![]() |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |
| ||||||||
| أسَيْد بن الحُضَير بن سمّاك الأوسي الأنصاري أبوه حضير الكتائب زعيم الأوس ، وكان واحدا من أشـراف العـرب في الجاهلية وورث أسيد عن أبيـه مكانته وشجاعته وجـوده ، فكان قبل اسلامـه من زعماء المدينة وأشـراف العـرب ، ورماتها الأفذاذ ، كان أحد الاثني عشـر نقيباً حيث شهد العقبـة الثانية ، وشهد أحداً وثبت مع الرسـول الكريم حيث انكشف الناس عنه وأصيب بسبع جراحات اسلامه أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد اذهب الى هذا الرجل وازجره ) وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، ورأى أسيد جمهرة من الناس تصغي باهتمام لمصعب -رضي الله عنه- ، وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته ، فقال له مصعب : ( هل لك في أن تجلس فتسمع ، فان رضيت أمرنا قبلته ، وان كرهته كففنا عنك ما تكره ) فقال أسيد الرجل الكامل بعد غرس حربته في الأرض : ( لقد أنصفت ، هات ما عندك ) وراح مصعب يقرأ من القرآن ، ويفسر له دعوة الدين الجديد ، حتى لاحظ الحاضرين في المجلس الاسلام في وجه أسيد قبل أن يتكلم ، فقد صاح أسيد مبهورا : ( ما أحسن هذا الكلام وأجمله ، كيف تصنعون اذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟) فقال له مصعب : (تطهر بدنك ، وثوبك وتشهد شهادة الحق ، ثم تصلي ) فقام أسيد من غير ابطاء فاغتسل وتطهر ، ثم سجد لله رب العالمين اسلام سعد وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه : ( أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد : ( لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وانما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد ، وما كاد أن يسمع حتى شرح صدره للاسلام ، وأخذ مكانه بين المؤمنين السابقين قراءة القرآن وكان الاستماع الى صوت أسيد -رضي الله عنه- وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتاً ، قال : قرأت ليلة سورة البقرة ، وفرس مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب منّي وهو غلام ، فجالت الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالتِ الفرسُ فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ، ثم قرأتُ فجالت الفرسُ فرفعتُ رأسي فإذا شيء كهيئة الظلّة في مثل المصابيح مقبلٌ من السماء فهالني ، فسكتُ ، فلمّا أصبحتُ غدوتُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت قد قرأتُ فجالتِ الفرس فقمتُ وليس لي همّ إلا ابني ) فقال -صلى الله عليه وسلم- : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلتُ : ( قد قرأتُ فجالت الفرس ؟) فقال : ( اقرأ أبا يحيى ) فقلت قد قرأتُ فرفعتُ رأسي فإذا كهيئة الظلّة فيها المصابيح فهالني ) فقال -صلى الله عليه وسلم- : ( تلك الملائكة دَنَوْا لصوتك ، ولو قرأتَ حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم !) فضله عن أنس بن مالك قال : ( كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ظلماء حِنْدِس ، فتحدّثنا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ عَصَا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلمّا تفرَّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عَصَاه فمشى في ضوئها ) القصاص كان أسيد رجلاً صالحاً مليحاً ، فبينما هو عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحدّث القومَ ويُضحكهم ، فطعن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في خاصرته ، فقال : ( أوجَعْتَني !) قال اقتصَّ )000قال : ( يا رسول الله عليك قميصٌ ولم يكن عليّ قميص ) فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قميصه ، فاحتضنَهُ ثم جعل يقبّل كشحتَهُ فقال : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا ) غزوة بدر لقي أسيد بن الحضير رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- حين أقبل من بدر ، فقال : ( الحمدُ للـه الذي أظفرك وأقرَّ عينك ، واللـه يا رسـول اللـه ما كان تخلّفي عن بدر ، وأنا أظنّ أنك تلقى عدوّاً ، ولكن ظننتُ أنّها العير ، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت ) فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- : ( صدقت ) غزوة بني المصطلق كان يتمتع -رضي الله عنه- بحلم وأناة وسلامة في التقدير ،ففي غزوة بني المصطلق أثار عبدالله بن أبي الفتنة ، فقد قال لمن معه من أهل المدينة : ( لقد أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير دياركم ، أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) سمع هذا الكلام الصحابي الجليل زيد بن أرقم وقد كان غلاما فأخبر الرسول -صلىالله عليه وسلم- بذلك ، وتألم الرسول كثيرا ، وقابله أسيـد فقال له الرسـول الكريـم أوما بلغـك ما قال صاحبكـم ) قال وأي صاحـب يا رسـول اللـه ) قال : ( عبداللـه بن أبي ) قال : ( وما قال ؟) قال الرسـول زعم أنه ان رجع الى المدينة ليخرجن الأعـز منها الأذل ) فقال أسيـد فأنت يا رسول الله تخرجه منها ان شئت ، هو والله الذليل وأنت العزيز ) ثم قال يا رسـول الله ، ارفق به ، فوالله لقد جاءنا الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، فانه ليرى أنك قد استلبته ملكا ) يوم السقيفة وفي يوم السقيفة ، اثر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة ، وطال الحوار ، واحتدم النقاش ، كان موقف أسيد وهو الزعيم الأنصاري موقفا واضحا وحاسما ، فقد قال للأنصار من قومه : ( تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان من المهاجرين ، فخليفته اذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته ) فكانت كلماته بردا وسلاما وفاته في شهر شعبان عام عشرين للهجرة مات أسيد -رضي الله عنه- ، وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه ، وتحت ثرى البقيع وارى الأصحاب جثمان مؤمن عظيم وقد هلك أسيد -رضي الله عنه- وترك عليه أربعة آلاف درهم دَيْناً ، وكان ماله يُغِلُّ كل عامٍ ألفاً ، فأرادوا بيعه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال : ( هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفاً فتستوفون في أربع سنين ؟) قالوا : ( نعم يا أمير المؤمنين ) فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عامٍ ألفا أشجّ عبدالقيس يُقـال له أشج بن عَصَر ، مشهور بلقبه هذا ، وذُكِر أنه قدم على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة عشر أو سنة ثمان للهجرة وحين وصل تريّث في لبس ملابسه ونفض غباره في حين تسابق القـوم يسلّمون ويُقبِّلون الرسـول الكريم ، فقال له -صلى اللـه عليه وسلم : ( إنه فيه خصلتان يحبهما الله هما الحلم والأناة ) وفد عبد القيس كتب النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- الى أهـل البحرين أن يقدم عليه عشرون رجلاً رَأسَهم عبـد اللـه بن عوف الأشج ، وكان قدومهم عام الفتـح فقيل : ( يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس ) قال : ( مرحباً بهم ، نِعْم القومُ عبد القيس ) صبيحة القدوم نظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الأفق صبيحة ليلة قدموا وقال : ( ليأتين ركب من المشركين لم يُكْرَهوا على الإسلام ، وقد أنْضوا الرِّكاب وأفنوا الزّاد ، بصاحبهم علامة ، اللهم اغفر لعبد قيس ، أتوني لا يسألوني مالاً ، هم خير أهل المشرق ) فجاؤوا في ثيابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم- في المسجد ، فسلّموا عليه الحلم والأناة وسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( أيُّكم عبد الله الأشَجُّ ؟) قال : ( أنا يا رسول الله ؟!) وكان رجلاً دميماً ، فنظر إليه الرسول الكريم ، فقال : ( إنه لا يُستسقى في مسوك الرجال إنما يحتاج من الرجل إلى أصغريه لسانه وقلبه ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( فيكَ خَصْلتان يُحِبُّهما اللـه ) فقال عبد اللـه : ( وما هما ؟) قال الحلم والأناة ) قال : ( أشيء حَدَثَ أم جُبلتُ عليـه ؟) قال بل جُبلتَ عليه ) فقال : ( الحمد لله الذي جبلني على خلقين يُحبهما الله ) الجوائز كانت ضيافة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجري على وفد عبد القيس عشرة أيام ، وكان عبد الله الأشج يسائل الرسول الكريم عن الفقه والقرآن ، وكان يأتي أبيّ بن كعب فيقرأ عليه وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للوفد بجوائز ، وفضّل عليهم عبد الله الأشجّ ، فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشاً ، وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيز به الوفد اصيد بن سلمة بعث رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سريّة ، فأسروا رجلاً من بني سُليم يقال له الأصيد بن سلمة ، فلمّا رآه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- رقّ له ، وعرض عليه الإسلام فأسلم إسلام والده وكـان لـه أب شيـخ كبيـر ، فبلغـه ذلـك فكتـب إليـه مَنْ راكبٌ نحو المدينة سالما___حتى يُبلِّغَ ما أقولُ الأصْيَدا أتركتَ دينَ أبيكَ والشمّ العُلى___أوْدَو ا وتابعتَ الغداة محمدا فـلأيّ أمرٍ يا بني عققتنـي___وتركت ني شيخاً كبيراً مفندا فاستـأذن النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فـي جوابـه ، فـأذن لـه ، فكتـب إليـه : إنّ الذي سمَكَ السماءَ بقدرةً___حتى علا في ملكه فتوحدا بعثَ الذي لا مثله فيما مضى___يدعو لرحمتهِ النبي محمدا ضخم الدسيعة كالغزالة وجهُهُ___قرناً تأزّرَ بالمكارم وارتدَى فدعـا العبـادَ لدينـهِ فتتابعـوا___طوْ عاً وكْرْهاً مقبلين على الهُدى وتخوَّفوا النّارَ التي من أجلها___كان الشقيّ الخاسرُ المتلددّا واعلـم بأنّـك ميّـتٌ ومحاسـبٌ___فإلي َّ مِن هذي الضلالةِ والرَّدَى فلمّـا قـرأ كتـاب ابنـه أقبـل إلـى النبـي -صلـى اللـه عليـه وسلـم- فأسلـم الأرقم بن أبي الأرقم الأرقم بن أبي الأرقم القرشي صحابي جليل من السابقين الى الإسلام أسلم بمكة ، وكان سابع سبعة في الإسلام ، وهو الذي استخفى رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- في داره والمسلمون معه ، فكانت داره أول دار للدعوة الى الإسلام دار الأرقم كانت داره على الصفا ، وهي الدار التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس فيها في الإسلام ، وبقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو الى الإسلام في دار الأرقم حتى تكاملوا أربعين رجلاً ، خرجوا يجهرون بالدعوة الى الله ، ولهذه الدار قصة طويلة ، وأن الأرقم أوقفها ، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور جهاده شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحُداً والمشاهد كلها ، واقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داراً بالمدينة ، في بني زريق الصلاة في مسجد الرسول تجهّز الأرقم -رضي الله عنه- يريد البيت المقدس ، فلمّا فرغ من جهازه جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- يودّعه ، فقال : ( ما يُخرجك ؟ أحاجة أم تجارة ؟) قال : ( لا يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ولكنّي أريد الصلاة في بيت المقدس ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ) فجلس الأرقم وفاته توفي الأرقم بالمدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص ، وكان عمر الأرقم بضعاً وثمانين سنة رضي الله تعالى عنه
|
| ||||||||
|
صاحب الصوت الجميل أسيد بن حضير إنه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية. وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد. فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان، وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة. فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله. ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي. فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا. وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري]. وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط. وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام]. وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد].
|
| ||||||||
![]() ![]() ![]() أسيد بن حضير أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري - رضي الله عنه - كان زعيما للأوس في المدينة قبل إسلامه، وورث عن أبيه مكانته، حيث كان واحدا من كبار أشراف العرب في الجاهلية ومن مقاتليهم الأشداء وقد ورث المكارم كابرا عن كابر وكان صاحب فكر صاف وشخصية مستقيمة قوية وناصعة ورأي ثاقب. ![]() قصة إسلامه كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قد أرسل مصعباً بن عمير إلى المدينة ليعلم ويفقه المسلمين من الأنصار وليدعو غيرهم إلى دين الله. وعلم سعد بن معاذ - وكان صديقا لأسيد - فأراد أن يحرضه على مصعب، فقال: "انطلق إلى هذا الرجل فازجره"، فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة ، من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام . وفى مجلس مصعب وأسعد بن زرارة رأى أسيد جمهرة من الناس تصغي في اهتمام للكلمات الرشيدة التي يدعوهم بها مصعب إلى الله. وفاجأهم أسيد بغضبه وثورته، فقال له مصعب: "هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره". فقال أسيد: "هات ما عندك" وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. وبدأ قلب أسيد يرق ووجهه يستشرق. فقال: "ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟» فقال مصعب: «تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي". فقام من فوره ليستقبل الإسلام فاغتسل وتطهر، ثم سجد لله رب العالمين معلنا إسلامه. ![]() كان سبباً لإسلام قومه حين عاد أسيد إلى سعد بن معاذ، ما كاد يقترب من مجلسه، حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به، ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما، فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه، واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا. ![]() دنت الملائكة لسماع صوته ذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء. فلما أصبح ذهب إلى الرسول ، وحدثه بما رأى، فقال له النبي - ص -: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم" . ![]() جهاده عاش أسيد - رضي الله عنه - عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. ، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط . ![]() يوم السقيفة بعد وفاة النبي ، اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ، كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته. وكان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. ![]() وفاته توفي أسيد - رضي الله عنه - في شهر شعبان عام 20 هـ، وأصرَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه، ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله - البلح أو التمر - أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. ![]() |
| ||||||||
|
أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري رضي الله عنه وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة استقبال الابطال فحينما قال عبد الله بن ابي بن سلول لمن حوله من المنافقين اثناء غزوة بني المصطلق: لقد حللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم اما والله لو امسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه على المدينة ملكا فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكا . وكان من اهل القران وخاصته القران ، و في ليلة كان يقرا القران وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صوتها ، فتوقف عن قراءة القراءة فهدات الفرس ولم تتحرك، فقرا مرة ثانية القران فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا عدة مرات، فسكت خوفا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فاذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء.فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم. الله اكبر وندم اسيد بن عمير على تخلفه في غزوة بدر، وقال ظننت أنها العير ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. وقد جرح اسيد يوم أحد سبع جراحات ولم يتخلف عن غزوة بعدها ... ووكان له مشهد يشكر عليه الى يوم القيامة لما توفي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حيث اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة ومنعهم سعد بن عبادة، وأعلنوا احقيتهم بالخلافة وحصل الخلاف فوقف أسيد بن حضير مخاطبا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته رضي الله عنه وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار، تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ و واسيد بن حضير و وعباد بن بشر. وتوفي في عام عشرين للهجرة وأصر امير المؤمنين ووقد نظر عمر في وصيته التي تركها فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. رحمه الله واجمعنا به مشكور يا علاء استفدنا كثيرا جعل الله عملك في ميزان حسناتك
|
| ||||||||
|
هو الصحابي الجليل أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه إسلامه لقد كان اسلامه يوم أسلم سريعا ، وحاسما وشريفا.. قراءة القرآن وكان الاستماع إلى صوت أسيد رضي الله عنه وهو يرتل القرآن إحدى المغانم الكبرى ، وصوته الخاشع الباهر أحسن الناس صوتا وفاته لقد عاش أسيد بن حضير رضي الله عنه عابد ا، قانتا ، باذلا روحه وماله في سبيل الخير ، جاعلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار نصب عينيه : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " ولقد كان لدينه وخلقه موضع تكريم الصديق رضي الله عنه وحبه ، كذلك كانت له نفس المكانة والمنزلة في قلب أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، وفي أفئدة الصحابة جميعا. وكان الاستماع لصوته وهو يرتل القرآن احدى المغانم الكبرى التي يحرص الصحابة عليها .. ذلك الصوت الخاشع الباهر المنير الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة دنت من صاحبه ذات ليلة لسماعه.. وفي شهر شعبان عام عشرين للهجرة ، مات أسيد رضي الله عنه وأبى أمير المؤمنين عمر الا أن يحمل نعشه فوق كتفه .. وتحت ثرى البقيع وارى الصحابة جثمان مؤمن عظيم ، وعادوا الى المدينة وهم يستذكرون مناقبه ويرددون قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنه : " نعم الرجل أسيد بن حضير " ............... ..... هذه نبذه عن اسيد رضي الله عنهوارجوا ان اكون افدتكم بهذا الموجز القصير وشكرا حاكم جدة
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| مسابقة أصحابي كالنجوم / ثمامة بن آثال / (02) | محمد | روحانيات | 21 | 01-10-2007 12:46 AM |
| مسابقة أصحابي كالنجوم / عمير بن وهب الجمحي / (01) | محمد | روحانيات | 18 | 30-09-2007 09:23 PM |
| مسابقة أصحابي كالنجوم / سهيل بن عمرو/ (10) | محمد | روحانيات | 11 | 29-09-2007 12:07 AM |
| هـــنــا مسابقة أصحابي كالنجوم | محمد | روحانيات | 11 | 26-09-2007 10:07 PM |
| مسابقة أصحابي كالنجوم / ربيعة بن كعب / (08) | محمد | روحانيات | 8 | 21-09-2007 05:19 PM |
![]() | ![]() |