مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   ركنك الهادي (http://www.rwwwr.com/vb/f60.html)
-   -   وسائد حجرية (http://www.rwwwr.com/vb/t7775.html)

مازن دويكات 22-07-2007 06:12 AM

وسائد حجرية
 
وسائد حجرية

أبو الطيب المتنبي

لا مملكةً لي، لا بيتَ ولا زوجة

وجهي مرآةُ قناعي

وقناعي قافيةٌ

تطفو فوقَ الموجة

هذا كل متاعي

أكياسُ غبارٍ أحملها

من حلبٍ حتى الفسطاطْ

أبحثُ عن خاتَم قلبي في الرملِ

فيحرقُ كفيَّ سرابُ طموحي

الآخر وجهُ هجائي

وأنا وجهُ مديحي

وجهان ورأسي واحدْ

وقناعي واحدْ

متُ ولم يسقطْ

وأراهُ على وجه الشعراءْ

هذا يتقمصني، والآخرُ يقطرُ مني

وقصيدته فوق الرملِ إناءْ

فاضتْ مني الأشياءْ

ورأيتُ المندفعين وراء كلامي

ضاق زحاميْ

ما من أحدٍ إلاّ الظلُ أمامي

قلتُ تباطأ كي يصلوا، لم يصلوا

فأزحتُ سياجي

امتدَّ الزهرُ إليهم

رجموني في الليلِ به

فانزاح غبارُ زجاجي

واشتدّ وضوحي

والأرض على سعةٍ


ضاق بها جنحَ طموحي

لكنني حين سقطت من الأعلى

لم تمنحني

إلاّ قدر ضريحي

قتلتني قافيتي في صوت غلامي*

لم يصلوا، فوصلتُ إليهم

فوقَ حصاني

ووقفت وحيداً

في هذا الملكوت

وحين دخلتُ فلم ألمحْ

إلاّ زهرة بستاني.



* حين قابل المتنبي قاتله فاتك الأزدي, حاول أن يهرب ,لكن غلامه قال له: كيف تهرب وأنت القائل:

الليل والخيل والبيداء تعرفني

فعدل المتنبي عن الهروب وخاطب غلامه: لقد قتلت سيدك أيها الشقي

مازن دويكات 22-07-2007 06:26 AM

رد: وسائد حجرية
 
عنترة بن شدّاد


بملعقة البنْ

حسوتُ ملامحَ والدتي الحبشيَّة

لذا خلعتني القبيلةُ ذاتَ عشيَّة

وأصبحَ غلمانُ عبسْ

يصيحون بي " عبدُ نحسْ"

فانتبذتُ مكاناً قصيا

أنا شجرةُ الأبنوسَ العصيَّة

وإنْ قطّعوا بالفؤوس جذوعي

تسافرُ عبرَ الرمالِ جذوري

وتلمسُ خدَّ الفضاءِ فروعي

أنا واحدٌ مثلما السيفُ فردا

ولوني خطيئة

وأنتم كثيرون جدا

وألوانكم كالنجوم مضيئة

ولكنكم لم تردُّوا الغزاة

ولم تردعوا العصبةَ الغاصبة

وفي الليلةِ اللاهبة

تستظلون رمحي

وظليْ ملاذ القبيلة

وإنْ سال جرحي

تشيحون عنه الوجوه الذليلة

كأن السيوف الدخيلة

تُميّز ما بين نفسٍ ونفسْ

وما بين رأسٍ ورأسْ

وما بين لونٍ ولون

وإن كان أسودَ أو كان أبيضَ

أو كان ما بين بينْ

فهم لا يريدون سوى راس عبسْ

وكلّ الرؤوس التي أنكرت نسبي مرتين

فلا بأس يا سادتي البيض، لا بأسْ

أنا عبدكم لا أجيدُ القتالْ

فكونوا كما تَدَّعون رجالاً رجالْ

وصدّوا إذن جحفل الاحتلالْ

واحمُ الترابْ



يا عبلُ لو رحلت مضارب عبسْ

إلى أرضٍ بعيده

فأنتِ هنا قبيلتي الوحيدةْ

وأنا سجين مثلثي الذهبي

سيفي وحبك والقصيدة.

مازن دويكات 22-07-2007 06:36 AM

رد: وسائد حجرية
 
امرؤ القيس

هو اليوم خمرٌ ونهرُ قرنفلْ

وسربُ نساءٍ تعرينَ لكْ

في ضحى يوم جُلجُلْ*

هو اليوم أمرٌ، دعْ الكأسَ وانهض

هنا قتلوه بسيفِ الفضيلةِ

غدراً وغيلةِ

ليس سوى دمه في الضفافْ

ولا أحدٌ أشهرَ الاعترافْ

ولا أحدٌ سيسيرُ معكْ

وأنتَ وحيدٌ تناثرتَ فوقَ الرمالْ

ولا أحدٌ سيحاولَ أن يجمعكْ

وكنْ أنتَ، سرْ وحدك الآن

لا أحدُ ينزع الشوكَ إلاّكْ

فسرْ خلفَ من قتلوا دون حقٍ أباكْ

وكنْ أنت… أنتْ

وكيفَ أكونُ أنا، وأنا في حياتي متْ

ثلاثونَ معذرةً يا أبي، الصفحُ والمغفرة

غبيٌ أنا في لجوئي إلى أنقرة *

لتأخذ ثأرَك لي وتعيدَ دمكْ

على طبقين من الذهبِ

وما عادَ حتَّى على طبقٍ من تَنكْ

فبعدك سالتْ دماءٌ غزيرة

إلى أنْ ترنّخَ رملُ الجزيرة

ومثلكَ ألفُ شيخٍ هلكْ

ففي كلِ عامٍ لنا مجزرة

وأصبحتُ في وطنِ العربِ

كأني اليهوديُ في سورة البقرة


* يوم جلجل: يوم لهو ذكره في معلقته

* بعد مقتل والده, ذهب امرؤ القيس إلى أنقرة لتساعده في ثأر أبيه

مازن دويكات 22-07-2007 06:42 AM

رد: وسائد حجرية
 
أبو العلاء المعري

لي في المعرةِ محبسان، عمايَ والدارُ الصغيرةُِ

لا نوافذَ في الجدارِ، ولا أريكةُ في الممرِ

ولا يدُ امرأةٍ تعدُ حصى دمي في النهرِ

أجملُ ما يمرُ فراشةٌ لا لونَ يُقرأ في رفيفِ جناحِها

لي ثالثٌ لم تعرفوه، صهيلُ قافيتي

وخيلٌ لا تُرى، نزفتْ تعرّقهَا الملونَ في مدارجِ ساحِها

وأنا أرى مالا ترون، أرى الأعنةَ

في غبارِ النارِ تجمعها يداي

وأنا الرهينُ، قصيدتي تمشي عباءتها على يدها

ويمسكها من الأخرى عماي

من لا يقودُ يقادُ، سيدتي هناك، وقائدي

في شرفة الأمواتِ يقرأ في الكتابِ رسالتي

وجحيم غيري، مائي السري

يدفق من يدي، غفران من وصلوا لجنتهم

على طرف الأسنة

نجمان في سقفِ الأعالي، ربما أحمي هبوطي بالصعودْ

ماذا إذا ارتفعتْ على دمنا القيودْ

لنرى هنالك سجننا إذْ يستباحُ جدارُه العالي

ولا عتبات نخلعُ عندها أسماءنا قبل الوصولِ

ولا مصاطب للقعودْ

لا شيء يلزَمُني سوى هذي المحابسُ والمعرّةُ

وبصيصُ عتمٍ كي أرى

مالا يراهُ سواي في طرفِ المجرّة

ورأيتُ أبعد ما يكون

مدينة الشعراء مقفلة، هنا المفتاح تحت مخدتي

وأنا سأسمحُ بالدخولِ وبالخروجْ

من سُلمي صعدَ ابن روما*

من هنا كان العروجْ

لجحيمه الذهبي واكتملَ الجنون





* ابن روما: إشارة لدانتي وتأثر في الكوميديا الإلهية برسالة الغفران للمعري

مازن دويكات 22-07-2007 06:46 AM

رد: وسائد حجرية
 
أبو نوَّاس


خرجتْ بكاملِ طيشها من معطفي

لغتي، عباءتُها الرشيقةُ، والقميصُ

نسجتُه من أحرفي

هذي القصيدةُ من نبيذٍ طائشٍ

ورأيتها في جرّةِ الخمّارِ متعبةَ الرحيقِِ

يُريحُها المجّانُ فوقَ موائدَ الحانِ الصغيرةِ

اسرجي نبضي البليدَ، أقولُ صومعتي هنا

بينَ الكلامِ وبينَ ردفِ ظبيٍ أهيفِ

وأعودُ للدارِ الصغيرةِ فوقَ أكتافِ الصبابةِ

لا أرى ألاّ صداها إذْ يشعشعُ

فوقَ أوتارِ الربابةِ

أيها الثملُ الجليلُ، أنا مُريدك في ممرِ النخلِ

تحملني وأحملها على شهواتها، بغدادُ تأتي

تُرشِحُ البخّورَ قبلَ الهزيعِ على صباي المتلفِ

وأنا على النهدين،

ما بين الطفولةِ والكهولةِ، ضعتُ في المابينِ

من صحوٍ إلى ثملٍ، أبينُ وأختفي

يا خمرُ،ـ بابي مغلقٌ، كُفِّي قليلاً

ربما سأمرُ من هذا القفلِ، يا صحوي أعني لو قليلاً

سأرى الحقيقةَ دونما ثملِ

يُعلّقني على الطرقاتِ، يحملني قتيلاً

لا، ليس من أحدٍ يراني، من يراني

شاحبُ الرعشاتِ، والشهواتُ تفرُ في الضحى

من شرفةِ الجسدِ

سأعودُ أسألُ عنكِ يا دارُ

ما جدوى سؤالي في خيامِ البدو

عن خمارةِ البلدِ

سأقبل الأحجارَ في صحوي

وأطبعُ قبلتي السكرى على الوتدِ

من لا يراني لا يرى أحداً

خذيني من يد الروحِ السجينةِ

لا أرى أحداً سواك برغوة الرمّانِ

والكاساتُ طافحةٌ وأنتِ على الحبابِ

تُقطِّرين بها رذاذَ القُرقفِ

من زِندكِ الياقوتُ منهمرٌ، أقول لحافُكَ الناريُّ

طرّز بالندى حُمايَ، أخْرُجُ من بلائي

من يشافي الروحَ إلا أنتِ، مُسِّ ضلالَتي

بيديك، أرجعُ طائعاً

وأقولُ كوني في دمي

ناراً مجوسية اللهبِ

كلام العاشقين على المصاطب

ليلة النيروز والطربِ

وكوني نشوتي وسلافتي

فأنا بغيرك مستحيلٌ أكتفي!

مازن دويكات 22-07-2007 06:50 AM

رد: وسائد حجرية
 
أبو حيان التوحيدي

حيٌ من يمتلِك الكلمة

من يبحثُ عن خبزِ اليومِ

بأسواقِ الوراقينْ



حيٌ منْ يمتعُ آه شاكٍ

ويؤآنس دمعة باكٍ

فوقَ بساط الظلمة



حيٌ من يملكُ فاكهةَ النارِ

ولا يطعمها للأوراقْ

حتَّى لو رفرفَ وطواطُ البردِ

على نافذةِ الدارِ



حتى من يلمحُ قطرة حبرٍ

ويحاولُ أن يغريها

كيْ تدخلَ محبرته

ليعلّمَ أنَّ الميتَ حيْ

ما دام هنالك سفرٌ

يحملُ اسمه

أو حجرٌ في مقبرة

يحملُ رسمه

يلمع في كل مكان

في كل زمان

حتى لو غُيّب جسمهْ



تلكُم بعض جنوني، والجُنّة

في الكلماتِ طمأنينه،

ترياق شافٍ

يلجمُ في الموجوعِ أنينه



حيٌ من كانَ، ومن سيكونْ

في بستان الكلمات العطشى

نهرَ جنونْ

مازن دويكات 22-07-2007 06:58 AM

رد: وسائد حجرية
 
أبو تمّام


كلانا ليسَ ينبئُ أيها السيفُ *

فلا حدٌّ أرى في الحدِّ

بين الهزلِ والغضبِ

أنا في ظلِ قافيتي أسيرُ

وقِبْلَتي الخوفُ

وأنت معلقٌ في متحفِ اللعبِ

* * *

سُدىً هذا الصراخُ فتاةَ عموريّا *

فلا أحداً سيسمعُ صوتَك المجروحَ

في مصرٍ وسوريّا

ولا بجزيرةِ العربِ

فمعتصموا العواصمِ في أَسِرَّتِهم بلا سمعِ

وهم فوقَ العروشِ دُمَى من الشمعِ

تحرّكُها يدٌ تمتدُ من خلفٍ

ونحن أمامنا الخلفُ

وكلُّ يدٍ هنا قُطِّعْت أصابعها

فكيف ستحملُ السيفَ

يدٌ شلّتْ بها الكفُ

* * *

نامي على شفتيَّ أيتها القصيدة

سأعودُ من شجرِ البدايةِ

للسلالةِ والرسالةِ

كي نستعيدَ وضوحنا

من حانةِ الخمّارِ بالطربِ

وهنا الممرُ يضيقُ والأجسادُ تدفعُ شحمها

حتى يسيلَ على رغيفِ الشهوات

فوقَ أرائك الأستارِ والحُجبِ

سُدَّ الطريقُ بنا

فكيفَ سنعبرُ الأرضَ البعيدةَ

وهناك أولُنا يحاولُ أن يرى

في الظلِ آخرنا، فيلمحُ رسمَها

بلغاتِ من وصلوا ومن رحلوا

ولا أحداً يدلُ عليك أيتها الشهيدة

* * *

لا ظل إلاّ ما نراه على جدار الصلبِ

يا دمها أراكَ وأنتَ مرآتي

على الأحجارِ والتُربِ

* * *

كلانا سوفُ ينبئُ أيّها الجرحُ

فلا حداً أرى في القيدِ

بين الروحِ والعصبِ

وأرى التوحدَ بيننا

أنا فيكَ بينَ توجعينْ

الجرحُ أمي والنزيفُ أبي


* أشارة إلى قصيدته المشهورة في فتح عموريا " السيفُ أصدق إنباءً من الكتب ِ"

* فتاة عموريا: صاحبة الصرخة الشهيرة " وامعتصماه"

مازن دويكات 22-07-2007 07:01 AM

رد: وسائد حجرية
 
قيس بن الملوح


كفاكهة الغابة الغامضة

ذهبيٌّ جنوني

يرن على حجرٍ في أقاصي الجزيرة

يصعدُ منه الغبارُ

وأسماءُ من عشقوا انهمرتْ

في رصيف الرياحْ

لتقبسَ ظلاً وشمساً

على عجلٍ خرجوا من مياهي

مبللةً روحهم برذاذ جنوني

وأسماؤهن تظللهم بحرير الحنينْ

أيها الأصدقاءُ المجانينْ

عمَّدتكم واحداً واحداً بالقرنفل والياسمين

وأطلقتكم من ضحى الفلوات الفسيحةْ

خيولاً جريحةْ

هنا في طرقاتِ المنافيْ

وفوق رصيف المقاهيْ

وعند خرير الجداول حتى ارتفعتمْ

على ساعدِ الكونِ، عيداً وعرساً

ودمعُ الحبيباتِ بللَ قمصانكم في خريف الرحيلْ

كأنا افتتحنا مذابحنا العاطفية قبل قليل

وألمحكم فوق أفراسكم

خارجينَ من الشهواتِ الذبيحةْ

وأبصركم في مجرةِ أعراسكمْ

داخلينْ بحمّى الصهيلْ

وأعرفكمْ دونَ رؤيا ودونَ دليلْ

جميلُ بثينةَ وابنَ ذريح ومجنونُ إلسا *

وأعرفُ من سيعمرُ هذي الخرائب من بعدْ

ومن سيصوّب من ردن ليلاه زوبعةَ الوردْ

وتنهضنا من أسرتنا عاشقاً عاشقاً.. آه ليلى

سلامٌ على شمسِ أهلي وأهلكْ

يوم تسرحُ ضوءَ جدائلها في المضارب:

نخلاً وظلا

ويومَ نعودُ إلى رعيِ أغنامنا في الشعاب

ونقضي النهاراتِ ضماً ولمساْ



* مجون الزا, هو شاعر المقاومة الفرنسية , لويس أراغون وحبيبته الزا هي الكاتبة الروسية ,الزا توريلي, وكان يلقب بمجنون ألزا لشدة تأثرة بمجنون ليلى"قيس بن الملوح.

مازن دويكات 22-07-2007 07:10 AM

رد: وسائد حجرية
 
الشنّفرى


مرضٌ عضالٌ إنْ تفتشَ في القبائلِ

عن بقايا نخوة مستهلكه

لا رسمَ لي بين الخرائبِ

قد أرى اسمي

على وجه الرغيفِ موزعاً بين الجياعِ

على رصيفِ الصعلكة

هذا مكاني في كُناسِ خبائها

وأحولُ صبحاً بين قطعان الضباع

وبينها،

لي أن أرتبَ هذه الفوضى وأخلعُ

حكمة الكهان، أتبعُ
ما تعلَّمُ في المراعي زهرةُ الصبّارِ

لست لكم، أنا لي، لا أرى أحداً

سيحجبكم غبارُ المعركة.

لا منزلاً لي في مضاربكم بني أمي

ولا أهلاً هنا لي

لي سواكم من وحوش الغاب أهلٌ،

والدي ذئبٌ ووالدتي الغزالةَ

والثعالبُ أخوتي

وأنا مليكٌ والفلا لي مملكة.

ورعيتي كل الجياع وحكمتي فيهم

ستقلبُ فوق رأس المتخمين المائدة

وأنا الذي اختار السلالة فكرة

لا من أساطير القبائل

في الدماء الواحدة

هذا طريقي ينبغي أن أسلكه.

مازن دويكات 22-07-2007 07:13 AM

رد: وسائد حجرية
 
زرياب

وترٌ من البلور لا أحدٌ يراهُ سواي

ويسيلُ ضوءاً حين تلمسه يدايْ

وترٌ يرتلُ في المدى

وله الخريرُ وسائدُ

ولهُ الحريرُ صدى

أصيخي السمع أندلس النعاسْ

في الليل ينهضُ خامسُ الأوتارِ من تابوته الخشبي

يقفزُ مثل دوري ويرقدُ فوق مصطبةِ الحواسْ

شجرُ المغني في الأقاصي، فاهبطي من غصنك العالي

وسيري في ممرِ رنينك الذهبي أيتها الثمار الذابلة

أو فاصعدي لأرى ظلالك في خِباءِ الغيمِ

نهبط في الربيعِ لتلتقطنا مثل سنبلة أيادي السابلة

هذا إذن نغمي الجديد، نشيج دمعةِ عاشقٍ

وحنينه الدموي للنخل المقدسِ

في صلاة مخاض سيدتي البتول

وهذه صلواتنا قبل الدخول

برقصة الذبح المدنسِ

ريشة الطير المهاجر خنجرٌ.. نطعٌ

فعدْ يا سيدي ودمي الأخير إلى مقامك في الحجاز

وأخر الأوتار لي

لمّا تشاكس ريشتي الزرقاء

تنهمر البلابلُ في البراري

ينحني تغريدها لعزيف عودي

والمشرق العربي داري

وهنا انتحاري

واحتضار العاشقين من الوريد إلى الوريد

مازن دويكات 22-07-2007 07:16 AM

رد: وسائد حجرية
 
عمر الخيام



في حانةِ الأزهارِ، أنكرني النديمُ وخمرةُ الخمّارِ

آثر كوبيَ الفضيُّ أنْ يبقى بكفي فارغاً

فبكتْ على عطشٍ شفاهي

قلتُ النجومُ مدينتي في الليلِ

أعبرُ برزخَ الفوضى فتخرجُ نيسابورُ

وزهرُها يبكي رذاذاً فوق كُمّي، أستديرُ

فألمحُ الياقوتَ منهمراً من الشباكِ

تنفرجُ الستارةُ لا أرى إلاكِ في مرآةِ قلبي

أيها الوجهُ المبللُ بالندى والمسكِ

أوحشني الرذاذُ يبللُ النمشَ الطفوليَّ

ويقطرُ فوق فاهي

قلتُ المدينةُ حانتي الكبرى وخمري

دمعة العصفورِ يبكي زهرةَ الرمانِ

إذْ انسحقتْ على الغصن النضيرِ

وحارسُ البستانِ منشغلٌ وَلاهيْ

الكونُ أصغرُ من يدِ امرأةٍ

تداعبُ رعشتي، فيموءُ عشبٌ

ويهيجُ أيلٌ كلما انبجستْ مياهي

جسدي وروحي خارجان عليَّ، لم أكُ فيهما يوماً

غريبٌ كنتُ في طيني، وهمْ بي، مثلما

جارين يختصمان دوماً

أيها الوجدُ المسافرُ بينَ قنطرتين قفْ

إني هنا ضيعتُ بوصلةَ اتجاهي

حيرانَ أعبرُ في الدُجى جسرَ الصبابةِ والهوى

فأنا متيمكَ الفقير فكنْ معيني يا إلهي

مازن دويكات 22-07-2007 07:21 AM

رد: وسائد حجرية
 
النفّري *


نافرٌ وبهيٌ حبيبي

بعينيهِ أحدو فَراشَ الضُحى

وأهشُ عن الشفتينِ شذى الزنبقة

مشرعٌ لصلاتي

أفيضُ حنيناً على العتباتِ

فسارَ المصلّونَ كلٌ إلى ما يريدْ

وأنا بعدُ في سجدتي المرهَقة

ليتني أستطيعُ الفراقْ

لسرت بزادي القليلْ

جوىً مزمناً لا يطاقْ

وعشقٌ عضالْ

برودته محرقة

واسعٌ ما أريدْ

ولكنَّ آنيتي ضيِّقه

ضيقٌ بدني

واسعٌ زمني

ربما أصلُ الآن

فوقَ جناح الفراشةِ

قبل الخروجَ مِن الشَرنقةْ

هنا في الفراغِ

يكملنا الوِردُ

اثنان في جسدٍ نحن

يهبطُ فوق الممر

بنا الطيشُ حتى الأعالي

ويرفعنا الزهدُ

من أخمصينا

إلى عقدةِ المشنقة

أنا المنتهى في المحبةِ

والمبتدى في المسرةِ

من ها هنا البدءُ

من ها هنا الختمُ

والبابُ يوصلنا للمكانين

فاخترْ فضاءك،

فردوسك الأبدي

أو المحرقة.



* الصوفي الشهير

مازن دويكات 22-07-2007 07:25 AM

رد: وسائد حجرية
 
زرقاء اليمامة


ليسَ مهماً أنْ تُبصرَ

في وادي العميانْ

وترى شجراً يخرجُ مشياً

من أبوابِ البستانْ

وتقول بأعلى الصوتْ

إنَ هناكَ خديعةْ

تمشي، وخطاها فوقَ الرملِ سريعةْ


صمتاً.. صمتاً.. صمتْ

ما أنتِ سوى بنتُ يمامةْ

حتَّى لو كنَّا في زمنِ الطوفانْ

فالغصنُ يجيء به منقار حمامةْ

كيف سيمشي شجرٌ

في زمنٍ فيه تحجَّر، حتى الإنسان!


كذّبتُم قولي ورؤاي

حتَّى خرجوا من بين الأغصانْ

حزّوا كلَ الأعناقِ المحنية

وأنا أطِفئتَ الزرقةُ في عينيَّ


وصلوا ثانية، لست أراهم

لكنني أصغي لدبيبِ خطاهم

أخبرني الرملُ وقال:

جفَّ الماءُ بذراتي، وصلوا عطشى

ما عادَ هناك رجالٌ

لأحذرهم وأقول:

إني ألمحُ جيشَ مشاةْ


وصلوا دون قناعٍ وغصونْ

ما من أحدٍ في البرية يُخشى

فلذا جاءوا في الفجرِ غزاة

لا أحدٌ يبصرُ.. يسمعُ.. ينطقُ

أترانا في زمنِ القرده!



يا هذا الشجرُ الرائعْ

كيف تنحيت عن التربةِ

في هذا الملكوتْ

كيفَ مشيتَ بهيئة إنسانٍ خادعْ

ما دامت واقفةً

كل الأشجارِ تموتْ



لزيارة الموضوع من هنا


الساعة الآن 01:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w