مجالس الرويضة لكل العرب - صباحي اليوم مليئ بالوداع و اللهفه...

صباحي اليوم مليئ بالوداع و اللهفه ...

http://www.jerusalemgts.com/gti/gall..._l5ib00025.jpg

ودعت اجزاءا مني لتذهب هناك أرضي ... ترتحل .. تغني على اجنحة الشوق ترسل اساريرها؟؟؟
اختلفت مشاعري و تناقضت .. أهو الشوق لذاك الوطن .! أم هو بعاد لأحبائي غادروني في زياره للوطن .. قد تكون وحدة واغتراب اللحظه من ان تطل علي ابتسامة الصغير و تعلق طفلتي .. ياسمينتى احضاني .. لست ادري!!!

تابعت تنقلاتهم بضعف يسكنني غير مفهوم ,, بقوة ... قلبى غادرني .. انخلع من مكانه عنما ركبوا السياره مغادرين.. هو الرحيل اذا .. !

صغيري لم يفهم آآن ذاك القوه الحسيه التي خرجت منى شوقاو لهفه فسادت المكان ,, لكنه اقترب منى يضمنى باصابعه الصغيرة ... تعالى معنا ..نينا).. هكذا ينادي متلعثما مناديا لي اسمي!!
تساءلت عيناه تناشدني لم انت باقيه هنا !!؟؟ ......ألاتشتاقي ن شدو عصافير الوطن ,, أزقه الحاره و البلدة القديمه ...(تقودني ذاكرتي ) الى غناء جدي مع تجليات الصباح يرافق صوت المسجله الصغيره في يده متنقله معه الى اخر البهو ...الى المطبخ ...وصراخ جدتي ..(يا رجل بدي اعرف اقرأ القرآن)....فتهد ئ اصوات الراديو (المسجله ) قليلا ليرتفع بعدها همس الابريق بين يديه , هو يحب الشاي الغامق ولا يحبه إلا من صنع يديه ,, قد يسمح لي بمشاركته احيانا به لعلي اشبهه في هذا و ذاك بعض الشيء ...!!!
جدتي اليوم تريده ان ينتهي بسرعه فهي تنتظر القادمين بلهفه و تريد ان تنتهي من اعداد الغداء .. انها لهفة الشوق لوصول الاحفاد وابناء الاحفاد..

ويطل الابن الكبر لهما برأسه متسائلا عن ما تحتاجه.... ذاك الابن الذي دائما ستبقى صورة الرجل مطبوعه في ذهني عنه هو , على شاكلته هو .. جوانح قلبه الابيض مازالت الى اليوم وغدا هناك تسكنه حتى العمق و صرامة الرجولة ابت مغادرته ..
( انه انسان هذا الكوكب......... ..........رجل هذا البيت..!! روحه مسحت تعب تلك السنون و الامها
من قلبه فاضافتها على وجههه الملائكي بصمت...)

همس الوطن .. أتراه يناجيني؟؟ ,,, لست ادري !!
اختلاجات العمق الاعمق من نفسي تتاآكلني ... تضاربت اهوائي و امزجتي , تلك اللحظه تملكني شبح العوده و ألم الفراق ...نظرت مراراً وتكراراً إلى وثيقة سفري ,, إلى حقائبي التي تستعد الرحيل الى وجهه أخرى في الطرف الاخر من الارض(من هناك)..غريبة عني تلك الديار ابنيه شاهقه تلتحف السماء لا تستطيع ان تدفىء بنور الشمس مدنا تبكي ..شاحبة الاحضان....ليال يها لا تهدىء وحوش الليل وضجيج لا ينام,,,,
أتعبني كل هذا .. حاولت ان أنقل هواجسي سيجارتي لعلها تذهب بها مع الريح.... لا فائده بقيت الصور , لا تريد تركي...التلفاز مل مشاهدتي ..!! كتابي,, ورقي صامت في مكانه لا يريد محادثة الكركبة داخلي ,, سينتظرني الى ان اهدىء ,, هو يحسن مجالستي استماعي,, وحواري أوراقه فأفكاري...

حاولت ان أعود للنوم .. البارحه كان يوما طويلا ,,, لا فائده.. قلق الذاكره أيقظ الذهن مني واشتعل للفكره سأتغلب على هذا الملل..سانفض هذا التوجس
جلست و القهوه نتسامر ... سبابتي نهلت من السيجارة في شغف .... و الاخرى قادت القلم ....

/
/
/

(الميزه الوحيده هنا ان التكنولوجيا تجعلنا اكثر اقترابا من الوطن اكثر احتكاكا و على تواصل نفسي ... مع تلك الصور و الاحداث ..)

اشكر البريد الالكتروني وخدمة الكاميرا الرقميه التي قد ستحملني ليلا كل مساء تروي لي احاديث الصباح والنهار فتتنقلني ذاكرتي لترسم معى خيالات تلك الوجوه ذاك البيت ,,, ... انام مع تلك الصور ,,, ويبقي الاصل هناك في حضن الوطن!!..

/
/
/
رفعت الهاتف بيدي ... ارجوك .. لو تفضلت اريد ان تضيف على حجز طائرتي بعد ايام...رحله رقم ... الخطوط الالمانيه ...الخ... العوده ستكون امستردام—فرانكف وت ,, فرانكفوت – أجل..!! الى هناك.. الى الوطن.!!

افترشت وسادتي الحريريه .. داعب الكرى جفني .. هدأت هواجسي .. غفا قلمي ..استطيع الان النوم .. فغدي يوم طويل , مليء بالتعب .. مليء بالسفر ,, غير مبال ٍ بالسهر....!! سينهي ما ينتظره في سبيل اللقاء ..
يطرح من اجندة اسفاره محطة تلو الأخرى,, يختصر الزمن ,, يستقل طائرة تلو اخرى .. وسيلة دون اخرى ...

داعبني طيفه,, قريب لقاء هذا الحبيب ,, بعيد قريب هو لقاء الوطن!!

*******

نشرت في 26-1-2007
زينا نافذ