مجالس الرويضة لكل العرب - لمحة عن التفاؤل والتشاؤم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك معتقدات غريبة سائدة عند بعض الناس منها المتفائل ومنها المتشائم وكل حسب عقيدته وبيئته

فالتفاؤل هو يبعث بالنفس الأمل ويحفز على الإيجابية والعمل
فمن أمثلة التفاؤل الاستبشار برؤية الهلال والدعاء بالخير ورؤية الطفل حديث الولادة ونزول الغيث
ومن الأحاديث التي تدعم التفاؤل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
(بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا)
وهنا أورد قوله
(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)
وهذه من أحلى الصور محبة الله والثقة به وحسن التوكل عليه

أما التشاؤم والتطير منهي عنهم في ديننا الحنيف و شريعتنا السمحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك ,وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل) فمنهم من يتشأم من الغراب والبوم مثل العراقيين ولو سمع صوتها يقول (سكين وملح )
مع العلم أن الانكليز يتفاءلون بها والفرنسيين لو وصفوا امرأة أنها جميلة شبهوها بالبومة
وهناك ناس يتشأمون من اللون الأسود مثلي ويتفاءلون بالأبيض
على عكس اليابانيين لون الأبيض هو لون الحزن عندهم
ومنهم من يقرأ الأبراج ويصدقها وهؤلاء قال عنهم رسول الله
(من أتى عرافا"أو كاهنا" فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )
ومنهم من يتقلد التمائم
( طوق بالعنق عليه رمزأو جحاب تصنعه النسوة لتحبب أزواجهن )
وهؤلاء جاء قول الرسول فيهم :
(من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له )
وهناك ناس يتشأمون من رقم 13 مع العلم أن هذا له جذور مسيحية لأن التلميذ الذي خان سيدنا عيسى عليه السلام كان رقمه 13
وأيضا" عادة دق الخشب هي أيضا" مسيحية حذاري منها
لأنهم يرمزون بها الصليب الحي للسيد المسيح
ونلاحظ عند المصرين يضعون العين الزرقاء وهنا معناها أنهم يصدون الحسد والشر عنهم الذي يرمز له باللون الأزرق وطبعا" كلنا نعرف أن الروم والغربيين أكثرهم عيونهم زرقاء (وداويها بالتي كانت هي الداء)
وهنا تحضرني قصة في زمن الخلافة الإسلامية كان هناك وزيرا" أستداعاه الملك لأمر ما
وحين خرج الوزير من منزله وهو في الطريق شاهد خيّاطا" وبجانبه مقص مفتوح ونظر للأرض فرأى تمرة فرجع فسألوه عن السبب فأجاب أن المقص يرمز لكلمة لا والتمرة في ذلك المكان يعني لا تمر
هذه من الفراسة والنباهة لأن الملك كان مستعر غضبا" ولو رآه لقتله
ونحن نعلم أن الخير بيد الله والشر لا يصرفه إلا الله
وعلمنا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه أن نقول :
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
وآية الكرسي والمعوذات
وقرأت مرة عن أحد العلماء صيغة مجربة وهي :
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه
خبئت نفسي بخزائن الله ثقة بالله وتوكلا" على الله ولا حولا ولا قوة إلا بالله
حبس حابس وشهاب قابس رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس أليه
فارجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب أليك البصر خاسئا" وهو حسير

لكن للأسف التشاؤم هو حال اناس كثيرون منا
وهذا من تلاعب الشيطان بالأذهان لا حول ولا قوة إلا بالله
ولكن برأيي أن الإنسان المؤمن بالله قلبه مفعم بحب الله وخشيته الأجدر به يفوض أمره لله ويفعل ما يطمئن قلبه قال رسول الله :
( اتقي فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)
صدق رسول الله
وأخيرا" لقد بينت لكم بعض ما كنا نستسهله وأرجوا من الله الهداية لي ولكم والتوفيق لما يحب ويرضى
شاكرة متابعتكم ودمتم بخير