عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 05-08-2007, 02:46 AM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6192 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صابر الجرزيمي شاعراً ...... من الأدب الساخر



من الأدب الساخر
صابر الجرزيمي .....شاعراً


بالأمس, وصلت صابر الجرزيمي دعوتان لإحياء أمسيتين شعريتين, الأولى ,من جمعية المتقاعدين عن العمل, والثانية من التجمع الشبابي الديمقراطي,وبدو ن تفكير يذكر,قبل الدعوة الأولى وترك مصير الدعوة الثانية، تحدده النتائج التي سيستخلصها من الأمسية الأولى.
من المعروف عن صابر الجرزيمي، أنه حين يعتلي المنصة ويمسك في يده المايكرفون, يجد نفسه محلقاً في عالم أثيري متسع الفضاءات, لا يتصل في الأرض إلا من خلاص صوته فقط, وفي هذه الحالة, لا يرى أمامه كائناً كان.
في المساء كانت القاعة تغص بالحضور, وبعد الترحيب به من قبل مقدم الأمسية, انفصل شاعرنا عن العالم الأرضي،وأصبح صوته حلقة الاتصال الوحيدة بين العالمين السماوي والأرضي وكانت القصيدة:


المطرُ الأزرقُ منهمرٌ
والأرضُ المصلوبةُ أسفار العاشق
يقرأها كل صباحْ
يتحسسُ في يده العنقَ المذبوحَ
بجنح ذبابةْ
والأرضُ المصلوبةُ لوحُ كتابةْ
والعاشقُ يغمسُ ريشَ الطيرِ
ويكتبْ:
الليلةُ مات وحيداً حارسُ هذي الغابةْ .



لوحظ على الشاعر الجرزيمي, أنه كان يعيد المقطع أكثر من مرة , لاعتقاده أن الشخير المنبعث من الحضور النيام , ما هو إلا شكل من أشكال التصفيق, ابتدع مؤخراً حتى يتمشى مع الحداثة الشعرية.
والحقيقة أن الجمهور لم يستيقظ إلا على صوت ارتطام جسد الجرزيمي حين تعثرت قدماه في درج المنصة, وهو يحاول النزول, ولم يؤكد هذه اليقظة إلا ذلك التصفيق المدوي الذي أعقب ارتطام جسده في الأرض.
مما لا شك فيه, أن أمسية جمعية المتقاعدين كانت مؤلمة وموجعة للشاعر صابر الجرزيمي, ولولا عناده المعروف وإيمانه المطلق بموهبته الشعرية, لأعلن اعتزاله المبكر, ولكن هذه التجربة زرعت في نفسه فكرة العودة للجذور وعمقت في وجدانه الرغبة بتطوير خطابه الشعري, وعلى ما تقدم, وجد نفسه أمام تحدي قبول دعوة التجمع الشبابي الديمقراطي, لاعتبارات كثيرة, أهمها: الألقاب الكبيرة التي سبقت اسمه في بطاقات الدعوة, ومنها أيضاً, كون هذا التجمع من أكثر القطاعات الفاعلة في المدينة, ولا ينفي الجرزيمي, أن هناك مغريات أخرى ساعدت على قبوله الدعوة, كالحضور المميز والمكثف للجنس اللطيف, خاصة بعد ما لقيه من عنت أصحاب الشوارب الصفراء في جمعية المتقاعدين.
لا يدري صابر الجرزيمي من أين أتته هذه القشعريرة المفاجئة, حين اعتلى المنصة, ولكن الذي يدريه الآن, أنه وجهاً لوجه مع هذا الجمهورالذي لم يشهد له مثيلا, وما هي إلا ثوان,وأصبح الجرزيمي سيد الموقف, ولا شيء يعلو فوق صوت القصيدة:



إرو الروايةُ ليس مثلك راوية
قلْ إلى أين القوافل ناوية

أشجارنا مخضرةٌ فلمَ إذنْ
حطّ الحمامُ على الكروم الخاوية!

ما عدتُ أدركُ في الضحى أصواتها
هذا هديلٌ أم ذئابٌ عاوية ؟


عند هذا الحد, أنهى الجرزيمي مطولته الشعرية, وبانتهائها, عاد من عالمه الأثيري, ليجد المفاجأة الكبرى بانتظاره, لا أحد في القاعة, سوى الكراسي الخشبة, ومع ذلك, حمد الله كثيراً,على انسحاب الجمهور بهدوء دون أن يرشقوه بالخضار والبيض الفاسد, كما حصل مع صديقه الشاعر المعتزل, وقبل أن يلملم أوراقه ويغادر المنصة, شاهد شبحاً يتحرك في الصفوف الخلفية, وحين تأكد من إنسانية هذا الشبح, استعاد الجرزيمي ثقته بنفسه وهمس:
أن يكون جمهورك رجلاً واحداً, أفضل من العدم,
فتقدم لتهنئة الرجل على صموده, لكن الرجل ردّ يد الجرزيمي بصرخة فجة: ألم تنته بعد؟ أريد أن أغلق القاعة.



من هنـــــا



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل hala يوم 20-08-2007 في 05:22 PM.
رد مع اقتباس