عجباً .. كموج البحر سالت أدمعي = شغفاً و شوقاً للتي كانت معي
ما زال في القلب السراب محلقاً = و ظننته ولى و صار مودعي
فالعين تصرخ من جليل جمالها = و لصوتها دوى الحنين بأضلعي
فبعينها سحرٌ يخالطه الجوى = ألمي لها أملٌ و تهوَى توجعي
فبعدما خال الفؤاد كأنه = ملك الوجود و نال بعد تمنعِ
وجد الظلام يحوم فوق رحابه = و النار تأكل عرشه بتمتعِ
و إن سألتِ الناس عن قلبي فلـ = ـن يجمل القول الصفات تشجعي
و غرة الأحلام موجٌ كالجبال = كأنما أمر الإله أن ابلعي
حتى إذا ما استيأست سبل الـ= حياة ِو سلم الأمر لربٍ مانعِ
جاءته أجمل من رأى يوماً - على = عجلٍ - بحلمِ أو بأرض الواقعِ
حملته حتى صخرةً قد زينت = حين انتهى تشييدها قيل المعي
فأراد ان يشكر لها فتمنعت = و أغلقت فمه بأروع إصبعِ
و ثانياً حين انزوى يبكي على = ما فات من دنيا النجاح الألمعِ
قالت له قولاً حكيماً صادقاً = سيظل أفصحه بغير تنازعِ
لا تبكِ يوماً رب خيرٍ لم تره = أخفاه عنك غزير هذي الأدمعِ
و ثالثاً يوم اختيار المنتهى = تبسمت ثم اختفت قال ارجعي
و بحثت عنها بكل أرض رحتها = أمل اللقا يوماً بأي تجمعِ
حتى إذا ما جاءني خبر القبول = قلت لنفسي يانفس لا . لا تجزعي
و حينما قررت أن أذهب إلى = ما فاتني رغم القبول بأربعِ
رأيتها رأيتكِ كنتِ هيَ = فكنت بالأوراق خير مقطعِ
هل تسأليني مرةً أخرى لمَ = أحببتكِ يا من بقلبيَ تصنعي
جرحاً فريداً لا يجوز له دوا = إلا إذا ما مت حين تضرُّعي