) O.o°
قال حكيم بن حزام رضي الله عنه :
( كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية )
فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم رضي الله عنه الموسم كافرا ، فوجد حلة
لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى
و قال صلى الله عليه وسلم :
" إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن "
قال حكيم رضي الله عنه :
( فأعطيته حين أبى علي الهدية "يعني بالثمن " فلبسها ، فرأيتها عليه
على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها )
ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم رضي الله عنه على أسامة رضي الله عنه ،
فقال :
( يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ )
قال : ( نعم .. والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه )
°o.O ( إسلامه ) O.o°
أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه ، وآمن إيمانا خالط دمه ومازج
قلبه ، وآلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا أمر مناديه أن
ينادي :
( من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
فهو آمن ، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق
عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار
حكيم بن حزام فهو آمن .. )
فجعل له شأنا صلى الله عليه وسلم ، فأعانه على نفسه ، وعلى كبريائه .
وما كاد يدخل الإسلام ويتذوق حلاوة الإيمان حتى جعل يعض بنانه ندما ،
على كل لحظة قضاها من عمره وهو مشرك بالله ، مكذب لنبيه .
رآه مرة ابنه يبكي ، فقال يا أبتاه ما يبكيك ؟
قال رضي الله عنه :
( أمور كثيرة ، كلها أبكتني يا بني ، أولها بُطء إسلامي ، مما جعلني
أُسبق إلى مواطن كثيرة صالحة ، حتى لو أني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما
بلغت شيئا منها ..
ثم قال له :
شيء آخر أبكاني ، فإن الله أنجاني يوم بدر وأحد ، فقلت يومئذ في
نفسي :
والله لا أنصر بعد ذلك قريشا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما لبثت
أن جُررتُ إلى نصرة قريش جرا ( في معركة الخندق ) ، ثم إنني كلماهممت
بالإسلام وآتي النبي مسلما نظرت إلى بقايا من رجالات قريش ، لهم أسنان
وأقدار ، متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية ، فأقتدي بهم وأجاريهم )
فقد كان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أنه رسول ، ويعرف أنه
على حق ، ويعرف أنه منصور .
°o.O ( المسابقة الى الخيرات ) O.o°
آلى حكيم بن حزام رضي الله عنه على نفسه أن يُكفر عن كل موقف وقفه
في الجاهلية ، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقد بر بقسمه ، فأول شيء فعله دار الندوة أكبر بناء في مكة ، وهي
دار عريقة ذات تاريخ ، ففيها كانت قريش تعقد مؤتمراتها في الجاهلية ،
وفيها اجتمع ساداتهم وكبراؤهم يأتمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها ، فباعها بمائة ألف درهم ، فقال له
قائل من فتيان قريش :
لقد بعت مكرُمةَ قريش يا عم
فقال رضي الله عنه : ( هيهات يا بني ، ذهبت المكارم كلها ، ولم يبق إلا
التقوى ، دار اجتمعنا فيها ، وقررنا فيها قتل رسول الله ، أي مَكرُمة
هذه ؟
وإني لأشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز وجل )
°o.O ( مناقبه ) O.o°
- كان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكرا قال :
( أما ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا )
- قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون :
( لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام
فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة )
وهذا يدل على رجاحة عقله رضي الله عنه .
- لما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم رضي الله عنه
تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم
فيأخذون ما عليها .
- قال مصعب بن ثابت :
بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة
ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : ( الكل لله )
- لما توفي الزبير رضي الله عنه لقي حكيم عبد الله بن الزبير رضي الله
عنهما ، فقال : ( كم ترك أخي من الدين ؟ )
قال : ألف ألف .
قال : ( علي خمس مئة ألف )
°o.O ( وفاته ) O.o°
مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه
وكان يقول عند الموت :
( لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك ) |