مجالس الرويضة لكل العرب

ماتوت ( 4)

في أرض ِ قصيدتي الواسعة

في كلِ شهقةِ حرفْ

شيءٌ من "ماتوت"

في سهلها الرحبِ رفةُ عطرْ

في المنحدر والمنحنى باقةُ زهرْ

وهناك في البحيرةِ

وعند عناق النهرْ

شيءٌ يدلُ على "ماتوت"

* * *

في نايات الرعيان،

في ثغاء قطيع الماعز

في ريش الطيرِ

المنعوف على العشبِ

وفوق الأغصانْ

في غبارِ طلع الأزهار

المتطاير في سقف البستان

رائحةُ منْ "ماتوت"

* * *

في أسنان المحراث المتغولة

في لحم التربة

في عبق الأثلام البنية

بأديم البذرةِ المتشققِ

في وهج الشمس المتكاسل

في لفح البردِ المتمردِ

في خجلِ ظهيرة هذا اليوم

المتفلتِ من سلسلة آذار

شيء من عالم "ماتوت"

* * *

في وجع القرى الليلي

في مواويل أعراسها الساخنة

في حناءِ عرائسها

وفي قطنِ فضٍّ البكارة الأبيضّ

في هديلِ حمام الابراجْ

في مقاقاة أسراب الدجاجْ

في خرير الينبوع المتموسق

في همس حاملات الجِرار المغموزْ

في الوردِ المائي الأزرق

شيءٌ من ضحكةِ "ماتوت"
* * *

في شبق ِ المدن ِ البحرية

في رمل الشاطئ اللامعْ

في إيقاع مشاةِ الليلِ

في إيغال الخطو بنبضِ الشارعْ

في حفيفِ صفصافِ الرصيفْ

ورفيف جناح النورسْ

في صرخات الباعةِ الجّوالينْ

ونداء بائعةِ أطواق الياسمينْ

في ضجيج البحّارة العائدينْ

شيء من جنون "ماتوت
* * *

في قمر ِ الليل ِ الماجنْ

في اكتمال استدارته

وتدوّر وجهه الفاتنْ

في ارتعاشةِ النجمةِ في مخدعه

في كهولةِ أفوله

وطفولةِ مطلعه

في زيتِ ضوئه

حين يبللَ نافذة العاشقة

وفي مراياه الصقيلة

ومشطه الضوئي

حين تسرحَ ضفائرها الصبيةُ المراهقة

في برجهِ العالي،

في مخمل أرائكهِ

في ملاءات سريره السماوي

في نبيذ ألوان قمصانه الأثنى عشر

شيء من سيرة "ماتوت"

* * *

في فرشاةِ الفنان الناعمة

وشغبِ الألوان

على اللوحةِ الخشنة

في تشكيل المرحلة الزرقاءْ

وانتقاله الجنوني بين قنطرتينْ

من برتقالٍ وبنفسجْ

في انكسار الخطِ، لحظة أنْ يتوهجْ

في خروج "البورتريه"

من قماش اللوحة الأبيضْ

في انتعاش التمردِ

وعودة الأشياءِ لسيرتها الأولى

في متوالية البدءِ

وموسيقى المثابرة

شيءٌ ما من إصرارِ "ماتوت"

* * *

في هذا الملكوتْ

لا شيء سوى "ماتوتْ"

ماتوت: نحت لغوي يهدف لتوأمة الأسماء

هنــــا