مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   روحانيات (http://www.rwwwr.com/vb/f5.html)
-   -   مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09) (http://www.rwwwr.com/vb/t8774.html)

محمد 20-09-2007 10:05 PM

مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
 



حكيم بن حزام


هو : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى
وهو ابن أخ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها
المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة المشرفة
دخلت أمه مع طائفة من أقرابها إلى جوف الكعبة للنظر إليها
و كانت آنذاك حاملا به فأجئها المخاض و هي في داخل الكعبة فلم تستطع مغادرتها فجيء لها بنطع فوضعت مولودها عليه
نشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقة النسب عريضة الجاه واسعة الثراء
فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في الجاهلية
تأخر إسلام حكيم بن حزام فقد كان يعجب من نفسه من ذلك
فهو ما كاد يدخل الإسلام و يتذوق حلاوة الإيمان حتى جعل يعض بنان الندم على كل لحظة قضاها من عمره و هو مشرك بالله مكذب لنبيه
فلقد رآه ابنه بعد إسلامه يبكي فقال:
(ما يبكيك يا أبتاه)
قال:
(أمور كثيرة كلها أبكاني يا بني )

أولها بطء إسلامي مما جعلني أسبق إلى مواطن كثيرة صالحة حتى لو أنني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما بلغت شيئا منها
ثم إن الله أنجاني يوم بدر و أحد
فقلت يومئذ في نفسي :
لا أنصر بعد ذلك قريشا على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أخرج من مكة فما لبثت أن جررت إلى نصرة قريش
ثم إنني كنت كلما هممت بالإسلام نظرت إلى بقايا من رجالات قريش لهم أسنان
و أقدار متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية فأقتدي بهم و أجاريهم
و يا ليت أني لم أفعل
فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا و كبرائنا
فلم لا أبكي يا بني ؟
كانت دار حكيم بن حزام في أسفل مكة
أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه و آمن إيمانا خالط دمه و مازج قلبه
و في حجة له وقف في عرفات و معه مائة من عبيده و قد جعل في عنق كل واحد منهم طوقا من الفضة نقش عليه :
عتقاء لله عز و جل عن حكيم بن حزام
ثم أعتقهم جميعا
بعد غزوة حنين سأل حكيم بن حزام رسول الله صلى الله عليه و سلم من الغنائم فأعطاه ثم سأله فأعطاه حتى بلغ ما أخذه مائة بعير و كان يومئذ حديث إسلام فقال له الرسول صلوات الله و سلامه عليه

يا حكيم :
إن هذا المال حلوة خضرة
فمن أخذ بسخاء نفس بورك له فيه
و من أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه و كان كالذي يأكل ولا يشبع
و اليد العليا خير من اليد السفلى
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من الرسول عليه الصلاة و السلام قال :
يا رسول الله و الذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا
و لا آخذ من أحد شيئا حتى أفارق الدنيا
و بر حكيم بقسمه أصدق البر

رحم الله حكيم ورضي عنه

ننتظر أقلامكم هنا



http://mkaraty.jeeran.com/wad.gif

عاشق الورد



محمد 20-09-2007 10:38 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
 
سيرة السيد العفيف والشهم الكريم

له فضيلة لم يُشاركه فيها غيره
بل له فضائل جمة
فهو عفيف متعفف
شهم كريم
سيّد مُطاع

وكان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها .
وكانت خديجة عمته .
وكان الزبير ابن عمه .


اسمه : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي .

مولده : وُلِد حكيم في جوف الكعبة ، وعاش مئة وعشرين سنة .
قال البخاري في تاريخه : عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .

إسلامه : أسلم يوم الفتح ، وحسن إسلامه ، وغزا حنيناً والطائف .

حدث عنه ابناه هشام بن حكيم ، وهو صحابي مثل أبيه .
وكان ابنه هذا صليباً مهيباً ، كان يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، فكان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكراً قال : أمّا ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا .

قال الإمام الذهبي : وكان حكيم علامة بالنسب فقيه النفس كبير الشأن .

من مناقبه : قال حكيم بن حزام رضي الله عنه : كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية ، فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم الموسم كافراً ، فوجد حلة لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى . قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن . قال حكيم : فأعطيته حين أبى علي الهدية ، يعني بالثمن .
فلبسها ، فرأيتها عليه على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها ، ثم أعطاها أسامة ، فرآها حكيم على أسامة ، فقال : يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ قال : نعم ! والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه .

قال حكيم بن حزام رضي الله عنه : يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم ، فهل فيها من أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف من خير . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قلت : فو الله لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله . وكان أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير .

قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون : لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة .
وهذا يدلّ على رجاحة عقله رضي الله عنه .

كرمه : قال حكيم : كنت تاجرا أخرج إلى اليمن وآتي الشام فكنت أربح أرباحا كثيرة فأعود على فقراء قومي ، وابتعت بسوق عكاظ زيد بن حارثة لعمتي بست مئة درهم ، فلما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته زيداً فأعتقه ، فلما حج معاوية أخذ معاوية مني داري بمكة بأربعين ألف دينار فبلغني أن ابن الزبير قال : ما يدري هذا الشيخ ما باع . فقلت : والله ما ابتعتها إلا بِـزِقّ من خمر ، وكان لا يجيء أحد يستحمله في السبيل إلا حمله .

ولما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم فيأخذون ما عليها .

وقال مصعب بن ثابت : بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : الكل لله .

ولما توفي الزبير لقي حكيم عبد الله بن الزبير ، فقال : كم ترك أخي من الدَّين ؟ قال : ألف ألف . قال : عليّ خمس مئة ألف .

استعفافه : قال حكيم بن حِزامٍ رضيَ اللّهُ عنه : سألتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثمّ سألتهُ فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثمّ قال : يا حكيمُ ! إنّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة ، فمن أخذَهُ بَسخاوةِ نفسٍ بوركَ له فيه ، ومن أخذَهُ بإشْرافِ نفسٍ لم يُبارَك له فيه ، كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ . اليدُ العُليا خيرٌ منَ اليدِ السّفلى . قال حكيمٌ : فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، والذي بَعثكَ بالحقّ لا أرزأُ أحداً بعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا . متفق عليه .
فكان أبو بكرٍ رضيَ اللّهُ عنهُ يَدعو حكيماً إلى العطاءِ فيأبى أن يَقبلَه منه ، ثمّ إن عمرَ رضيَ اللّهُ عنهُ دعـاهُ ليعطِيَهُ فأبى أن يَقبلَ منهُ شيئا ، فقال عمرُ : إني أُشهِدُكم يا معشرَ المسلمينَ على حكيمٍ أني أعرِضُ عليهِ حقَّهُ من هذا الفَيْءِ فيأبىَ أن يأخُذَه ، فلم يَرْزَأْ حكيمٌ أحداً منَ الناسِ بعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حتى تُوُفّي . كما عند البخاري .

وفاته : مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه .
وكان يقول عند الموت : لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك .

عاش مئة وعشرين سنة ، قال البخاري

في تاريخه :

عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .



°o.O ( مولده ) O.o°

وُلد حكيم في جوف الكعبة ، فقد كانت الكعبة مفتوحة في إحدى

المناسبات للزوار وكانت أمه حاملا به ، فما إن دخلت جوف الكعبة

حتى جاءها المخاض فجيء لها بنطع ، وولدت في جوف الكعبة هذا

الصحابي الجليل .



°o.O ( الصحبة الصالحه ) O.o°

كان حكيم بن حزام رضي الله عنه صديقا حميما للنبي صلى الله عليه

وسلم قبل البعثة ، وكان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس

سنوات ، كان يألف النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأنس به ويرتاح إلى

صحبته ومجالسته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادله ودا بود ،

وصداقة بصداقة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة شخصية

جذابة ، محببة ، رقيق الحاشية ، لطيف المعشر ، يألف ويؤلف ، وهكذا

المؤمن .

ثم جاءت آصرة القربى ، فتوثقت ما بينهما من علاقة وذلك حين تزوج النبي

صلى الله عليه وسلم من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

أما الشيء الذي يدعو للعجب ، أن هذا الإنسان العاقل الفهِم ، الفطن ، حينما

ُبعث نبي الإسلام لم يؤمن به ، ولم يصدقه ، وبقي على الشرك عشرين عاما

إلى أن فتحت مكة .



°o.O ( حلة ذي يزن ) O.o°

قال حكيم بن حزام رضي الله عنه :

( كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية )

فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم رضي الله عنه الموسم كافرا ، فوجد حلة

لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى

و قال صلى الله عليه وسلم :

" إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن "

قال حكيم رضي الله عنه :

( فأعطيته حين أبى علي الهدية "يعني بالثمن " فلبسها ، فرأيتها عليه

على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها )

ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم رضي الله عنه على أسامة رضي الله عنه ،

فقال :

( يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ )

قال : ( نعم .. والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه )



°o.O ( إسلامه ) O.o°

أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه ، وآمن إيمانا خالط دمه ومازج

قلبه ، وآلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا أمر مناديه أن

ينادي :

( من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

فهو آمن ، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق

عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار

حكيم بن حزام فهو آمن .. )

فجعل له شأنا صلى الله عليه وسلم ، فأعانه على نفسه ، وعلى كبريائه .

وما كاد يدخل الإسلام ويتذوق حلاوة الإيمان حتى جعل يعض بنانه ندما ،

على كل لحظة قضاها من عمره وهو مشرك بالله ، مكذب لنبيه .

رآه مرة ابنه يبكي ، فقال يا أبتاه ما يبكيك ؟

قال رضي الله عنه :

( أمور كثيرة ، كلها أبكتني يا بني ، أولها بُطء إسلامي ، مما جعلني

أُسبق إلى مواطن كثيرة صالحة ، حتى لو أني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما

بلغت شيئا منها ..

ثم قال له :

شيء آخر أبكاني ، فإن الله أنجاني يوم بدر وأحد ، فقلت يومئذ في

نفسي :

والله لا أنصر بعد ذلك قريشا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما لبثت

أن جُررتُ إلى نصرة قريش جرا ( في معركة الخندق ) ، ثم إنني كلماهممت

بالإسلام وآتي النبي مسلما نظرت إلى بقايا من رجالات قريش ، لهم أسنان

وأقدار ، متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية ، فأقتدي بهم وأجاريهم )

فقد كان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أنه رسول ، ويعرف أنه

على حق ، ويعرف أنه منصور .



°o.O ( المسابقة الى الخيرات ) O.o°

آلى حكيم بن حزام رضي الله عنه على نفسه أن يُكفر عن كل موقف وقفه

في الجاهلية ، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وقد بر بقسمه ، فأول شيء فعله دار الندوة أكبر بناء في مكة ، وهي

دار عريقة ذات تاريخ ، ففيها كانت قريش تعقد مؤتمراتها في الجاهلية ،

وفيها اجتمع ساداتهم وكبراؤهم يأتمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها ، فباعها بمائة ألف درهم ، فقال له

قائل من فتيان قريش :

لقد بعت مكرُمةَ قريش يا عم

فقال رضي الله عنه : ( هيهات يا بني ، ذهبت المكارم كلها ، ولم يبق إلا

التقوى ، دار اجتمعنا فيها ، وقررنا فيها قتل رسول الله ، أي مَكرُمة

هذه ؟

وإني لأشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز وجل )



°o.O ( مناقبه ) O.o°

- كان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكرا قال :

( أما ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا )

- قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون :

( لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام

فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة )

وهذا يدل على رجاحة عقله رضي الله عنه .

- لما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم رضي الله عنه

تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم

فيأخذون ما عليها .

- قال مصعب بن ثابت :

بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة

ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : ( الكل لله )

- لما توفي الزبير رضي الله عنه لقي حكيم عبد الله بن الزبير رضي الله

عنهما ، فقال : ( كم ترك أخي من الدين ؟ )

قال : ألف ألف .

قال : ( علي خمس مئة ألف )


°o.O ( وفاته ) O.o°

مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه

وكان يقول عند الموت :

( لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك )






بنبونتة 20-09-2007 11:39 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
 
°o.O ( حكيم بن حزام بن خويلد رضي الله عنه ) O.o°

حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

بن كلاب أبو خالد القرشي الأسدي ، كان عفيف متعفف ،

شهم كريم ، سيد مُطاع ، وكان من أشراف قريش وعقلائها

ونبلائها .

وكانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عمته ، وكان الزبير

رضي الله عنه ابن عمه ، عاش مئة وعشرين سنة ، قال البخاري

في تاريخه :

عاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام .



°o.O ( مولده ) O.o°

وُلد حكيم في جوف الكعبة ، فقد كانت الكعبة مفتوحة في إحدى

المناسبات للزوار وكانت أمه حاملا به ، فما إن دخلت جوف الكعبة

حتى جاءها المخاض فجيء لها بنطع ، وولدت في جوف الكعبة هذا

الصحابي الجليل .



°o.O ( الصحبة الصالحه ) O.o°

كان حكيم بن حزام رضي الله عنه صديقا حميما للنبي صلى الله عليه

وسلم قبل البعثة ، وكان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس

سنوات ، كان يألف النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأنس به ويرتاح إلى

صحبته ومجالسته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبادله ودا بود ،

وصداقة بصداقة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة شخصية

جذابة ، محببة ، رقيق الحاشية ، لطيف المعشر ، يألف ويؤلف ، وهكذا

المؤمن .

ثم جاءت آصرة القربى ، فتوثقت ما بينهما من علاقة وذلك حين تزوج النبي

صلى الله عليه وسلم من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

أما الشيء الذي يدعو للعجب ، أن هذا الإنسان العاقل الفهِم ، الفطن ، حينما

ُبعث نبي الإسلام لم يؤمن به ، ولم يصدقه ، وبقي على الشرك عشرين عاما

إلى أن فتحت مكة .



°o.O ( حلة ذي يزن ) O.o°

قال حكيم بن حزام رضي الله عنه :

( كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية )

فلما نبىء وهاجر ، شهد حكيم رضي الله عنه الموسم كافرا ، فوجد حلة

لذي يزن تباع ، فاشتراها بخمسين دينارا ، ليهديها إلى رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، فقدم بها عليه المدينة ، فأراده على قبضها هدية ، فأبى

و قال صلى الله عليه وسلم :

" إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت بالثمن "

قال حكيم رضي الله عنه :

( فأعطيته حين أبى علي الهدية "يعني بالثمن " فلبسها ، فرأيتها عليه

على المنبر ، فلم أر شيئا أحسن منه يومئذ فيها )

ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم رضي الله عنه على أسامة رضي الله عنه ،

فقال :

( يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن ؟ )

قال : ( نعم .. والله لأنا خير منه ، ولأبي خير من أبيه )



°o.O ( إسلامه ) O.o°

أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه ، وآمن إيمانا خالط دمه ومازج

قلبه ، وآلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف ..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا أمر مناديه أن

ينادي :

( من شهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

فهو آمن ، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق

عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار

حكيم بن حزام فهو آمن .. )

فجعل له شأنا صلى الله عليه وسلم ، فأعانه على نفسه ، وعلى كبريائه .

وما كاد يدخل الإسلام ويتذوق حلاوة الإيمان حتى جعل يعض بنانه ندما ،

على كل لحظة قضاها من عمره وهو مشرك بالله ، مكذب لنبيه .

رآه مرة ابنه يبكي ، فقال يا أبتاه ما يبكيك ؟

قال رضي الله عنه :

( أمور كثيرة ، كلها أبكتني يا بني ، أولها بُطء إسلامي ، مما جعلني

أُسبق إلى مواطن كثيرة صالحة ، حتى لو أني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما

بلغت شيئا منها ..

ثم قال له :

شيء آخر أبكاني ، فإن الله أنجاني يوم بدر وأحد ، فقلت يومئذ في

نفسي :

والله لا أنصر بعد ذلك قريشا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما لبثت

أن جُررتُ إلى نصرة قريش جرا ( في معركة الخندق ) ، ثم إنني كلماهممت

بالإسلام وآتي النبي مسلما نظرت إلى بقايا من رجالات قريش ، لهم أسنان

وأقدار ، متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية ، فأقتدي بهم وأجاريهم )

فقد كان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أنه رسول ، ويعرف أنه

على حق ، ويعرف أنه منصور .



°o.O ( المسابقة الى الخيرات ) O.o°

آلى حكيم بن حزام رضي الله عنه على نفسه أن يُكفر عن كل موقف وقفه

في الجاهلية ، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وقد بر بقسمه ، فأول شيء فعله دار الندوة أكبر بناء في مكة ، وهي

دار عريقة ذات تاريخ ، ففيها كانت قريش تعقد مؤتمراتها في الجاهلية ،

وفيها اجتمع ساداتهم وكبراؤهم يأتمرون برسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها ، فباعها بمائة ألف درهم ، فقال له

قائل من فتيان قريش :

لقد بعت مكرُمةَ قريش يا عم

فقال رضي الله عنه : ( هيهات يا بني ، ذهبت المكارم كلها ، ولم يبق إلا

التقوى ، دار اجتمعنا فيها ، وقررنا فيها قتل رسول الله ، أي مَكرُمة

هذه ؟

وإني لأشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز وجل )



°o.O ( مناقبه ) O.o°

- كان عمر رضي الله عنه إذا رأى مُنكرا قال :

( أما ما عِشتُ أنا وهشام بن حكيم ، فلا يكون هذا )

- قال مصعب بن عثمان سمعتهم يقولون :

( لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام

فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة )

وهذا يدل على رجاحة عقله رضي الله عنه .

- لما حاصر مشركو قريش بني هاشم في الشعب كان حكيم رضي الله عنه

تأتيه العير بالحنطة فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها ، فتدخل عليهم

فيأخذون ما عليها .

- قال مصعب بن ثابت :

بلغني والله أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة ومئة بدنة

ومئة بقرة ومئة شاة ، فقال : ( الكل لله )

- لما توفي الزبير رضي الله عنه لقي حكيم عبد الله بن الزبير رضي الله

عنهما ، فقال : ( كم ترك أخي من الدين ؟ )

قال : ألف ألف .

قال : ( علي خمس مئة ألف )



°o.O ( استعفافه ) O.o°

بعد غزوة حنين سأل حكيم بن حزام رضي الله عنه رسول الله صلى الله

عليه وسلم من الغنائم فأعطاه ، ثم سأله فأعطاه ، حتى بلغ ما أخذه

مائة بعير ، وكان يومئذ حديث عهد بالإسلام ، فقال له النبي صلى الله

عليه وسلم :

" يا حكيم ، إن هذه الأموال حلوة خضرة ،

فمن أخذها بسخاوة نفس بورك له فيها ،

ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيها ،

وكان كالذي يأكل ولا يشبع "

فلما سمع حكيم بن حزام رضي الله عنه ذلك من النبي صلى الله

عليه وسلم قال :

( واللهِ يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا ،

ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا )

وبر حكيم رضي الله عنه بقسمه أصدق البر ، ففي عهد أبي بكر رضي الله

عنه دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى

أن يأخذه ، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق رضي الله عنه دعاه مرة ثانية

إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه ، فقام عمر رضي الله عنه في الناس

وقال :

( أشهدكم يا معشر المسلمين ، أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى )

وظل حكيم رضي الله عنه كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة .



°o.O ( وفاته ) O.o°

مات سنة أربع وخمسين من الهجرة فرضي الله عنه وأرضاه

وكان يقول عند الموت :

( لا إله إلا الله ، قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوك )

بنبونتة 20-09-2007 11:39 PM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
 
إنه الرجل الذي ولد في جوف الكعبة.. واشترى داراً في الجنة.
إنه من عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الاسلام.
ولقد نشأ رضي الله عنه في أسرة ذات جاه ومنصب وثراء، أسلم أبوه يوم الفتح وحسُن اسلامه، وغزا حنيناً والطائف، وكان من اشراف قريش، وعقلائها، ونبلائها، وكانت خديجة رضي الله عنها عمته، وكان الزبير رضي الله عنه ابن عمه.

ولقد كان حكيم رضي الله عنه عاقلاً سخياً فولي منصب الرفادة فكان يخرج من ماله لمساعدة الحجاج، ولقد قتل ابوه يوم الفجار الأخير.

أما عن حبه للرسول صلى الله عليه وسلم وتعلقه به، فيقول رضي الله عنه: كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية، فلما نُبّئ وهاجر شهد حكيم الموسم كافراً، فوجد حُلّةً لذي يزن تباع، فاشتراها بخمسين ديناراً ليهديها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية، فأبى. قال عبيد الله: حسبته قال:(إنا لا نقبل من المشركين شيئاً، ولكن ان شئت بالثمن) قال: فأعطيته حين أبى علي الهدية.

وفي رواية: فلبسها، فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئاً أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على اسامة، فقال: يا أسامة أتلبس حلة ذي يزن/ قال: نعم، والله لأنا خير منه، ولأبي خير منه. فانطلقت الى مكة، فأعجبتهم بقوله.

وازدادت المحبة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عندما تزوج النبي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والعجيب انه لم يسلم الا يوم الفتح بعد اكثر من عشرين سنة على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ما كان يحزنه ويؤرقه لما فاته من خير كثير ناله السابقون الأولون.

سخاء فريد

وكان رضي الله عنه زاهداً، قنوعاً سخياً، وفيّاً، ذاكراً.

قال حكيم بن حزام: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: (يا حكيم ان هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس، بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل فلا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى).

فقال حكيم: فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى افارق الدنيا، فكان ابو بكر يدعو حكيماً الى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم ان عمر دعاه ليعطيه، فأبى ان يقبل منه، فقال: اني اشهدكم معشر المسلمين على حكيم، اني اعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى ان يأخذه،

محمد 21-09-2007 01:38 AM

رد: مسابقة أصحابي كالنجوم / حكيم بن حزام/ (09)
 
:180635az0tjyzk mo:


حكيم بن حزام بن خويلد.......... .هو المولود في جوف الكعبة!


الصحابي الجليل حكيم بن حزام (رضي الله عنه)



:180635az0tjyzk mo:


المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة المشرفة
............... ............... ............... .....

هذه شخصية شريفة مخلصة لله ,تابعة لرسول الله (ص) على دين الله , واثقة بكرم الله ,

كان صاحبها موصوفاً بالحكمة والدراية , كريماً جوّاداً, طيب النفس ,

صادق اللسان, قاضياً لحاجات الناس .

نسب
.............


حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي ابن كلاب , وكنيته أبو خالد , القرشي الأسدي.

كان حكيم من أبرز أشراف قريش وعقلائها وحسبهُ شرفاً أن خديجة أم المؤمنين عمته,

والزبير بن العوام ابن عمه .

ولادته ..............

ولد حكيم بن حزام داخل الكعبة المشرفة , وهو المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبه المشرفة ,

حيث كانت الكعبة المشرفة مفتوحة في إحدى المناسبات وكانت أمه قد دخلت مع بعض أصحابها لرؤية الكعبه وكانت حاملاً به,

ففاجأها المخاض وهي داخل الكعبة فلم تستطع مغادرتها , فجيء لها بجلد فوضعت مولودها عليه,

وكان هذا المولود هو حكيم بن حزام بن خويلد ,

إسلامه
............... .

نال شرف الإسلام يوم فتح مكة المكرمة ,

على الرغم من أن حكيم كان صاحباً لرسول الله (ص) منذ الجاهلية فقد تعجب الكثير من تأخر إسلامه,

حتى كان هو تعجب نفسه من ذلك أيضاً والنبي (ص) كان يَعجبُ من رجل له مثل حلم حكيم بن حزام ,

وفهمه كيف يخفى عليه الإسلام ؟

وكان يتمنى له وللنفر الذين مثله أن يبادرو إلى الدخول في دين الله,

ففي الليلة التي سبقت فتح مكة قال عليه الصلاة والسلام :

(( إن بمكة لأربعة نفرٍ أربأٌ (لاأرضى ) بهم عن الشرك وأرغب لهم في الإسلام )),

قيل ومن هم يا رسول الله ؟

قال (عّتاب بن أٌسيد , وجُبير بن مُطعم ,وحكيم بن حزام , وسُهيل بن عَمرو )).

وقد من ّ الله عليهم جيمعاً فأسلمو .

وعندما دخل رسول الله (ص) مكة فاتحاً أبى إلا أن يكرم حكيم بن حزام فأمر مناديه أن ينادي:

من شهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , وأن محمد عبده ورسوله فهو آمن ...

ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ...

ومن أغلق بابه فهو آمن ...

ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ...

ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن ...

وكانت دار حكيم في أسفل مكة ودار أبي سفيان في أعلاها .

:180635az0tjyzk mo:

كرمهُ ..............

كان حكيم بن حزام جوّاداً خيّراً,

حجّ بعد إسلامه , فساق أمامهُ مائة ناقة نَحَرَها جميعها تقرباً إلى الله,

وفي حجة أخرى وقف في عرفات ومعه مائة عبد من عبيده وضع في عنق كل واحد منها ,

طوق من الفضة نقش عليه : عُتقاء لله عزوجل عن حكيم بن حزام , ثم اعتقها جميعاً.

وفي حجة ثالثة ساق أمامه ألف شاة وأراق دمها كلها في مِنى,

وأطعم فقراء المسلمين تقرباً لله عز وجل ,


:180635az0tjyzk mo:


عفةُ نفسه ............... .

بعد غزوة حُنين سأل حكيم بن حزام رسول الله (ص) من الغنائم فأعطاه,

حتى بلغ ما أخذه مائة بعير وكان حديث إسلام فقال له الرسول (ص):

((يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة (حلومحبب للنفس), فمن أخذ بسخارة نفس بورك له فيه ,

ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه , وكان كالذي يأكل ولا يشبع , واليد العليا خير من السفلى ))..

فلم سمع حكيم بن حزام ذلك من رسول الله (ص) قال :

يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أساْل أحداً بعدك شيئاً, ولا أخذ من أحد شيئاً حتى أفارق الدنيا,

وبر حكيم بقسمه أصدق البر .

ففي عهد أبي بكر دعاه أكثر من مرة لأخذ عطائه من بيت المال فأبى أن يأخذه,

وفي عهد الفاروق عمر دعاه لأخذ عطائه فأبى أن يأخذ منه شيئاً أيضاً,

فقام سيدنا عمر في الناس وقال :

(( أشهدكم يا معشر المسلمين أني أدعو حكيماً إلى أخذ عطائه فيأبى ..))

وظل حكيم كذلك على هذا الحال , لم يأخذ من أحد حتى فارق الحياة ,


:180635az0tjyzk mo:


حكيم بن حزام

"إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك و أرغب لهم في الإسلام... أحدهم حكيم بن حزام"
(محمد رسول الله)


هل أتاك نبأ هذا الصحابي؟!.

لقد سجل التاريخ أنه المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة المعظمة...

أما قصة ولادته هذه، فخلاصتها أن أمه دخلت مع طائفة من أترابها إلى جوف الكعبة للتفرج عليها...

و كانت يومئذ مفتوحة لمناسبة من المناسبات.

و كانت والدته آنذاك حاملا به، ففجأها المخاض و هي في داخل الكعبة، فلم تستطع مغادرتها...

فجيء لها بنطع فوضعت مولودها عليه...

و كان ذلك المولود حكيم بن حزام بن خويلد...

و هو ابن أخي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها.


نشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقة النسب، عريضة الجاه، واسعة الثراء.

و كان إلى ذلك عاقلا سريا فاضلا، فسوده قومه، و أناطوا به منصب الرفادة.

فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في الجاهلية...

و قد كان حكيم صديقا حميما لرسول الله صلوات الله و سلامه عليه قبل أن يبعث.

فهو و إن كان أكبر من النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم - بخمس سنوات، إلا أنه كان يألفه، و يأنس به، و يرتاح إلى صحبته و مجالسته، و كان الرسول – صلى الله عليه و سلم – يبادله ودا بود، و صداقة بصداقة.

ثم جاءت آصرة القربى فوثقت ما بينهما من علاقة، و ذلك حين تزوج النبي – صلى الله عليه و سلم – من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنه


و قد تعجب بعد كل الذي بسطناه لك من علاقة حكيم بالرسول عليه الصلاة و السلام إذا علمت أن حكيما لم يسلم إلا يوم الفتح، حيث كان قد مضى على بعثة الرسول صلوات الله و سلامه عليه ما يزيد على عشرين عاما!!.

فقد كان المظنون برجل مثل حكيم بن حزام حباه الله ذلك العقل الراجح، و يسر له تلك القربى القريبه من النبي صلوات الله عليه، و أن يكون أول المؤمنين به، و المصدقين لدعوته، و المهتدين بهديه.

و لكنها مشيئة الله...

و ما شاء كان...

و كما نعجب نحن من تأخر إسلام حكيم بن حزام، فقد كان يعجب هو نفسه من ذلك.

فهو ما كاد يدخل الإسلام و يتذوق حلاوة الإيمان، حتى جعل يعض بنان الندم على كل لحظة قضاها من عمره و هو مشرك بالله مكذب لنبيه.

فلقد رآه ابنه بعد إسلامه يبكي، فقال: "ما يبكيك يا أبتاه؟!."

قال: "أمور كثيرة كلها أبكاني يا بني:

أولها بطء إسلامي مما جعلني أسبق إلى مواطن كثيرة صالحة حتى لو أنني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما بلغت شيئا منها.

ثم إن الله أنجاني يوم "بدر" و "أحد" فقلت يومئذ في نفسي:

لا أنصر بعد ذلك قريشا على رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و لا أخرج من مكة، فما لبثت أن جررت إلى نصرة "قريش" جرا.

ثم إنني كنت كلما هممت بالإسلام، نظرت إلى بقايا من رجالات قريش لهم أسنان و أقدار متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية، فأقتدي بهم و أجاريهم...

و ياليت أني لم أفعل..

فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا و كبرائنا...

فلم لا أبكي يا بني؟!!."

و كما عجبنا نحن من تأخر إسلام حكيم بن حزام، و كما كان يعجب هو نفسه من ذلك أيضا، فإن النبي صلوات الله و سلامه عليه كان يعجب من رجل له مثل حلم حكيم بن حزام و فهمه، كيف يخفى عليه الإسلام و كان يتمنى له و للنفر الذين هم على شاكلته أن يبادروا إلى الدخول في دين الله.

ففي الليلة التي سبقت فتح مكة قال عليه الصلاة و السلام لأصحابه:

(إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، و أرغب لهم في الإسلام)

قيل: "و من هم يا رسول الله؟".

قال: (عتاب بن أسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو).

و من فضل الله عليهم أنهم أسلموا جميعا...

و حين دخل الرسول صلوات الله و سلامه عليه مكة فاتحا، أبى إلا أن يكرم حكيم بن حزام فأمر مناديه أن ينادي:

"من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله فهو آمن...

و من جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن..

و من أغلق عليه بابه فهو آمن...

و من دخل دار أبي سفيان فهو آمن...

و من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن..."

و كانت دار حكيم بن حزام في أسفل مكة، و دار أبي سفيان في أعلاها.



أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه، و آمن إيمانا خالط دمه و مازج قلبه...

و آلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، أو نفقة أنفقها في عداوة الرسول – صلى الله عليه و سلم – بأمثال أمثالها.

و قد بر بقسمه...

من ذلك أنه آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ...

ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلبة، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله – صلى الله عليه و سلم - .

فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:

"لقد بعت مكرمة قريش يا عم".

فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، و إني ما بعها إلا لأشتري بثمنها بيتا في الجنة...

و إني أشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز و جل."


و حج حكيم بن حزام بعد إسلامه، فساق أمامه مئة ناقة مجللة بالأثواب الزاهية ثم نحرها جميعها تقربا إلى الله...

و في حجة أخرى وقف في عرفات، و معه مئة من عبيده و قد جعل في عنق كل واحد منهم طوقا من الفضة، نقش عليه:

عتقاء لله عز و جل عن حكيم بن حزام.

ثم أعتقهم جميعا...

و في حجة ثالثة ساق أمامه ألف شاة – نعم ألف شاة – و أراق دمها كلها في "منى"، و أطعم بلحومها فقراء المسلمين تقربا لله عز و جل.


و بعد غزوة "حنين" سأل حكيم بن حزام رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من الغنائم فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغ ما أخذه مئة بعير – و كان يومئذ حديث إسلام – فقال له الرسول صلوات الله و سلامه عليه:

(يا حكيم:

إن هذا المال حلوة خضرة...

فمن أخذ بسخاوة نفس بورك له فيه...

و من أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل ولا يشبع...

و اليد العليا خير من اليد السفلى).

فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من الرسول عليه الصلاة و السلام قال:

"يا رسول الله، و الذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا...

و لا آخذ من أحد شيئا حتى أفارق الدنيا..."

و بر حكيم بقسمه أصدق البر.

ففي عهد أبي بكر دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطائه من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه...

و لما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه إلى أخذ عطائه فأبى أن يأخذ منه شيئا أيضا...

فقام عمر في الناس و قال:

"أشهدكم يا معشر المسلمين أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى."


حكيم بن حزام القرشى
( ... / … - 54هـ / 673م )
[روى 40 حديثًا]
حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي أبو خالد المكي ، وعمته خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عنه: ابنه حزام والضحاك بن عبد الله بن خالد بن حزام وعبد الله بن الحارث بن نوفل وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وموسى بن طلحة ويوسف بن ماهك وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.

قال ابن البرقي: أسلم يوم الفتح ، وكان من المؤلفة. وقال البخارى: عاش في الإسلام ستين سنة ، وفي الجاهلية ستين سنة قاله ابن المنذر. وقال موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ، وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله. وحكى الزبير بن بكار أن حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة قال: وكان من سادات قريش في الجاهلية والإسلام.

روى عن ابن جريج عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: إن بمكة لأربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك وأرغب لهم في الإسلام " قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: " عتاب بن أسيد وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام وسهيل بن عمرو ".

قال هشام بن عروة عن أبيه أن أبا سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء أسلموا وبايعوا فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة يدعونهم إلى الإسلام وبه قال: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن ".

قال الزبير عن عمه مصعب قال: جاء الإسلام وفي يد حكيم الوفادة وكان يفعل المعروف ويصل الرحم ويحض على البر ، قال: وجاء الإسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها من معاوية بعد بمائة ألف درهم ، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش ، فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى اشتريت بها دارا في الجنة أشهدكم أني قد جعلتها في سبيل الله يعني الدراهم.

قال أبو القاسم البغوي: كان عالما بالنسب ، وكان يقال: أخذ النسب عن أبي بكر ، وكان أبو بكر أنسب قريش.

قال إبراهيم بن المنذر وخليفة وغيرهما: مات سنة أربع وخمسين ، وكذا قال يحيى بن بكير قال: وقيل: سنة ثمان وخمسين. وقال البخاري وغيره: مات سنة ست وخمسين ، وقيل غير ذلك. قال ابن حجر: وصحح ابن حبان الأول ، وقال: قيل: مات سنة خمس وخمسين.

روى له الجماعة.

=============== =======

:180635az0tjyzk mo:

موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما: (جاءه حكيم بن حزام فسأله مالاً فأعطاه، ثم جاء في وقت آخر فسأله فأعطاه، ثم جاء ثالثة فسأله فأعطاه، ثم قال له: يا حكيم ! إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه باستشراف نفس لم يبارك له فيه). سأله في أول مرة وهو محتاج فأعطاه، لو قال له في ذلك الوقت: السؤال ليس مناسباً والتسول ليس مطلوباً لقال: إنما يريد أن يصرفني، ولا يريد أن يعطيني، لكنه أعطاه، والمرة الثانية أعطاه، والمرة الثالثة أعطاه، فلما أشار له إشارة أن التطلب لهذا المال قد لا يكون مناسباً وقعت النصيحة والموعظة في موقعها، وعلم أنه ما قال له ذلك لأنه بخيل -فحاشاه عليه الصلاة والسلام- أو لأنه لا يريد أن يعطيه، وإنما قاله له لمصلحته، فعرف ذلك بعد أن اختار الوقت المناسب وبعد أن سد له حاجته في مرة واثنتين حتى لا تذهب به الظنون بعيداً، فأي شيء أثر ذلك في حكيم؟ قال: (فما سألت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مت)


كلمات مؤدبة وموجهة ومربية، فقال حكيم -وقد كان حكيماً رضي الله عنه وكان لبيباً تغنيه الإشارة عن العبارة- قال: (والله لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً يا رسول الله) يعني: لا أسأل أحداً بعدك شيئاً، فلما جاء عهد عمر وأراد أن يعطيه من العطاء الذي له من حقه في بيت مال المسلمين قال: (لا أرزأ أحداً شيئاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأبى أن يأخذ عطاءه رضي الله عنه. فلابد من الصبر والحكمة عندما يجهل الجاهل، وعندما يخطئ السائل، وعندما يعترض المعترض، لابد من أن يكون مع الصبر حكمة تسدده وتصوبه.

:180635az0tjyzk mo:


وفاته............

توفي سنة أربع وخمسين للهجرة وهو يقول عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ويجود بروحه:

((لا إله إلا الله قد كنت أخشاك , وأنا اليوم أرجوك ))

رضي الله عن حكيم بن حزام , وعن صحابة رسول الله (ص) أجمعين


و ظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة...


والحمد لله رب العالمين ...



:180635az0tjyzk mo:


الساعة الآن 06:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w