![]() |
| |
| |||||||||||
معلقة : الحارث بن حلزة آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ فَـريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَةُ الشُـ ـربُبِ فَالشُعبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِي اليَـومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّرُ البُكَـاءُ وبِعَينَيـكَ أَوقَدَت هِندٌ النَّـارَ أَخِيـراً تُلـوِي بِهَا العَلْيَـاءُ فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِن بَعِيـدٍ بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنكَ الصَّلاءُ أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَينِ بِعُـودٍ كَمَا يَلُـوحُ الضِيـاءُ غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهم إِذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَجَـاءُ بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّهـا هِقَلـةٌ أُمُّ رِئَـالٍ دَوِيَّـةٌ سَقْفَــاءُ آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَها القَنَّـاصُ عَصـراً وَقَـد دَنَا الإِمْسَـاءُ فَتَـرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجعِ وَالـ ـوَقْـعِ مَنِيناً كَـأَنَّهُ إِهْبَـاءُ وَطِـرَاقاً مِن خَلفِهِنَّ طِـرَاقٌ سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَا الصَحـرَاءُ أَتَلَهَّـى بِهَا الهَوَاجِرَ إِذ كُـلُّ ابـنَ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَميَــاءُ وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُسَـاءُ إِنَّ إِخـوَانَنا الأَرَاقِمَ يَغلُـونَ عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْفَـاءُ يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الـ ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِلاءُ زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَـا الــوَلاءُ أَجـمَعُوا أَمرَهُم عِشاءً فَلَمَّـا أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيـبٍ وَمِـن تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا عِنـدَ عَمـروٍ وَهَل لِذَاكَ بَقَـاءُ لا تَخَلنَـا عَلَى غِـرَاتِك إِنّــا قَبلُ مَا قَد وَشَـى بِنَا الأَعْــدَاءُ فَبَقَينَـا عَلَـى الشَنــــاءَةِ تَنمِينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَــاءُ قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَت بِعُيــونِ النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَا أَرعَــنَ جَـوناً يَنجَـابُ عَنهُ العَمــاءُ مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ للدَهـرِ مُؤَيِّـدٌ صَمَّـــاءُ إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَتِ الخَيــلُ فَـآبَت لِخَصمِهَـا الإِجــلاَءُ مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي وَمِـن دُونَ مَا لَـدَيـهِ الثَّنَـاءُ أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَأَدوهَـا إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ إِن نَبَشتُـم مَا بَيـنَ مِلحَـةَ فَالـ ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَيَـاءُ أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُــهُ النَّـاسُ وَفِيهِ الإِسقَامُ وَالإِبــرَاءُ أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَن حُــدِّ ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا العَـــلاءُ هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ غِـوَاراً لِكُـلِّ حَـيٍّ عُــواءُ إِذ رَفَعنَا الجِمَـالَ مِن سَعَفِ الـ ـبَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ ثُمَّ مِلنَـا عَلَى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا وَفِينَـا بَنَـاتُ قَـومٍ إِمَـــاءُ لا يُقِيـمُ العَزيزُ بِالبَلَدِ السَهــلِ وَلا يَنفَـعُ الـذَّلِيـلَ النِجَــاءُ لَيـسَ يُنجِي الذِي يُوَائِل مِنَّــا رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّةِ لا يُوجَــدُ فِيهَـا لِمَـا لَدَيـهِ كِفَـــاءُ كَتَكَـالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ هَلِ نَحـنُ لابنِ هِنـدٍ رِعَــاءُ مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ عَلَيـهِ إِذَا أُصِيـبَ العَفَـــاءُ إِذَ أَحَـلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيسُــونَ فَأَدنَـى دِيَارِهَـا العَوصَــاءُ فَتَـأَوَّت لَـهُ قَرَاضِبَـةٌ مِــن كُـلِّ حَـيٍّ كَأَنَّهُـم أَلقَــاءُ فَهَداهُم بِالأَسـوَدَينِ وأَمـرُ اللهِ بَالِـغٌ تَشقَـى بِهِ الأَشقِيَــاءُ إِذ تَمَنَّونَهُم غُـرُوراً فَسَاقَتهُـم إِلَيكُـم أُمنِيَّـةٌ أَشــــرَاءُ لَم يَغُـرّوكُم غُرُوراً وَلَكــن رَفـَعَ الآلُ شَخصَهُم وَالضَحَـاءُ أَيُّهـا النَاطِـقُ المُبَلِّـغُ عَنَّــا عِنـدَ عَمروٍ وَهَل لِذَكَ انتِهَـاءُ مَن لَنَـا عِنـدَهُ مِـنَ الخَيـرِ آيَاتٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِـنَّ القَضَـاءُ آيَةٌ شَارِقُ الشّقِيقَةِ إِذَا جَـاءَت مَعَـدٌّ لِكُـلِّ حَـيٍّ لِـوَاءُ حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبـشٍ قَـرَظِـيٍ كَـأَنَّـهُ عَبـلاءُ وَصَتِيتٍ مِنَ العَواتِكِ لا تَنهَـاهُ إِلاَّ مُبيَضَّــةٌ رَعــــلاءُ فَرَدَدنَاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا يَخـرُجُ مِـن خُـربَةِ الـمَزَادِ المَـاءُ وَحَمَلنَاهُمُ عَلَى حَزمِ ثَهـلانِ شِـلالاً وَدُمِّـيَ الأَنسَــاءُ وَجَبَهنَـاهُمُ بِطَعنٍ كَمَا تُنهَـزُ فِي جَـمَّةِ الطَـوِيِّ الـدِلاءُ وَفَعَلنَـا بِهِـم كَمَا عَلِـمَ اللهُ ومَـا أَن للحَائِنِيـنَ دِمَــاءُ ثُمَّ حُجـراً أَعنَي ابنَ أُمِّ قَطَـامٍ وَلَـهُ فـَارِسِيَّـةٌ خَضــرَاءُ أَسَـدٌ فِي اللِقَاءِ وَردٌ هَمُـوسٌ وَرَبِيـعٌ إِن شَمَّـرَت غَبــرَاءُ وَفَكَكنَا غُلَّ امرِيِء القَيسِ عَنـهُ بَعـدَ مَا طَالَ حَبسُـهُ والعَنَـاءُ وَمَعَ الجَـونِ جَونِ آلِ بَنِي الأَوسِ عَتُـودٌ كَـأَنَّهـا دَفـــوَاءُ مَا جَزِعنَا تَحتَ العَجَاجَةِ إِذ وَلُّوا شِـلالاً وَإِذ تَلَظَّـى الصِــلاءُ وَأَقَـدنَاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالمُنـذِرِ كَـرهاً إِذ لا تُكَـالُ الدِمَــاءُ وأَتَينَـاهُمُ بِتِسعَـةِ أَمـــلاكٍ كِـرَامٍ أَسـلابُهُـم أَغــلاءُ وَوَلَـدنَا عَمـرو بنِ أُمِّ أنَـاسٍ مِن قَـرِيبٍ لَمَّـا أَتَانَا الحِبَـاءُ مِثلُهَـا تُخرِجُ النَصِيحةَ للقَـومِ فَـلاةٌ مِـن دُونِهَـا أَفــلاءُ فَاتْرُكُوا الطَيخَ والتَعَاشِي وَإِمّـا تَتَعَاشَـوا فَفِـي التَعَاشِي الـدَّاءُ وَاذكُرُوا حِلفَ ذِي المَجَازِ وَمَـا قُـدِّمَ فِيهِ العُهُـودُ وَالكُفَـلاءُ حَذَرَ الجَورِ وَالتَعدِّي وَهَل يَنقُضُ مَـا فِـي المَهَـارِقِ الأَهـوَاءُ وَاعلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُم فِي مَـا إِشتَرَطنَـا يَومَ إِختَلَفنَـا سَـوَاءُ عَنَنـاً بَاطِلاً وَظُلماً كَمَا تُعتَـرُ عَن حَجـرَةِ الرَبِيـضِ الظَّبَـاءُ أَعَلَينَـا جُنَـاحُ كِندَةَ أَن يَغنَـمَ غَـازِيهُـمُ وَمِنَّـا الجَـــزَاءُ أَم عَلَينَـا جَرَّى إيَادٍ كَمَا نِيـطَ بِـجَـوزِ المُحمَّـلِ الأَعبَــاءُ لَيـسَ منَّا المُضَـرَّبُونَ وَلا قَيــسٌ وَلا جَـندَلٌ وَلا الحَــــذَّاءُ أَم جَـنَايَا بَنِي عَتِيـقٍ فَـإِنَّـا مِنكُـم إِن غَـدَرتُـم بُــرَآءُ وَثَمَانُـونَ مِن تَمِيـمٍ بِأَيدِيهِـم رِمَـاحٌ صُـدُورُهُـنَّ القَضَـاءُ تَرَكُـوهُـم مُلَحَّبِيـنَ فَآبُـوا بِنَهـابٍ يَصَـمُّ مِنهَا الحُــدَاءُ أَم عَلَينَـا جَـرَّى حَنِيفَةَ أَمَّــا جَمَّعَـت مِن مُحَـارِبٍ غَبـرَاءُ أَم عَلَينَا جَـرَّى قُضَاعَةَ أَم لَيـسَ عَلَينَـا فِـي مَا جَـنَوا أَنــدَاءُ ثُمَّ جَاؤوا يَستَرجِعُونَ فَلَم تَرجِـع لَهُـم شَـامَـةٌ وَلا زَهـــرَاءُ لَم يُخَـلَّوا بَنِـي رِزَاحٍ بِبَرقَـاءِ نِطَـاعٍ لَهُـم عَلَيهُـم دُعَــاءُ ثُمَّ فَـاؤوا مِنهُم بِقَاصِمَةِ الظَّهـرِ وَلا يَبـرُدُ الغَلِيـلَ المَــــاءُ ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّقِ لا رَأَفَــةٌ وَلا إِبقَـــــاءُ وَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَى يَـومِ الحَيـارَينِ وَالبَـلاءُ بَــــلاءُ نبذة عن الشاعر: الحارث بن حلزة واسمه الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري، من عظماء قبيلة بكر بن وائل، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل «أفخر من الحارث بن حلزة»، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند (في 554 - 569 م) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين قبيلتي بكر وتغلب. توفي سنة 580 م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب. أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم.
|
| |||||||||||
| معلقة : امرؤ القيس قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ فَأَلْهَيْتُهَـ ا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــ لِ كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــل ِ غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّل ِ عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَه ُ سَدَّ فَرْجَـهُ بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ نبذة عن الشاعر : امرؤ ألقيس هو حندج بن حجر بن الحارث الكندي امرؤ ألقيس هو الاسم الذي عرف واشتهر به,فهو لقب لًقب به ويعني الرجل الشديد. ولد امرؤ ألقيس في نجد حوالي سنه 500م،ونشأ في أسرة ملك وسيادة وترف, فقد كان والده حجر ملكا على بني أسد وغطفان, ودام ملكه ما يقارب ستين عاماً. كان أصغر إخوته وعاش في كنف والده الملك, كما عاش أبناء الملوك في ذلك الزمان ، وتعلم الفروسية ووسائل النجدة والشجاعة, وكان كثير التردد على أخواله في بني تغلب, فتعلم الشعر من خاله الشاعر المشهور المهلهل, الذي كان على اطلاع ومعرفة بذكائه وتوقد ذهنه وطلاقه لسانه. |
| |||||||||||
| معلقة : زهير بن أبي سلمى أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـم ِ وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْ ـنِ كَأَنَّهَـا مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا أَلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ تَحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَـمِ وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ عَلَى كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْـأَمِ فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَ ا فَتَضْـرَمِ فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ نبذة عن الشاعر : هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح المزني من مزينة, ويعتبر من الثلاثة المتقدمين على الشعراء وهم إمرؤ القيس, وزهير والنابغة الذبياني. ولد عام 520 م ترجيحا في نجد وعاش بعد وفاة والده في كنف خاله بشامة بن الغدير في قبيلة غطفان وكان زهير قد تأثر من شعره وعلمه وخلقه وتتلمذ في الشعر كذلك على زوج أمه أوس بن حجر. تميز شعر زهير بالحكمة وكان لا يمدح أحداً إلا بما فيه, وروي أن زهيرًا كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة ثم يعرضها على الخواص, ثم يذيعها بعد ذلك وكانت تسمى الحوليات. كان أبوه شاعرا وكذلك كانت أختاه سلمى والخنساء وابناه بجير وكعب الذي أدرك الرسول-عليه الصلاة والسلام- ومدحه في قصيدة لامية مشهورة. عمر زهير طويلا وتوفي عام 608 م ترجيحا. |
| |||||||||||
| معلقة : طرفة بن العبد لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَي ْـنِ اسْتَكَنَّتَـا بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا كَمَكْحُـولَتَي ْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُه ُ كَفَّ مُجْمِـدِ سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ . |
| |||||||||||
| نبذة عن الشاعر : طرفة بن العبد هو عمرو بن العبد بن سفيان من بني ضبيعة بن بكر بن وائل وطرفة لقبه وأمه وردة وهي أخت الشاعر المتلمس وكان ل طرفه أخ اسمه معبد و أخوات أحداهن شاعرة اسمها الخرنق أما منازل قومه فكانت إقليم البحرين عاش بالفترة (86/539 م-60 ق.هـ/564 م) توفي والد طرفة عندما كان صغيرا فأبى اعمامه ان يقسموا له نصيبه من ارث أبيه وظلمو حقه فنشأ مع أمه في بؤس. اشترك طرفة في حرب البسوس وكان معاصرا لملك الحيرة عمرو بن هند وصديقا لاخيه عمرو بن مامة نادم عمرو بن هند زمنا ثم هجاه لما رأى من ظلمه فكتب الملك إلى عامله بالبحرين ان يقتل طرفة فسجنه ثم قتله وهو في نحو السادسة والعشرين من عمره. |
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() | ![]() |