مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12) (http://www.rwwwr.com/vb/t8857.html)

محمد 26-09-2007 10:01 PM

مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12)
 




أبو العاص بن الربيع

حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي
محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم


أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن أميه القرشي
صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته زينب
وهو والد أمامه التي كان يحملها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته
أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد
كان الناس يدفعون إليه بأموالهم ليتجر لهم بها فوق أمين ذكي مجتهد
كانت خديجة هي التي سألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزوجه ببنتها زينب وذلك قبل الوحي فلما جاء الوحي قال أبو لهب

ويحكم إنكم قد حملتم عن محمد همومه بتزويج فتيانكم من بناته فلو رددتموهن إليه لانشغل بهن عنكم

فقالوا : نعم الرأي ما رأيتهم
و مشوا إلى أبي العاص و قالوا له :

فارق صاحبتك يا أبا العاص و ردها إلى بيت أبيها و نحن نزوجك أي امرأة تشاء من كرائم عقيلات قريش
فقال : لا والله إني لا أفارق صاحبتي و ما أحب أن لي بها نساء الدنيا جميعا

لما هاجر الرسول صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة و اشتد أمره فيها و خرجت قريش لقتاله في بدر اضطر أبو العاص للخروج معهم اضطرارا
و كان في زمرة الأسرى أبو العاص زوج زينب بنت محمد صلوات الله و سلامه عليه
فرض النبي عليه الصلاة و السلام على الأسرى فدية يفتدون بها أنفسهم من الأسر و جعلها تتراوح بين ألف درهم و أربعة آلاف حسب منزلة الأسير في قومه و غناه
بعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبي العاص و جعلت فيها قلادة كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد يوم زفتها إليه
فما رأى الرسول صلى الله عليه و سلم القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق و رق لابنته أشد الرقة ثم التفت إلى أصحابه
وقال : إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا

فقالوا : نعم ونعمة عين يا رسول الله
غير أن النبي عليه الصلاة و السلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء.

فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده

فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل و أخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة و أعد لها زادها و راحلتها و ندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها و تسليمها لمرافقيها يدا بيد

تنكب عمرو بن الربيع قوسه، و حمل كنانته و جعل زينب في هودجها خرج بها من مكة جهارا نهارا على مرأى من قريش فهاج القوم و ما جوا، و لحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد و روعوا زينب و أفزعوها
عند ذلك وتر عمرو قوسه و نثر كنانته بين يديه
وقال : والله لا يدنو رجل منها إلا وضعت سمها في نحره
و كان راميا لا يخطئ له سهما
فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب و كان قد لحق بالقوم و قال له:
يا بن أخي كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف عنهم فقال له:
إنك لم تصب فيما صنعت
فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس و عيوننا ترى و قد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في بدر و ما أصابنا على يدي أبيها محمد
فإذا خرجت بابنته علانية كما فعلت رمتنا القبائل بالجبن و وصفتنا بالهوان و الذل فارجع بها و استبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها فسلها من بين أظهرنا سرا و ألحقها بأبيها فما لنا بحبسها عنه حاجة
فرضي عمرو بذلك و أعاد زينب إلى مكة
ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلا بعد أيام معدودات
و أسلمها إلى رسل أبيها يدا بيد كما أوصاه أخاه
وقبيل الفتح بقليل خرج أبو العاص إلى الشام في تجارة له فلما قفل راجعا إلى مكة و معه عيره التي بلغت مئة بعير و رجاله الذين نيفوا على مئة و سبعين رجلا برزت له سرية من سرايا الرسول صلوات الله و سلامه عليه قريبا من المدينة فأخذت العير و أسرت الرجال و لكن أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به
فلما أرخى الليل سدوله و استتر أبو العاص بجنح الظلام دخل المدينة خائفا يترقب و مضى حتى وصل إلى زينب و استجار بها فأجارته
و لما خرج الرسول صلوات الله و سلامه عليه لصلاة الفجر و استوى قائما في المحراب و كبر للإحرام و كبر الناس بتكبيره صرخت زينب من صفة النساء و قالت:
أيها الناس أنا زينب بنت محمد و قد أجرت أبا العاص فأجيروه
فلما سلَّم النبي صلى الله عليه و سلم من الصلاة التفت إلى الناس و قال :
هل سمعتم ما سمعت؟
قالوا : نعم يا رسول الله
قال: و الذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه و إنه يجير من المسلمين أدناهم ثم انصرف إلى بيته و قال لابنته :
أكرمي مثوى أبي العاص و اعلمي أنك لا تحلين له
ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير و أسرت الرجال و قال لهم :
إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم و قد أخذتم ماله فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له كان ما نحب و إن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم و أنتم به أحق
فقالوا : بل نرد عليه ماله يا رسول الله
فلما جاء لأخذه قالوا له : يا أبا العاص إنك في شرف من قريش و أنت ابن عم رسول الله و صهره فهل لك أن تسلم و نحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة و تبقى معنا في المدينة؟
فقال : بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدر
مضى أبو العاص بالعير و ما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه ثم قال :
يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه
قالوا: لا و جزاك الله عنا خيرا فقد وجدناك وفيا كريما
قال : أما و إني قد وفيت لكم حقوقكم فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم
فلما أداها الله إليكم و فرغت ذمتي منها أسلمت
ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكرم وفادته و رد إليه زوجته و كان يقول عنه :
حدثني فصدقني و وعدني فوفى لي
أقام أبو العاص في المدينة حتى وافته المنية بعد أربع سنوات

من وفاة السيدة زينب رضي الله عنهما في السنة الثانية عشرة

للهجرة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ودفن في

البقيع رحمه الله ورضي عنه

لنتابع بأقلامكم السيرة الذكية



http://mkaraty.jeeran.com/wad.gif

عاشق الورد



ابو جوري 26-09-2007 10:38 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12)
 
اسمه ولقبه:

أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي العبشمي، صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، زوج بنته زينب، وهو والد أمامة التي كان يحملها النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته، واسمه: لقيط، وقيل: اسم أبيه ربيعة، وهو ابن أخت أم المؤمنين خديجة. أمه هي هالة بنت خويلد، وكان أبو العاص يدعى جرو البطحاء.



بعض صفاته وإسلامه:

كان قبل البعثة فيما قاله الزبير عن عمه مصعب وزعمه بعض أهل العلم مواخياً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يكثر غشاءه في منزله، وزوجه ابنته زينب أكبر بناته، وهي من خالته خديجة. وقد أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر، وقال بن إسحاق: كان من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة.

وفي المغازي لابن إسحاق عن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لها رقة شديدة، وقال للمسلمين: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا ) .

وأنه شهد بدرا مع المشركين، وأسر فيمن أسر، ففادته زينب، فاشترط عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرسلها إلى المدينة، ففعل ذلك، ثم قدم في عير لقريش، فأسره المسلمون، وأخذوا ما معه، فأجارته زينب، فرجع إلى مكة، فأدى الودائع إلى أهلها ثم هاجر إلى المدينة مسلماً، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه ابنته. وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر ثم رجع إلى مكة، وزاد ابن سعد أنه لم يشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مشهداً.

وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب فذكر أبا العاص بن الربيع، فأثنى عليه في مصاهرته خيراً، وقال : (حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي ).

وقال الواقدي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما ذممنا صهر أبي العاص). وفي الصحيحين إن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع. وأخرج الحاكم بسند صحيح عن قتادة أن علياً تزوج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة.



وفاته:

قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة.


---------------------------


http://www.al-sahabah.com/images/box...sah_quotes.jpg

حدثني أبو العاص فصدقني، و وعدني فوفى لي
محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

-------------------------------------------
http://www.al-sahabah.com/images/box...io_excerpt.jpg

طفقت الرسل تروح و تغدو بين مكة و المدينة حاملة من الأموال ما تفتدي به أسراها.

فبعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبي العاص، و جعلت فيها قلاده كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد يوم زفتها إليه...

فما رأى الرسول – صلى الله عليه و سلم – القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق، و رق لابنته أشد الرقة، ثم التفت إلى أصحابه و قال:

(إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا).
---------------------------------
http://www.al-sahabah.com/images/box..._biography.jpg

كان أبو العاص بن الربيع العبشمي القرشي، شابا موفور الشباب، بهي الرونق، رائع المجتلى، بسطت عليه النعمة ظلالها، و جلله الحسب بردائه، فغدا مثلا للفروسية العربية بكل ما فيها من خصائل الأنفة و الكبرياء، و مخايل المروءة و الوفاء، و مآثر الاعتزاز بتراث الآباء و الأجداد.



* * *



وقد ورث أبو العاص حب التجارة عن قريش صاحبة الرحلتين: رحلة الشتاء و رحلة الصيف، فكانت ركائبه لا تفتأ ذاهبة آيبة بين مكة و الشام، و كانت قافلته تضم المئة من الإبل و المئتين من الرجال، و كان الناس يدفعون إليه بأموالهم ليتجر لهم بها فوق ماله، لما بلوا من حذقه، و صدقه، و أمانته.



* * *



و كانت خالته خديجة بنت خويلد زوج محمد بن عبد الله – صلى الله عليه و سلم – تنزله من نفسها منزلة الولد من أمه، و تفسح له في قلبها و بيتها مكانا مرموقا ينزل فيه على الرحب و الحب.

و لم يكن حب محمد بن عبد الله لأبي العاص بأقل من حب خديجة له ولا أدنى.



* * *



و مرت الأعوام سراعا خفافا على بيت محمد بن عبد الله، فشبت زينب كبرى بناته، و تفتحت كما تتفتح زهرة فواحة الشذى بهية الرواء. فطمحت إليها نفوس أبناء السادة البهاليل من أشراف مكة...

و كيف لا؟!!... و هي من أعرق بنات قريش حسبا و نسبا، و أكرمهن أما و أبا، و أزكاهن خلقا و أدبا.

و لكن أنى لهم أن يظفروا بها؟!...

و قد حال دونهم و دونها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع فتى فتيان مكة!!



* * *



لم يمض على اقتران زينب بنت محمد بأبي العاص إلا سنوات معدودات حتى أشرقت بطاح مكة بالنور الإلهي الأسنى، و بعث الله نبيه محمدا – صلى الله عليه و سلم – بدين الهدى و الحق، و أمره بأن ينذر عشيرته الأقربين، فكان أول من آمن به من النساء زوجته خديجة بنت خويلد، و بناته زينب، و رقية، و أم كلثوم، و فاطمة، على الرغم من أن فاطمة كانت صغيرة آنذاك.

غير أن صهره أبا العاص، كره أن يفارق دين آبائه و أجداده، و أبى أن يدخل فيما دخلت فيه زوجته زينب، على الرغم من أنه كان يصفيها بصافي الحب، و يمحضها من محض الوداد.



* * *



و لما اشتد النزاع بين الرسول صلوات الله و سلامه عليه و بين قريش، قال بعضهم لبعض:

"ويحكم... إنكم قد حملتم عن محمد همومه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهن إليه لانشغل بهن عنكم..."

فقالوا: "نعم الرأي ما رأيتهم." و مشوا إلى أبي العاص و قالوا له:

"فارق صاحبتك يا أبا العاص، و ردها إلى بيت أبيها، و نحن نزوجك أي امرأة تشاء من كرائم عقيلات قريش."

فقال: "لا والله إني لا أفارق صاحبتي، و ما أحب أن لي بها نساء الدنيا جميعا..."

أما ابنتاه رقية و أم كلثوم فقد طلقتا و حملتا إلى بيته، فسر الرسول صلوات الله عليه بردهما إليه، و تمنى أن لو فعل أبو العاص كما فعل صاحباه، غير أنه ما كان يملك من القوة ما يرغمه به على ذلك، و لم يكن قد شرع – بعد – تحريم زواج المؤمنة من المشرك.



* * *



و لما هاجر الرسول صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة، و اشتد أمره فيها، و خرجت قريش لقتاله في "بدر" اضطر أبو العاص للخروج معهم اضطرارا...

إذ لم تكن به رغبة في قتال المسلمين، ولا أرب في النيل منهم، و لكن منزلته في قومه حملته على مسايرتهم حملا... وقد انجلت "بدر" عن هزيمة منكرة لقريش أذلت معاطس الشرك، و قصمت ظهور طواغيته، ففريق قتل، و فريق أسر، و فريق نجاه الفرار.

و كان في زمرة الأسرى أبو العاص زوج زينب بنت محمد صلوات الله و سلامه عليه.



* * *



فرض النبي عليه الصلاة و السلام على الأسرى فدية يفتدون بها أنفسهم من الأسر، و جعلها تتراوح بين ألف درهم و أربعة آلاف حسب منزلة الأسير في قومه و غناه.

و طفقت الرسل تروح و تغدو بين مكة و المدينة حاملة من الأموال ما تفتدي به أسراها.

فبعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبي العاص، و جعلت فيها قلاده كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد يوم زفتها إليه... فما رأى الرسول – صلى الله عليه و سلم – القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق، و رق لابنته أشد الرقة، ثم التفت إلى أصحابه و قال:

(إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا).

فقالوا: "نعم، و نعمة عين يا رسول الله."



* * *



غير أن النبي عليه الصلاة و السلام اشترط على أبي العاص قبل إطلاق سراحه أن يسير إليه ابنته زينب من غير إبطاء...

فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده...

فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل، و أخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة، و أعد لها زادها و راحلتها، و ندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها و تسليمها لمرافقيها يدا بيد.



* * *



تنكب عمرو بن الربيع قوسه، و حمل كنانته، و جعل زينب في هودجها، و خرج بها من مكة جهارا نهارا على مرأى من قريش، فهاج القوم و ماجوا، و لحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد، و روعوا زينب و أفزعوها...

عند ذلك وتر عمرو قوسه، و نثر كنانته بين يديه، وقال: "والله لا يدنو رجل منها إلا وصعت سمها في نحره" ، و كان راميا لا يخطئ له سهم...

فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب – و كان قد لحق بالقوم – و قال له:

"يا بن أخي، كف عنا نبلك حتى نكلمك"، فكف عنهم، فقال له:

"إنك لم تصب فيما صنعت...

فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس، و عيوننا ترى... و قد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في "بدر"، و ما أصابنا على يدي أبيها محمد.

فإذا خرجت بابنته علانية – كما فعلت – رمتنا القبائل بالجبن و وصفتنا بالهوان و الذل، فارجع بها، و استبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها فسلها من بين أظهرنا سرا، و ألحقها بأبيها، فما لنا بحبسها عنه حاجة..."

فرضي عمرو بذلك، و أعاد زينب إلى مكة...

ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلا بعد أيام معدودات، و أسلمها إلى رسل أبيها يدا بيد كما أوصاه أخوه.


* * *



أقام أبو العاص في مكه بعد فراق زوجته زمنا، حتى إذا كان قبيل الفتح بقليل، خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعا إلى مكة و معه عيره التي بلغت مئة بعير، و رجاله الذين نيفوا على مئة و سبعين رجلا، برزت له سرية من سرايا الرسول صلوات الله و سلامه عليه قريبا من المدينة، فأخذت العير و أسرت الرجال، و لكن أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به.

فلما أرخى الليل سدوله و استتر أبو العاص بجنح الظلام، و دخل المدينه خائفا يترقب، و مضى حتى وصل إلى زينب، و استجار بها فأجارته...



* * *



و لما خرج الرسول صلوات الله و سلامه عليه لصلاة الفجر، و استوى قائما في المحراب، و كبر للإحرام و كبر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفة النساء و قالت:

"أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، و قد أجرت أبا العاص فأجيروه. فلما سلم النبي – صلى الله عليه و سلم – من الصلاة، التفت إلى الناس و قال:

(هل سمعتم ما سمعت؟!).

قالوا: نعم يا رسول الله.

قال: (و الذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، و إنه يجير من المسلمين أدناهم)، ثم انصرف إلى بيته و قال لابنته:

(أكرمي مثوى أبي العاص، و اعلمي أنك لا تحلين له).

ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير و أسرت الرجال و قال لهم:

(إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أخذتم ماله، فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له، كان ما نحب، و إن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، و أنتم به أحق).

فقالوا: "بل نرد عليه ماله يا رسول الله".

فلما جاء لأخذه قالوا له: "يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، و أنت ابن عم رسول الله و صهره، فهل لك أن تسلم، و نحن ننزل لك عن هذا المال كله فتنعم بما معك من أموال أهل مكة و تبقى معنا في المدينة؟."

فقال: "بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرة."

مضى أبو العاص بالعير و ما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال:

"يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟."

قالوا: "لا... و جزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما."

قال: "أما و إني قد وفيت لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله...

والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم...

فلما أداها الله إليكم، و فرغت ذمتي منها أسلمت..."

ثم خرج حتى قدم على رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فأكرم وفادته و رد إليه زوجته، و كان يقول عنه:

(حدثني فصدقني، و وعدني فوفى لي).

------------------------------------------

محمد 26-09-2007 10:40 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12)
 
- ابن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية ، القرشي، العبشمي .

- صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زوج ابنته زينب ، وهو والد أمامة التي كان يحملها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته .

- أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد .

- كانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب ، وكان لا يخالفها ، وذلك قبل الوحي .

- كان صلى الله عليه وسلم قد زوج إحدى بناته من عتبة بنت أبي لهب ، فلما جاء الوحي قال أبو لهب : اشغلوا محمداً بنفسه ، وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدخول ، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومشوا إلى العاص فقالوا : فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت ، قال : لا والله إذاً لا أفارق صاحبتي ، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .

- أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر .

- قال المسور بن مخرمة : أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص خيراً ، وقال ( حدّثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ) ، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى مكة بعد وقعة بدر فيبعث إليه ابنته ، فوفى بوعده ، وفارقها مع شدة حبه لها .

- وكان من تجار قريش وأمنائهم .

- ما علمت له رواية .

- ولما هاجر رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته زينب بعد ستة أعوام على النكاح الأول وقد كانت زوجته .

- لما أسر نوبة بدر ، وبعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال ، وبعثت ف يه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقـال : ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ) ، قالوا : نعم يارسول الله ، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها .

ابو جوري 26-09-2007 10:40 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12)
 
أسر أبي العاص بن الربيع
قال ابن إسحاق : وقد كان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب .

قال ابن هشام : أسره خراش بن الصمة ، أحد بني حرام .
-------------------------

سبب زواج أبي العاص من زينب

قال ابن إسحاق : وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا ، وأمانة وتجارة وكان لهالة بنت خويلد وكانت خديجة خالته . فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها ، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه وكانت تعده بمنزلة ولدها . فلما أكرم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته فصدقنه وشهدن أن ما جاء به الحق ، ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه .

--------------------------------

سعي قريش في تطليق بنات الرسول من أزواجهن

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم . فلما بادى قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة قالوا : إنكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن . فمشوا إلى أبي العاص فقالوا له فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت ، قال لا والله إني لا أفارق صاحبتي ، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره خيرا ، فيما بلغني ثم مشوا إلى عتبة بن أبي لهب ، فقالوا له طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت ، فقال إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص ، أو بنت سعيد بن العاص فارقتها . فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يده كرامة لها ، وهوانا له وخلف عليها عثمان بن عفان بعده .
------------------------------

أبو العاص عند الرسول وبعث زينب في فدائه

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على أمره وكان الإسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين أبي العاص بن الربيع ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما ، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صارت قريش إلى بدر صار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر فكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها ، فافعلوا ، فقالوا : نعم يا رسول الله . فأطلقوه وردوا عليها الذي لها


--------------------------------------------------------------------------------

أبو العاص بن الربيع

وذكر أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى ، واسم أبي العاص لقيط وقيل فيه هاشم وقيل مهشم وقيل هشيم ، وهو الذي يقول في أهله زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان بالشام تاجرا حين قالها :

ذكرت زينب لما يممت إضما

فقلت : سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحة

وكل بعل سيثني بالذي علما


ولدت له زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة وعليا ، مات علي وهو صغير وتزوج أمامة علي بن أبي طالب ، وتزوجها بعده المغيرة بن نوفل وهي التي جاء فيها الحديث رواه عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ، وهو حامل أمامة بنت زينب الحديث قال عمرو بن سليم كانت تلك الصلاة صلاة الصبح هكذا رواه [ عبد الملك بن عبد العزيز ] بن جريج عن ابن عتاب عن عمرو بن سليم ورواه ابن إسحاق في غير السيرة عن المقبري عن عمرو بن سليم فقال فيه في إحدى صلاتي الظهر أو العصر وكان الذي أسر أبا العاص من الأنصار عبد الله بن جبير ، ذكره غير ابن إسحاق ، وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عتبة بن أبي لهب ، وأم كلثوم تحت عتيبة ، فطلقاهما بعزم أبيهما عليهما وأمهما حين نزلت تبت يدا أبي لهب فأما عتيبة ، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فافترسه الأسد من بين أصحابه وهم نيام حوله وأما عتبة ومعتب ابنا أبي لهب فأسلما ولهما عقب . وقوله في خبر هند : فلا تضطني مني . تضطني ، أي لا تنقبضي عني وشاهده [ قول الطرماح بن حكيم ] :

إذا ذكرت مسعاة والده اضطنى

ولا يضطني من شتم أهل الفضائل


هكذا وجدته في حاشية الشيخ وقد روي هذا البيت في الحماسة يضني بالضاد المعجمة وكأنه يفتعل من الضنى وهو الضعف .

بنبونتة 26-09-2007 11:02 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / أبو العاص بن الربيع/ (12)
 
أبو العاص بن الربيع



هو إبن عبد العزى بن عبد شمس بن أمية، القرشي، العبشمي .

صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوج ابنته زينب، وهو والد أمامة التي كان يحملها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته .

أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد .


كانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب، وكان لا يخالفها، وذلك قبل الوحي .

كان صلى الله عليه وسلم قد زوج إحدى بناته من عتبة بنت أبي لهب، فلما جاء الوحي قال أبو لهب: اشغلوا محمداً بنفسه، وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدخول، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومشوا إلى العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله إذاً لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .

أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر .

قال المسور بن مخرمة: أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص خيراً، وقال:( حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي) ، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى مكة بعد وقعة بدر فيبعث إليه ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها.

وكان من تجار قريش وأمنائهم .

ما علمت له رواية .

ولما هاجر رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زوجته زينب بعد ستة أعوام على النكاح الأول وقد كانت زوجته .



لما أسر نوبة بدر، وبعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بمال، وبعثت ف يه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقـال : ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا )، قالوا : نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها .


الساعة الآن 12:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w