| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||||||||
عدنان فرزات وتكسرت النصال
'شاعر اجير.. انتهازي.. منافق.. متملق.. طالب حكم'، على الرغم من كل هذه العبارات التي اطلقها عليه النقاد الشعراء والذين حاكموه في جريدة الحياة قبل ايام لكنه يظل.. المتنبي. الروائي عبده وازن بذكائه الثقافي، اثار صيفنا الممل بقضية احياها مجددا، فجعلها تحت عنوان 'شعراء الحداثة العربية يحاكمون المتنبي شاعر المتناقضات والانا'، بداية يحسب للصحيفة انها وضعت الموضوع كمادة رئيسية على صدر صفحتها الاولى في اهم ركن، وهو نادرا ما تفعله المطبوعات السياسية تجاه المادة الثقافية، وشارك في محاكمة المتنبي قضاة على درجة عالية من الشاعرية والنقد والثقافة، وبعضهم انصفه فعلا بما يليق وشاعرية من 'اسمعت كلماته من به صمم'، ولكن بعضهم الآخر ظلمه ايما ظلم، وهو ما يدعوني لأن اطلق مصطلحا جديدا على المتنبي لم يطلقه عليه احد من قبل، الا وهو 'المسكين'، واقول 'مسكينا' لأنه اولا ليس بيننا ليرد على منتقديه، ثم هو مسكين لأنه بعد كل هذه العملقة الشعرية يأتي زماننا المدان ابداعيا لينال منه! ولو كان المتنبي حيا لكنت قلت عمن نالوا منه 'مساكين' على الذي سيحصل لهم منه! فعلا شعرت بالاسى والحزن على المتنبي وهو يتلقى هذا الكم من 'النصال التي تكسرت على النصال'، ذلك ان اول ما يقع فيه نقادنا من اخطاء، هو انهم يربطون بين الحياة الشخصية والسياسية والاجتماعية للمبدع وحياته الابداعية،.. او يمزجون بين سلوكه الشخصي ونتاجه الادبي، ولو اخذنا هذه المعايير على اطلاقها لأسقطنا كتبا ودواوين شعر ومجموعات قصصية وروائية لا حصر لها من تاريخنا وحاضرنا بسبب ان اصحابها لم تعجبنا تصرفاتهم، او انهم كانوا ساعين للسلطة، او اقترفوا فعلا يعتبر بمفهوم المجتمع شائنا، وهو ما تنبه اليه سميح القاسم في رده حين قال 'اخشى الخلط بين الموقف السياسي والقضية الشعرية'، ولكن بعد ماذا قال ذلك؟ بعدما 'سلخ' جلد ابي الطيب نتيجة مواقفه السياسية، الا ان القاسم عاد وعدلها حين اعتبر ان المتنبي اكثر حداثة من مدعي حداثة اليوم، وحقيقة لا ادري ما العيب في ان يكون الشاعر باحثا عن مجد سياسي، بل على العكس بودنا ان يكون كل السياسيين من الطبقة المثقفة، فهذا الشاعر الفرنسي لامارتين كان رئيسا للوزراء، وكذلك دومينيك دوفيلبان والوزير محمود سامي البارودي، واسماء لا يتسع لها هذا البياض، ودعونا من 'كوة' حجمنا الحقيقي لإبداعنا المعاصر نتساءل: 'من نحن - اليوم - قياسا الى شاعرية المتنبي حتى نحاكمه؟!'، وما هي شاعريتنا التي تؤهلنا لأن نأخذ نفسا عميقا، ونسند ظهورنا الى المقعد في كاريزما مفتعلة لنقول: 'في الحقيقة نحن لا نشك في شاعرية المتنبي؟!'، في هذه اللحظات فعلا خشيت ان يرسل المتنبي قصيدة لإحدى المطبوعات فلا ينشرونها له لضعف مستواها.. او لخلل عروضي. في اواخر العصر العباسي وصلت الحضارة العربية الاسلامية الى اقصى درجات الترف، وصارت الحياة الاجتماعية آنذاك اقرب الى حياة الغرب اليوم في العلاقات السلوكية، وبالتالي فمن الطبيعي ان يكون النتاج الشعري والثقافي العام هو انعكاس للمرحلة التي خرج منها، اما على صعيد الانتهازية والنفاق فحياتنا اليوم ومجتمعاتنا الفارهة افرزت شعراء منافقين ودجالين ومتملقين، ويا ليتهم كانوا بشاعرية المتنبي لكنا غفرنا لهم، المشكلة الحقيقية ان النقاد والباحثين دأبوا بين الندوة والاخرى، وبين الكتاب والآخر على اقامة مثل هذه المحاكمات للمتنبي، التي ما يلبث ان يخرج منها.. براءة. عدنان فرزات صحافى وكاتب سورى
آخر تعديل محمود سليمان يوم
04-06-2007 في 08:10 PM. |
| |||||||||||
رد: عدنان فرزات وتكسرت النصال . . منذ بداية قرائتي للمقال وأنا أقول من هم حتى يحاكموا المتنبي؟ حتى وصلتُ هنا لأتنفس الصعداء 'من نحن - اليوم - قياسا الى شاعرية المتنبي حتى نحاكمه؟!'، وما هي شاعريتنا التي تؤهلنا لأن نأخذ نفسا عميقا، ونسند ظهورنا الى المقعد في كاريزما مفتعلة لنقول: 'في الحقيقة نحن لا نشك في شاعرية المتنبي؟! لكل عصر شعراءه وأُدباءه كلٌ يتميز بما هو له أما المتنبي فأعتبره شاعر زمانه وكل زمان أتى بعده.. أستاذي القدير محمود سليمان دائماً أسعد بمتصفحك فشكراً من القلب تحيتي .
|
| |||||||||||
رد: عدنان فرزات وتكسرت النصال محمود سليمان إنه المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس قديما و حديثا و إن دل فإنما يدل على مكانته رغم كيد المدعين كل الشكر لطرحك هذه القضية هنا و كل التحية لكاتب المقال دمتَ بكل الخير تحيتي و تقديري |
| |||||||||||
رد: عدنان فرزات وتكسرت النصال
مشكور اخي محمود على الموضوع الطيب عن ابوالطيب |
| |||||||||||
رد: عدنان فرزات وتكسرت النصال
محمود سليمان سلمت يمناك علي الطرح الجميل وتقبل مروري واعجابي لطرحك ودمت متالق في سما الرويضه
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من العربية . . ( 23 ) فرشاة الأسنان | خالد00 | حوار ومنطق | 10 | 09-07-2009 06:47 PM |
بعد تعدد شكاوي النساء عليه سقوط مقيم عربي يستدرج النساء ويبتزهن بصورهن | محمد | احتواء ما لا يحتوى | 8 | 05-11-2007 01:51 PM |
عدنان فرزات يكتب عن الخرساء التى تنطق بالذكريات | محمود سليمان | حكايات من الوجد | 3 | 17-08-2007 07:20 PM |
سلالات الخوف العربى كما رأها عدنان فرزات | محمود سليمان | حوار ومنطق | 6 | 03-05-2007 09:40 PM |