الموضوع: " احـتـضـار "
عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 23-01-2007, 11:38 AM
محمد
ابو رنيم
إدارة الموقعـ
محمد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
هـــــــــــلا وغـــــــــلا


قدمت أهلاً ووطأت سهلاً نرحب بكم بباقة زهور

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب

متمنياً لكم طيب الإقامة مع المتعة والفائدة

وننتظر منكم الجديد والمفيد


اخوكم محمد
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : 17-11-2006
 فترة الأقامة : 6390 يوم
 أخر زيارة : 25-10-2019 (11:21 PM)
 الإقامة : رويضة الاحباب
 المشاركات : 1,885 [ + ]
 التقييم : 176397
 معدل التقييم : محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
جديدPost " احـتـضـار "



حان الوقت لنخرج من غرفة الطعام, ونطفيء الشموع التي كانت منذ الأزل البعيد تُشِعُ جاهدةً لتمحو آية الليل,
ونخرج لنتحسس عروق روحي ولنطهر أنفاسنا.

في هذه الليلة الظلمة المظلمة, الحمقاء المستوحشة، التي تيرقُ فجأة وتطفأ، والتي تُصفق بكيانها لتصدر صوت
الرعد!

اقتربت إلى الشمع لأطلق عليها من أنفاسي التي اختلطت بزفير قلبي المحترق.

شدني لونها الأصفر الحزين فتمعنت فيها وقلت:

ما بـلونكِ مصفرةً يا شمعتي العزيزة؟

ولدهشتي ردت علي بصوتٍ خافت وقالت:

أنني وحيدة.

وانهمرت دموعها، فقلت لها:

إنكِ تبكين.!

فقالت:

بل أحترق.

فسجدتُ داعيةً إلى الله أن يُشفي وميضها ويُرجع روحها وأن يكفها عن الإحتراق؛ فمدت يدها إليّ مانعةً دعائي
وقالت:

إنها سنة الحياة فلا تدفنيها.

حينها طلبتُ إلى الله من أعماق قلبي أن تكون نهايتي وإحتراقي مرئي كحبيبتي الشمعة.

وتوجهت إليها بكلماتي وقلت:

أيا معشر الشمع، أنا منكم عشتُ وحيدةً وإني أحترق وتحترق أحشائي، فإقبلوني رفيقاً.

وإذا بدموعي تنهمر بغزارة, ويسيل نصفي الذائب على الأرض كشمعتي العزيزة.

هلهلت الشموع اعتراضاً بالمرأى وتجمعوا على أن يطفأوا ناري.

أضحكني الموقف، فقلت مستهزأة:

كيف يطفيء الجرح جرحاً؟!

فتجمعوا أطلقوا أنفاسهم على لهيبي، وإذا بي أحسُ بألم شديد يعصر كُل عروق جسدي النحيل, من أعلى رأسي إلى أخمس قدمي.

لم أستطع السيطرة على كياني، أغمضتُ عيناي ولكنني أحس وأسمع ما يجري حولي.

أسمع صراخ وعويل الشمع من آلامهم.

وفجأة، في تلك اللحظة انقطع السمع وكأني أغرق في غيبوبة من الألم.

بعد برهةً من الزمن والتي أكفتني لأن أستردْ قوةٍ؛ فرفعت جفني لأرى حولي العدم، وبقايا الحريق!

نظرتُ إلى نفسي لأرى انسكابي على فِراش الموت.

انتهت.






من هنـــــــــــا



 توقيع : محمد


آخر تعديل hala يوم 08-08-2007 في 08:33 PM.
رد مع اقتباس