مجالس الرويضة لكل العرب - مناحة النخيل/ هدى السعدي.

مناحة النخيل

شعر: هدى محمد السعدي/ الإمارات

اللون الأسمر يضحك مذلولا
والأنف المسلولُ كسيفٍ عربي
اليوم ينازعُ مسلولا
والأنف المسلولُ كسيفٍ
أفطسه الكولا...
** ** **
والسيف انسلّت منه دواعي الحيف
صارت .. صار ، غبار سلام أو ذرات هيولى
والشارب ٌُ مغبرٌ بتراب ِ الأرض
وجههٌ عربيٌ ، يحمل وجعي
اليوم أراه غريبا
اليوم أرى الذرات غياب
لمّعها القادم من خلف الشمس
بلعاب القادم عصر الأمس!
** ** **
وحقول الحنطة في بغداد
تتيمم بلهيب الشمس
ورذاذك دجلة ما أبهاهْ
بعيون فراشات الأمس
في سعف النخلات السمرا
لا يتواشج هذا التكييف العصريّ
وسيرتها الأولى .
** **
جدي في القبر أناديك
اللون كلونك يا جدي
وخطوطٌ في الوجه أناجيها
كرمال الصحراء
ترسمها الريح نشيدا
موجا أصفر ذهبيا محمرا
شفةٌُ سمراء
وعيونٌ شهلاء
ويمين تلتقط الخبز.... لكن يا جدي ،عند الغرباء
** ** **
حمورابي
يخلع شاربه
يلبس أقنعة ( الهيب هوب)
وباروكة (صوفيا لورين)
وحمائل (نهديْ مونيكا)
** ** **
عشتار
تلوح بالكأس
تراقص ذاك الجرذ القابع في الجحر الأبيض
وبعد السهرة تقبض شيكا
والحجاج الثالث والخمسون
يعلق أوسمة الشرف المفقود
على أكتاف الجيش القادم من أمريكا
وهنالك وجهٌ يرقبنا
يستعرب حتى نستغرب
ويقهقه لغباء المسرح
جذلاً .. معدوم الشفتين
** **
جدي ..
بغداد تنادي يا جدّي
وخطوط اللغز معمّاةٌ
وحروف النص مدمّاةٌ
وغضون جبينك ترسمها الأحقاب نشيجاً
يتموّج كالشعر الموشوم على خد الصحراء
والكون الأغبر ياجدي
زحلت فيه الشمس المخدوعة عن زحل ٍ
واحتل العقرب يا جدي
حجرات و برج العذراء
** **
يا وطني
يا حبي الأحلى والأغلى
يا مثلي الأعلى والأكبر
وطني
يا غيثاً بشر بالخصب
فجف فرات الألم النابض
لما أمطر
وطني
يا نخلاً لقحه الريح الغربي
فأطلع بين السعفات
مسوخ بني الأصفر
وطني
يا سجن عبيد
يا عشقهُ
يا مستحيله
ياوشماً في خد دليله
وسواراً في معصم عفراء
يا قُمْريّــاً في أحشائي
قد ختل الغاوون هديله
يا مهراً خلفه جدي
فاغتال الحساد صهيله
** **
عزلاءٌ .. ما عندي خنجر
لكني من أجل علاك
سأقتل نفسي يا وطني بسلاح ٍ أخطر
بمتاعب عشقك يا وطني وفنون هواك
ويا .. لقتيلين ، وكلٌ في خافق صاحبه يُقبر
فإذا جاء الوعد حبيبي
يُبعثُ كلٌّ من قلب الآخر
من أرحام الوطن القابع
في وطن الأرحام ..
الأخضر .
لن يفهمني غير ثراك
ودماء الأبطال الأطهر
لن يفهم أوجاع فؤادي
إلا صوت الغضب الأكبر
ولسوف نقاوم يا وطني
ولسوف نموت لكي تزهر
قسما بالله وبالأقصى
وبجرح النهرين ( الأحمر)
ستموتُ الغربان حبيبي
وغدا نثأر ....
نثأر ..... نثأر