عرض مشاركة واحدة
#3 (permalink)  
قديم 15-09-2007, 11:41 PM
ماجد محمد آدم
عضو مجالس الرويضة
ماجد محمد آدم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1485
 تاريخ التسجيل : 13-09-2007
 فترة الأقامة : 6661 يوم
 أخر زيارة : 06-09-2008 (06:21 PM)
 المشاركات : 540 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : ماجد محمد آدم مجتهد ماجد محمد آدم مجتهد
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أسيد بن حضير / (04)








أسيد بن حضير

أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري - رضي الله عنه - كان زعيما للأوس

في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف

العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان

صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب.



قصة إسلامه

كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعباً بن عمير إلى المدينة

ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن

معاذ - وكان صديقا لأسيد - فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: "انطلق إلى

هذا الرجل فازجره"، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة

أسعد بن زرارة ، من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام .

وفى مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في

اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد

بغضبه وثورته، فقال له مصعب: "هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت

أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره". فقال أسيد: "هات ما عندك"

وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق

ووجهه يستشرق. فقال: "ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا

أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟» فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك،

وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي". فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل

وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه.



كان سبباً لإسلام قومه

حين عاد أسيد إلى سعد بن معاذ، ما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال

سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم

قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت

بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد

بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة

ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته،

ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك

أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه،

واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته،

وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا

جميعًا.



دنت الملائكة لسماع صوته

ذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس

حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت

الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في

المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على

ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء

فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى

ترتفع إلى السماء.

فلما أصبح ذهب إلى الرسول ، وحدثه بما رأى، فقال له النبي

- ص -: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر

الناس إليها لا تتوارى منهم" .




جهاده


عاش أسيد - رضي الله عنه - عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل

الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير،

ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. ، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع

جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط .




يوم السقيفة

بعد وفاة النبي ، اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة

على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار،

واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار

قائلاً: تعلمون أن رسول الله ، كان من المهاجرين، فخليفته إذن

ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا

اليوم أن نكون أنصار خليفته.

وكان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار،

تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في

الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير،

وعباد بن بشر.





وفاته


توفي أسيد - رضي الله عنه - في شهر شعبان عام 20 هـ، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن

الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد

أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة

آلاف دينار، فباع ثمار نخله - البلح أو التمر - أربع سنين بأربعة

آلاف، وقضى دينه.







رد مع اقتباس