عرض مشاركة واحدة
#8 (permalink)  
قديم 17-09-2007, 05:34 PM
ماجد محمد آدم
عضو مجالس الرويضة
ماجد محمد آدم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1485
 تاريخ التسجيل : 13-09-2007
 فترة الأقامة : 6673 يوم
 أخر زيارة : 06-09-2008 (06:21 PM)
 المشاركات : 540 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : ماجد محمد آدم مجتهد ماجد محمد آدم مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / سهلة بنت سهيل / (05)











سهلة بنت سهيل


إن للإيمان الصادق - حين يباشر شغاف قلب الإنسان - تأثيراً على النفس البشرية ،

يجعلها تقبل على مبادىء الخير مهما يكن وراءها من تكاليف وتضحيات ، وينشئها

أصدق الإيمان خلقاً آخر ، فيغير أهدافها وطرائقها ووجهتها بحيث تسمو فوق مايعتريها

من أحداث ، فتسلم لله الزمام ، وترضى بقضائه وقدره . . ومن أبعاد العظمة والروعه

للإيمان أن الإنسان بالنسبه له . . سواء إن كان فى التربيه والإعداد والتغيير

والتوجيه ، طالما استجاب الإنسان لحقائقه .

كان هذا هو المبدأ الذى قرأت من خلاله سيرة هذه الصحابيه الجليله

فدعونا نرى كيف علت على تلك الأحداث وكيف واجهتها بفطرية المؤمن

الذى لايشك فيما قدر له الله . . .




إنها الصحابية الجليلة سهلة بنت سهيل بن عمرو رضى الله عنها .

نسبها :سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، وابوها سهيل بن عمرو القرشي

المكنى بـ أبي يزيد، من اشراف قريش وأفصحهم ، اسلم يوم الفتح ثم حسن اسلامه،

وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر فقال عمر بن الخطاب

لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو

حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم " فأجابه رسول الله: "لا أمثل بأحد ، فيمثل الله

بي ، وإن كنت نبيا " ثم أدنى عمر منه وقال :" يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً

يسرك "

وفي صلح الحديبية، ارسلت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول كمفاوض

يوم فتح مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة :" يا معشر قريش ،

ما تظنون أني فاعل بكم ؟" فأجابه سهيل بن عمرو قائلا : "نظن خيراً ، أخ كريم

وابن أخ كريم" فأجابه الرسول الكريم وقال: " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .

أمها : وأمها فاطمة بنت عبد العزى بن ابي قيس ابن عبدود بن نصر بن مالك .

زوجها :هو الصحابى الجليل وأحد السابقين إلى الإسلام بمكة وقد أسلم قبل دخول

الرسول صلى الله عليه وسلم دار الارقم بن ابي الارقم، إنه الصحابي الجليل إنه

الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة -رضي الله عنه-، ابن عتبة بن ربيعة

شيخ قريش، وأخته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، كان من السابقين إلى

الإسلام، فقد أسلم قبل دخول المسلمين دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر مع

امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنه

محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على الرسول في مكة، فأقام بها حتى هاجر إلى

المدينة، وشهد المشاهد والغزوات كلها مع النبي ، وفي غزوة بدر، كان أبو

حذيفة يقاتل في صفوف المسلمين، بينما أبوه عتبة وأخوه الوليد وعمه شيبة

يقفون في صفوف المشركين، فطلب أبو حذيفة من أبيه الكافر عتبة بن شيبة

أن يبارزه، فقالت أخته: هند بنت عتبة شعرًا، جعلته يصرف النظر عن مبارزة

أبيه، وبعد انتهاء غزوة بدر، أمر النبي بسحب القتلى المشركين؛ لتطرح جثثهم

في البئر، ثم وقف على حافة البئر، وخاطب المشركين، وقال: "يا أهل القليب،

هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربى حقًّا؟ فقالوا: يا رسول

الله، تكلم قومًا موتي؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم،

ولكنهم لا يستطيعون الجواب.

ورأى أبو حذيفة أباه يسحب ليرمي في البئر، فتغير لونه، وأصابه الحزن، وعرف

النبي ذلك في وجهه، فقال له: كأنك كاره لما رأيت فقال: يا رسول الله، إن أبي

كان رجلاً سيدًا، فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع

أحزنني ذلك، فدعا رسول الله له بخي ر.

وكان أبو حذيفة يتمنى أن يستشهد في سبيل الله، فظل يجاهد حتى توفي الرسول ،

وفي عهد الخليفة أبي بكر - رضي الله عنه -، كان أبو حذيفة في أول صفوف الجيش

الإسلامي المتجه إلى اليمامة لقتال مسيلمة الكذاب، وتحقق لأبي حذيفة ما كان

يتمناه من الشهادة في سبيل الله فوقع شهيدًا، وعلى وجهه ابتسامة لما رأى من

منزلته عند ربه.

نسب لاأشرف من ذلك ومدخل أساسى لكشف أغوار هذه الشخصيه الفريده .




إسلامها:


أسلمت سهلة بنت سهيل بمكة مبايعةً للرسول - ص - وهاجرت الى ارض الحبشة

الهجرتين. وانجبت لزوجها ابي حذيفة بن عتبة ابنهما محمد، وعاشت في الحبشة

مع زوجها وابنها آمنه على نفسها ودينها ، لكن قلبها كان دوماً معلقاً بمكة .

هاجرت هذه الصحابية الجليلة مع زوجها إلى المدينة المنورة ،

وتركا كل ما يملكان وراءهما في بلدهما الذي حارب أهله الاسلام بضراوة

حتى اضطر كل مؤمن فيه أن يهاجر حتى رسول الله - ص -

وكان الأمل يراودهم دوماً بالعودة وقد رفعت راية الاسلام عالية ، وقد كان . .

وعاشت سهلة مع زوجها وابنها في مجتمع المدينة المنورة مع إخوانهم من أهل

المدينة الذين دخلوا في دين الله افواجاً . .

وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم وبين الأنصار فكان المجتمع

المسلم الاول في حياة البشرية وأصبح للاسلام دولة وجيش يدفع عنهم الأخطار.



بإيمانها علت فوق الاحداث :

ولهذه الصحابية الكثير من المواقف مع الرسول الكريم ومع الدين الحق

كان أولها عندما اسر سهيل بن عمرو والدها حيث أسره مالك بن الدخشم

الانصاري الاوسي في غزوة بدر وفي الطريق إلى المدينة خدع سهيل بن

عمرو مالك بن الدخشم وفر هاربا ولكن مالك استنجد بالمسلمين فخرجوا

في طلبه واعلن رسول الله - ض - : “من وجده فليقتله”.

وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة يبحثون عن سهيل حتى وجدوه

وقد اخفى نفسه بين شجيرات فأخذوه وربطوا يداه إلى عنقه وعادوا به إلى

المدينة، مع باقي الاسرى من أهل الشرك.

وعندما علمت سهلة بأسر ابيها، لم تعر ذلك الأمر اهتماما وفرحت بنصر الله مع

اخوانها واخواتها من اهل الايمان ولم يكن موقفها ذاك الا بدافع من يقينها بالحق

الذي هي عليه وثقتها في الله تعالى فلقد صاغها الإسلام من جديد .



حياتها ومواقفها :

هذا كان حال سهلة بنت سهيل قبل أن يوطد الإسلام دعائمه . .فماذا عن

مواقفها مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟

كان من مواقفها مع الرسول هذا الموقف الذي منحها فيه الرسول - ص -رخصة

نبوية حيث كانت سهلة بنت سهيل قد تبنت سالما مولى ابي حذيفة، وكان يدخل

عليها فقالت: يا رسول الله، انا كنا نرى سالما ولدا، وكان يدخل علي وقد بلغ

ما بلغ الرجال ، وانه ليدخل علي واظن في نفس ابي حذيفة من ذلك شيئا،

فماذا ترى فيه؟.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ارضعيه تحرمي . فأرضعته سهلة بنت

سهيل وهو رجل كبير بعدما شهد بدرا. وكانت سهلة تحلب في مسمط أو إناء

قدر رضعة، فيشرب سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام، فكان بعدها يدخل

عليها وهي حاسر، رخصة غير مسبوقه وحاة خاصة خص بها رسول الله

من رسول الله - ص - سهلة بنت سهيل .

موقف آخر لتلك المراه التى كانت لم تخش فى دينها لومة لائم فحين استحاضت

سهلة بنت سهيل فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تغتسل لكل صلاة

فلما جهدها ذلك آمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجمع بين الظهر

والعصر بغسل .



حياتها بعد استشهاد زوجها :

عاش الزوجان سهلة بنت سهيل وأبو حذيفة بعد وفاة الرسول صلى الله

عليه وسلم على عهدهما وسيرتهما العطرة منذ ان اسلما قديما، وتابع أبو

حذيفة جهاده مع كتائب الايمان، فخرج مجاهدا مع جيش المسلمين الذي

حارب المرتدين في معركة اليمامة الشهيرة، ومعه مولاه سالم وهناك حظي

سالم وابو حذيفة بالشهادة في سبيل الله في عهد الخليفة أبي بكر .

ولم تجزع هذه المرأة المؤمنة عندما سمعت باستشهاد زوجها، بل انها احتسبت

زوجها عند الله وعاشت من بعده تستكمل مسيرة الايمان وتحيا للدعوة حتى

تلقى ربها راضية مرضية.

وتزوجها بعد ابي حذيفة عبدالله بن الاسود بن عمرو بن مالك بن حسل،

فأنجبت له سليطاً بن عبدالله، ثم تزوجت من بعده بالشماخ بن سعيد ،

فأنجبت له عامر بن الشماخ .

ثم تزوجت بعبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة وانجبت له سالم

بن عبد الرحمن وعاشت سهلة حتى عصر دولة بني أمية تتابع مسيرة

العطاء الى آخر حياتها ودفنت بالمدينة المنورة، فرضي الله عن سهلة

بنت سهيل وعن سائر المسلمين .

رضوانك اللهم عن سهلة بنت سهيل قرينة الشهيد صاحب الإبتسامه ،

وعن أصحاب الحق فى كل زمان ومكان ، وعن سائر الصحابة أجمعين

وأسألك ربى بالتذكير بهم أن تهبنى لأى منهم يوم لقياك

لأنعم بصحبتهم فى رضوانك .








آخر تعديل ماجد محمد آدم يوم 17-09-2007 في 06:33 PM.
رد مع اقتباس