مجالس الرويضة لكل العرب

في قديم الزمان ملك عادل يحب الخير لرعيته ويخاف عليهم مثلما يخاف على أهله وفي صباح يوم جميل رزقه الله بولدين جميلين ففرح كثيراً ومرت السنوات واتى اليوم الذي يختار فيه ولياً للعهد من بعده وفي إحدى الليالي الهادئة جمع الملك ولديه وهم في الربيع العاشر وقال لهما :-

الملك : إن حياة الملوك هي الحياة نفسها التي يعيشها كل إنسان لا تطول ولا تقصر عندما يأتي اجلها واليوم أريد إن أوصي بمملكتي لأحدكما ولكن أريد أن اختار الأحسن من بينكما هل توافقان ؟

الولادان: نعم يا ملكنا وكيف ستختار.

الملك: فليذهب كل واحد منكم ويزرع شجرة ويعتني بها جيداً ومرت الأيام والسنين وأصبحا الولدان رجلين...واتت الساعة التي سيختار الملك ولي العهد.

الملك: يأمر باجتماع الرعية عند الشجرتين في الصباح... فاجتمعت الرعية عند الشجرتين.

الرعية : ماهاتين الشجرتين ؟ إنهما مختلفتان واحدة ذات ثمار كثير والثانية لا يوجد فيها ثمار ويبدو عليها المرض .

الملك : انظروا يااولادي إلى هاتين الشجرتين المختلفتين فليشر كل واحد منكم إلى شجرته .

الأولاد: أشار كل واحد منهما إلى شجرته .

الملك: متحدث مع صاحب الشجرة الغير مثمرة أتعرف لماذا ظهرت شجرتك بهذا الشكل ولم تظهر مثمرة وجميلة كشجرة أخيك.

الولد صاحب الشجرة الغير مثمرة : لا اعرف يامولاي .

الملك : ان الشجرة المثمرة أصبحت مثمرة بسبب العناية الفائقة التي بذلها أخيك أما شجرتك فأنها غير مثمرة بسبب عدم العناية الكافية وتركها بدون ماء لترتوي وان المملكة لا تحكم من قبل شخص مهمل بل بشخص مجد وحريص بعمله حتى تصبح كالشجرة المثمرة دائمة الخضرة.