الموضوع
:
مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
عرض مشاركة واحدة
#
4
(
permalink
)
13-09-2007, 10:15 PM
سهول يآمهبول
عضو مجالس الرويضة
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
1452
تاريخ التسجيل :
12-09-2007
فترة الأقامة :
6661 يوم
أخر زيارة :
13-08-2010 (04:02 PM)
المشاركات :
31 [
+
]
التقييم :
100
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02)
ثمامة بن أثال الحنفي ، أحد ملوك العرب ، وسيد من سادات بني
حنيفة المرموقين ، وملك من ملوك اليمامة الذين لا يُعصى لهم أمر .
~§[[ إهدار دمه ]]§~
في السنة السادسة للهجرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن
يوسع نطاق دعوته إلى الله ، فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم
وبعث بهما إلى هؤلاء الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام ، وكان في جملة
من كاتبهم ثمامة بن أثال رضي الله عنه >
وتلقى ثمامة رضي الله عنه رسالة النبي بالاحتقار ، والإعراض ، وأخذته
العزة بالإثم ، فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير ، وأغراه شيطانه
بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ووأد دعوته في مهدها ، فدأب يتحين
الفرص ، للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن خيب الله سعيه
لكن ثمامة رضي الله عنه إذا كان قد كف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإنه لم يكف عن أصحابه ، حيثُ جعل يتربص بهم ، حتى ظفر بعدد منهم ،
وقتلهم شر قتلة ، لذلك أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه ، وأعلن
هذا في أصحابه ، أن هذا الرجل دمه مهدور .
~§[[ وقوعه في الأسر ]]§~
عزم ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على أداء العمرة ، على النمط الجاهلي ،
فانطلق من أرض اليمامة ، موليا وجهه شطر مكة ، وهو يمني نفسه بالطواف
حول بالكعبة ، والذبح لأصنامها ، وبينما كان ثمامة رضي الله عنه في بعض
طريقه ، قريبا من المدينة ، نزلت به نازلة ، لم تقع له في الحسبان ، ذلك
أن سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس خلال الديار ،
خوفا من أن يطرق المدينة طارق ، أو يريدها معتد بشر ، فأسرت السرية
ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، وهي لا تعرفه ، وأتت به إلى المدينة ، وشدته
إلى سارية من سواري المسجد ، ولم يكن هناك يومئذ سجن ، فإذا ألقي
القبض على إنسان ، يشد إلى سارية من سواري المسجد .
وانتظروا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في شأن هذا الأسير ، ولما خرج
النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهم بالدخول فيه ، رأى ثمامة
رضي الله عنه مربوطا في السارية ، فقال لأصحابه :
" أتدرون من أخذتم ؟ "
قالوا : لا يا رسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم : " هذا ثمامة بن أثال الحنفي "
ثم قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنوا إسارَه".
ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى أهله ، وقال :
" اجمعوا ما كان عندكم من طعام ، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال " .
ليطعمه من طعام بيته ، فجمع من طعام أهله شيئا ، وأرسله إلى
ثمامة بن أثال رضي الله عنه ، ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغدو
والرواح ، وأن يُقدم لبنها إلى ثمامة بن أُثال رضي الله عنه .
~§[[ إسلامه ]]§~
بعد أن أكل ثمامه رضي الله عنه وشرب وشبع ، وشعر أن هذا من عند
النبي صلى الله عليه وسلم أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد
أن يستدرجه إلى الإسلام ، وهذه أخلاق الأنبياء ، وقال :
" ما عندك يا ثمامة ؟ "
فقال ثمامة رضي الله عنه :
( عندي يا محمد خير ، فإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم علي بالعفو ،
تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ، فسل تُعطَ منه ما شئت )
فتركه النبي صلى الله عليه وسلم يومين على حاله ، يؤتى له بالطعام
والشراب ، ويحمل إليه لبن الناقة ، ثم جاءه ثانية ، وقال صلى الله عليه
وسلم : " ما عندك يا ثمامة ؟ "
قال ثمامة رضي الله عنه :
( ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل ، إن تنعم ، تنعم على شاكر
" لغى موضوع القتل " ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال ،
فسل منه ما تشاء )
فتركه النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان في اليوم التالي ، جاءه
فقال : " ما عندك يا ثمامة ؟ "
قال عنـدي ما قلت لك :
( إن تنعم ، تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال ،
أعطيتك منه ما تشاء )
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أصحابه ، وقال :
" أطلِقوا ثمامة " وفكوا وثاقه ، وأطلقوه .
غادر ثمامة رضي الله عنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومضى
حتى إذا بلغ نخلا من حواشي المدينة ، قريبا من البقيع ، فيه ماء ، أناخ
راحلته عنده ، وتطهر من مائه ، فأحسن طهوره ، ثم عاد أدراجه إلى المسجد ،
فما إن بلغه ، حتى وقف على ملأ من المسلمين وقال :
( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
ويتابع فيقول :
( يا محمد ، والله ما كان على ظهر الأرض وجه ، أبغض إلي من وجهك ،
ووالله يا محمد ، ما كان دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك اليوم
أحب الدين كله إلي ، ووالله يا محمـد ، ما كان بلد أبغض إلـي من بلدك ،
فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي )
ثم قال :
( يا محمد ، لقد كنت أصبت في أصحابك دما ، أنا قاتل ، فما الذي
توجبه علي ؟ )
فقال صلى الله عليه وسلم :
" لا تثريب عليك يا ثمامة ، فإن الإسلام يجُب ما قبله "
فانطلقت أسارير ثمامة رضي الله عنه وانفرجت وقال :
( والله يا محمد ، لأُصيبن من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك ،
ولأضعن نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ، ونصرة دينك )
~§[[ أول من لبى ]]§~
استأذن ثمامة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذهب
إلى العمرة وقال :
( يا رسول الله ، إن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى أن
أفعل ؟ )
فقال صلى الله عليه وسلم :
" امضِ لأداء عمرتك ، ولكن على شِرعة الله ورسوله "
عمرة إسلامية ، لا وثنية ، وعلمه ما يقوم به من المناسك .
ومضى ثمامة رضي الله عنه إلى غايته ، حتى إذا بلغ بطن مكة وقف
يجلجل بصوته العالي ، قائلا :
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمـد والنعمة لك والملك ،
لا شريك لك )
سمعت قريش صوت التلبية ، فهبت غاضبة مذعورة ، واستلت سيوفها من
أغمادها ، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها ،
ولما أقبل القوم على ثمامة رضي الله عنه ، رفع صوته بالتلبية وهو ينظر
إليهم بكبرياء ، فهم فتى من فتيان قريش أن يرديه بسهم ، فأخذوا على
يديه ، وقالوا :
ويحك أتعلم من هذا ، إنه ثمامة بن أثال ، ملك اليمامة ، فقتله يشعل علينا
نار حرب كبيرة ، وقال الناصح :
والله إن أصبتموه بسوء لقطع قومه عنا الميرة ، وأماتونا جوعا.
ثم اعتمر ثمامة بن أُثال رضي الله عنه على مرأى من قريش كما أمره
النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، وذبح تقربا إلى الله ، لا للأنصاب
والأصنام ، ثم قال لقريش :
( أقسم برب البيت ، إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها ،
أو شيء من خيراتها ، حتى تتبعوا محمدا عن آخركم )
~§[[ حصار قريش ]]§~
وبالفعل مضى ثمامة رضي الله عنه إلى بلاده ، وأمر قومه أن يحبسوا الميرة
عن قريش ، فصدعوا لأمره ، واستجابوا له ، وحبسوا خيراتهم عن أهل مكة .
وأخذ الحصار الذي فرضه ثمامة رضي الله عنه على قريش ، يشتد شيئا فشيئا ،
فارتفعت الأسعار ، وفشا الجوع في الناس ، واشتد عليهم الكرب ، حتى خافوا
على أنفسهم ، وأبنائهم أن يهلكوا جوعا ، عند ذلك كتبوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، ورجوه أن يكتب إليه ، أن يفك عنهم هذا الحصار ، ، فكتب النبي
صلى الله عليه وسلم إلى ثمامة رضي الله عنه بأن يطلق لهم ميرتهم ، فأطلَقها .
~§[[ فتنة مسيلمة ]]§~
ظل ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ما امتدت به الحياة وفيا لدينه ، حافظا لعهد
نبيه ، فلما التحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، طفق العرب
يخرجون من دين الله زرافات ووحدانا .
ولما قام مسيلمة الكذاب ، في بني حنيفة ، يدعوهم إلى الإيمان به ، وقف
ثمامة رضي الله عنه في وجهه ، وقال لقومه :
( يا بني حنيفة ، إياكم وهذا الأمر المظلم ، الذي لا نور فيه ، إنه والله لشقاء
كتبه الله عز وجل على من أخذ به منكم ، وبلاء على من لم يأخذ به )
ثم قال :
( يا بني حنيفة ، إنه لا يجتمع نبيان في وقت واحد ، وإن محمدا رسول الله
لا نبي بعده ، ولا نبي يُشرك معه )
ثم انحاز بمن بقي على الإسلام ، ومضى يقاتل المرتدين جهادا في سبيل
الله ، وإعلاء لكلمته في الأرض .
هذا ثمامة بن أُثال رضي الله عنه ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا ،
وأكرمه بالجنة التي وعد بها المتقون .
توقيع :
سهول يآمهبول
زيارات الملف الشخصي :
4
إحصائية مشاركات »
سهول يآمهبول
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.00 يوميا
سهول يآمهبول
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سهول يآمهبول
البحث عن المشاركات التي كتبها سهول يآمهبول