عرض مشاركة واحدة
#15 (permalink)  
قديم 14-09-2007, 08:10 AM
بنبونتة
عضو مجالس الرويضة
بنبونتة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1116
 تاريخ التسجيل : 01-09-2007
 فترة الأقامة : 6680 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2011 (11:13 AM)
 المشاركات : 963 [ + ]
 التقييم : 399
 معدل التقييم : بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)



~§[[ ثمامة بن أُثال أول من دخل مكة ملبيا ]]§~

ثمامة بن أثال الحنفي ، أحد ملوك العرب ، وسيد من سادات بني

حنيفة المرموقين ، وملك من ملوك اليمامة الذين لا يُعصى لهم أمر .



~§[[ إهدار دمه ]]§~

في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن

يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم

وبعث بهما إلى هؤلاء الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وكان في جملة

من كاتبهم ثمامة بن أثال رضي الله عنه >

وتلقى ثمامة رضي الله عنه رسالة النبي بالاحتقار ، والإعراض ، وأخذته

العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير ، وأغراه شيطانه

بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأد دعوته في مهدها ، فدأب يتحين

الفرص ، للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن خيب الله سعيه

لكن ثمامة رضي الله عنه إذا كان قد كف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيثُ جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم ،

وقتلهم شر قتلة ، لذلك أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، وأعلن

هذا في أصحابه ، أن هذا الرجل دمه مهدور .



~§[[ وقوعه في الأسر ]]§~

عزم ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على أداء العمرة ، على النمط الجاهلي ،

فانطلق من أرض اليمامة ، موليا وجهه شطر مكة ، وهو يمني نفسه بالطواف

حول بالكعبة ، والذبح لأصنامها ، وبينما كان ثمامة رضي الله عنه في بعض

طريقه ، قريبا من المدينة ، نزلت به نازلة ، لم تقع له في الحسبان ، ذلك

أن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس خلال الديار ،

خوفا من أن يطرق المدينة طارق ، أو يريدها معتد بشر ، فأسرت السرية

ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، وهي لا تعرفه ، وأتت به إلى المدينة ، وشدته

إلى سارية من سواري المسجد ، ولم يكن هناك يومئذ سجن ، فإذا ألقي

القبض على إنسان ، يشد إلى سارية من سواري المسجد .

وانتظروا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الأسير ، ولما خرج

النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهم بالدخول فيه ، رأى ثمامة

رضي الله عنه مربوطا في السارية ، فقال لأصحابه :

" أتدرون من أخذتم ؟ "

قالوا : لا يا رسول الله .

قال صلى الله عليه وسلم : " هذا ثمامة بن أثال الحنفي "

ثم قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنوا إسارَه".

ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، وقال :

" اجمعوا ما كان عندكم من طعام ، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال " .

ليطعمه من طعام بيته ، فجمع من طعام أهله شيئا ، وأرسله إلى

ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغدو

والرواح ، وأن يُقدم لبنها إلى ثمامة بن أُثال رضي الله عنه .

وفي رواية اخرى لأسره
ثمامة بن أثا كان يسكن في حصن له في ارض بني حنيفة في نجد ، وفي ليلة من الليالي سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثمامة هذا يريد أن يغزو المدينة .
فقال صلى الله عليه وسلم ، فيما يروى عنه : ( بل أنا اغزوه إن شاء الله )) .
أي : قبل أن يتحرك من هناك نرسل له من يغزوه .
فأرسل له صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في كوكبه وفي سرية .
فأخذ خالد سيفه وخيله ، ومشى بالأبطال إلى وادي بني حنيفة في نجد .
وفي إحدى الليالي قال ثمامة لزوجته : أنا لا اخرج هذه الليلة للصيد أبدا ؛ لأنه شعر بشيء .
لكن الله إذا أراد شيئا اتمه { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}(لأنفال: من الآية 17).
قال زوجته : لم ؟
قال : أتوجس ، أي : أتاني خوفا لا ادري ما سببه .
فمكث في حصنه وقصره ، والأبواب مغلقة عليه ، لكن أراد الله أن يخرجه لخالد ليأسره ويذهب به إلى المدينة ، فأرسل الله له الغزلان والظباء تلك الليلة حتى كانت تنطح باب الحصن .
فقالت زوجته وهو في ضوء القمر : عجيب أمرك كل ليلة تطارد الغزلان ، ولا تجدها ، واليوم أتت تناطح أبوابنا ، انه لمن العجز أن تتركا .
فأخذ القوس والأسهم ، وأتى وراء الغزلان، ففتح الباب ففرت الغزلان قليلا ، ففر وراءها ، فدخلت حديقة ، فدخل وراءها ، فخرج ، فخرج من الحديقة .
فلما أصبح في الصحراء ، وإذا بخالد يطوقه .
قال : من أنت ؟
قال : خالد بن الوليد ، إن كنت لا تعرفني تعرفني الليلة .
قال : ماذا جاء بك ؟
قال : سمعنا انك تريد أن تغزو يثرب ، وقد أرسلني صلى الله عليه وسلم إليك .
قال : من اكلم ؟
قال كلم رسول الله في المدينة ، فركب معه واتى به أسيرا
مشدودا . والحديث في (( الصحيحين )) ، وقال البخاري ( باب ) ربط الأسير في المسجد من حديث أبي هريرة .
فدخل خالد بهذا الأسير وربطه في سارية المسجد لثلاث مسائل :
أولها : أن هذا إهانة للأسير المشرك .
الثاني : لعله أن يرى صولة الصحابة وجولتهم، فيراهم وقد تجمعوا في المجد ، وقد اهتدوا فيهتدي .
الثالث : لعله أن يسمع الوحي والقرآن والصلاة إذا صلى صلى الله عليه وسلم فيتأثر .
فربطه في سارية المسجد .
فأتى صلى الله عليه وسلم للصلاة ، فقال : (( أسلم يا ثمامة )).
قال ثمامة : يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر .
يقول : إن قتلتني فإن دمي لا يضيع فأنا سيد قبيلة ، فورائي أبطال يأخذون بدمي ، وإن عفوت عني وأطلقتني فسوف تجد الجميل عندي محفوظا .
فتركه صلى الله عليه وسلم .
فكان صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثة أيام كلما أتى إلى الصلاة قال(يا ثمامة أسلم))
فيعيد قوله .
فقال صلى الله عليه وسلم : (( أطلقوه )) .
فأطلقوه ، فذهب إلى نخلة من نخل المدينة ، فأخذ ماء فاغتسل ثم دخل المسجد ، وقال : اشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله .
فقال له صلى الله عليه وسلم: (( ولماذا لم تسلم وأنت في القيد )) ؟
قال : أخشى أن تتحدث العرب إني أسلمت ذلا ؛ لأنه سيد من السادات .
قال : يا رسول الله ، إن شئت أن امنع حنطة اليمامة عن قريش فعلت .
قال : امنعها عنهم .
فذهب يعتمر ، فقال له كفار قريش : هيه ، يا ثمامة صبأت مع محمد .
قال : والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة .
فقيدوه ، فخرج من القيد ، وفر إلى اليمامة ، فضرب حظرا اقتصاديا عليهم فما وصلتهم حبة




~§[[ إسلامه ]]§~

بعد أن أكل ثمامه رضي الله عنه وشرب وشبع ، وشعر أن هذا من عند

النبي صلى الله عليه وسلم أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد

أن يستدرجه إلى الإسلام ، وهذه أخلاق الأنبياء ، وقال :

" ما عندك يا ثمامة ؟ "

فقال ثمامة رضي الله عنه :

( عندي يا محمد خير ، فإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم علي بالعفو ،

تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل تُعطَ منه ما شئت )

فتركه النبي صلى الله عليه وسلم يومين على حاله ، يؤتى له بالطعام

والشراب ، ويحمل إليه لبن الناقة ، ثم جاءه ثانية ، وقال صلى الله عليه

وسلم : " ما عندك يا ثمامة ؟ "

قال ثمامة رضي الله عنه :

( ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل ، إن تنعم ، تنعم على شاكر

" لغى موضوع القتل " ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ،

فسل منه ما تشاء )

فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان في اليوم التالي ، جاءه

فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ "

قال عنـدي ما قلت لك :

( إن تنعم ، تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال ،

أعطيتك منه ما تشاء )

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أصحابه ، وقال :

" أطلِقوا ثمامة " وفكوا وثاقه ، وأطلقوه .

غادر ثمامة رضي الله عنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومضى

حتى إذا بلغ نخلا من حواشي المدينة ، قريبا من البقيع ، فيه ماء ، أناخ

راحلته عنده ، وتطهر من مائه ، فأحسن طهوره ، ثم عاد أدراجه إلى المسجد ،

فما إن بلغه ، حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال :

( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )

ويتابع فيقول :

( يا محمد ، والله ما كان على ظهر الأرض وجه ، أبغض إلي من وجهك ،

ووالله يا محمد ، ما كان دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك اليوم

أحب الدين كله إلي ، ووالله يا محمـد ، ما كان بلد أبغض إلـي من بلدك ،

فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي )

ثم قال :

( يا محمد ، لقد كنت أصبت في أصحابك دما ، أنا قاتل ، فما الذي

توجبه علي ؟ )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" لا تثريب عليك يا ثمامة ، فإن الإسلام يجُب ما قبله "

فانطلقت أسارير ثمامة رضي الله عنه وانفرجت وقال :

( والله يا محمد ، لأُصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ،

ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ، ونصرة دينك )



~§[[ أول من لبى ]]§~

استأذن ثمامة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذهب

إلى العمرة وقال :

( يا رسول الله ، إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى أن

أفعل ؟ )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" امضِ لأداء عمرتك ، ولكن على شِرعة الله ورسوله "

عمرة إسلامية ، لا وثنية ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .

ومضى ثمامة رضي الله عنه إلى غايته ، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف

يجلجل بصوته العالي ، قائلا :

( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمـد والنعمة لك والملك ،

لا شريك لك )

سمعت قريش صوت التلبية ، فهبت غاضبة مذعورة ، واستلت سيوفها من

أغمادها ، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها ،

ولما أقبل القوم على ثمامة رضي الله عنه ، رفع صوته بالتلبية وهو ينظر

إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على

يديه ، وقالوا :

ويحك أتعلم من هذا ، إنه ثمامة بن أثال ، ملك اليمامة ، فقتله يشعل علينا

نار حرب كبيرة ، وقال الناصح :

والله إن أصبتموه بسوء لقطع قومه عنا الميرة ، وأماتونا جوعا.

ثم اعتمر ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على مرأى من قريش كما أمره

النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا إلى الله ، لا للأنصاب

والأصنام ، ثم قال لقريش :

( أقسم برب البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها ،

أو شيء من خيراتها ، حتى تتبعوا محمدا عن آخركم )



~§[[ حصار قريش ]]§~

وبالفعل مضى ثمامة رضي الله عنه إلى بلاده ، وأمر قومه أن يحبسوا الميرة

عن قريش ، فصدعوا لأمره ، واستجابوا له ، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة .

وأخذ الحصار الذي فرضه ثمامة رضي الله عنه على قريش ، يشتد شيئا فشيئا ،

فارتفعت الأسعار ، وفشا الجوع في الناس ، واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا

على أنفسهم ، وأبنائهم أن يهلكوا جوعا ، عند ذلك كتبوا إلى النبي صلى الله

عليه وسلم ، ورجوه أن يكتب إليه ، أن يفك عنهم هذا الحصار ، ، فكتب النبي

صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله عنه بأن يطلق لهم ميرتهم ، فأطلَقها .



~§[[ فتنة مسيلمة ]]§~

ظل ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد

نبيه ، فلما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، طفق العرب

يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا .

ولما قام مسيلمة الكذاب ، في بني حنيفة ، يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف

ثمامة رضي الله عنه في وجهه ، وقال لقومه :

( يا بني حنيفة ، إياكم وهذا الأمر المظلم ، الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء

كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به )

ثم قال :

( يا بني حنيفة ، إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله

لا نبي بعده ، ولا نبي يُشرك معه )

ثم انحاز بمن بقي على الإسلام ، ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل

الله ، وإعلاء لكلمته في الأرض .

هذا ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ،

وأكرمه بالجنة التي وعد بها المتقون .


وفي قصته دروس :
أولا : جواز إدخال الكافر المجد للحاجة .
الثاني : التمهل بالكافر ثلاثة أيام لعله أن يهتدي .
الثالث : التضييق على الكافر لعله أن يهتدي أو يخاف .
الرابع : استخدام أهل الوجاهات وإنزالهم منازلهم .
الخامس : الغسل للكافر .



 توقيع : بنبونتة

رد مع اقتباس