مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   المسابقة الرمضانية (http://www.rwwwr.com/vb/f111.html)
-   -   السؤال الثاني (http://www.rwwwr.com/vb/t59833.html)

ضي القمر 27-07-2013 08:48 PM

السؤال الثاني
 
سؤال اليوم

ما العلاقة بين الثقافة والمجتمع والشخصية ؟

النتيجه تعلن في اخر المسابقه
بالتوفيق للجميع

سعد السبيعي 28-07-2013 06:28 AM

رد: السؤال الثاني
 


يستدعي الحديث عن الشخصية كمًا هائلاً من المعلومات والمتغيرات التي تكاد تكون خارج السيطرة بسبب كثرتها وتشعبها، ولهذا فإن المدخل البنيوي يعدّ من أجدى المداخل عند الحديث عن النمط والعلاقات. والحقيقة أن نظريات الشخصية المتعددة لاتستطيع فصل عنصر آخر وهو الثقافة عن مكوّنات أي نمط من أنماط الشخصية، وكان الجدل -عند الباحثين الأوائل- يدور حول هذه العلاقة ومدى أسبقية الثقافة وتأثيرها على تكوين الشخصية أو أسبقية الشخصية وقدرتها على صياغة الثقافة.

ولتناول فكرة موجزة عن ذلك الجدل لابد من التوضيح أننا أمام مضمونين (أو عنصرين): أحدهما ثقافي والآخر سيكولوجي. وترى بعض الدراسات أن التداخل بين هذين المضمونين أساسي، لهذا نجد الباحثة بندكيت (Benedict) تستخلص أن الثقافة والشخصية عبارة عن جانبين اثنين لحقيقة واحدة، بالانطلاق من أن طبيعة العلاقة بينهما تسير في اتجاه واحد: من الثقافة والمجتمع إلى الشخصية. وهذا الإسهام يبرهن على عملية التنشئة الاجتماعية التي يتمثّل فيها الفردُ الثقافةَ وهي بدورها تجعل كل مجتمع ينتج نموذجًا متميزًا من الشخصية، والنموذج عبارة عن إطار نظري من تنظيم عقلي متوافق يستطيع التكيّف مع متطلبات المجتمع الوظيفية والبنائية.

ويلاحظ أن مفهوم الشخصية -في رأي بندكيت- بمثابة النظير السيكولوجي لمفهوم الثقافة، مما يجعل هذا المفهوم يحتلّ وضعًا متوسطًا بين مفهوم الثقافة ومفهوم المجتمع. ويساعد هذا المفهوم على الإلمام بالتعالق بين معطيين يشرحان الظواهر الاجتماعية التي يطلق عليها الباحث تالكوت بارسونز (t Parsons Talcot) اسم "محافظ نمط النسق الفرعي للمجتمع".

ومن الذين يدمجون الثقافة بالشخصية الباحث رالف لينتون( Linton R. )إذ يرى أن عملية التنشئة الاجتماعية تتكون أساسًا من لعب دور ودمج ذلك الدور مع أدوار أخرى تمثل أنساقاً ثقافية، ليصل إلى تعريف للشخصية على أنها مجموعة من الأدوار. ويُعدّ مفهوم الشخصية عنده بمثابة بناء تصوّري يعني ضمنيًا نموذجًا للسلوك السائد في ثقافة ما.

كما سارت الباحثة الاجتماعية مارجريت ميد ( Mead Margaret)في الاتجاه ذاته ولكن بشكل تنقصه الدقة والتنظيم. فدراستها لعملية تربية الطفل تُقدّم مجموعة متباينة من الآراء حول موضوع كلاسيكي يتعلق بالثقافة والطبيعة، وتوصّلت إلى الجزم بأن الطبيعة الإنسانية هي في النهاية نتاج ثقافي. ويعاب عليها استخدام مصطلح "الطبيعة الإنسانية" لكونه غير متميز في الدلالة على الشخصية الإنسانية من جهة، و من جهة أخرى لغموضه في التعبير الدقيق عن مكوّنات يمكن قياسها. يضاف إلى ذلك عدم وجود معطيات يمكن العثور عليها للدلالة على صلة هذه الطبيعة الإنسانية العالمية بحاجات المرء الأساسية وأوجه نشاطه اليومي (مثل الطعام والجنس والنوم). ولهذا نجد "ميد" ترى أن خواص الذكورة والأنوثة سمات شخصية محددة ثقافيًا عند الجميع، والحقيقة أن ذلك لا ينطبق إلا على الجانب البيولوجي من التمييز بين الجنسين، لكنه لا يشمل الجانب الثقافي. وسبب قصور تعريفها يعود إلى أنها لم تُلقِ بالاً لدور العادات السائدة في المجتمع والأفكار وأساليب تربية الأطفال في تحديد هذه الأدوار بين الجنسين.

ما سبق من آراء يعطي الثقافة أولوية باعتبارها الوعاء الذي ينتج أنماط الشخصيات حتى جاء المحلل النفسي إبرهام كاردنير ( Gardiner A.)لينقد القول بأسبقية الثقافة على الشخصية وبأن العلاقة بينهما تسير في اتجاه واحد (من الثقافة إلى الشخصية). فهو يرى أن نظريات الشخصية والثقافة لم تتعمق في دراسة عملية تكوين الشخصية، ولهذا فقد فشلت في إدراك طبيعة العلاقة الحقيقة بين هذين العنصرين (أي:الثقافة والشخصية). ويؤكد على أن "الموقف الطفولي" يمثل فترة حاسمة في النمو العقلي للفرد. ويؤكد على أن العلاقات بين الطفل ووالديه ذات دلالة مهمّة من بين كل الظروف المؤثرة. واختار -من بين الجوانب الأساسية لهذا الموقف المعقد- الأسلوب المحدد الذي يُشبع به الوالدان رغبات الطفل (الحسيّة، والغذائية، والعاطفية)، ويتعاملان مع دوافعه العدوانية. وبيّن أن هذا الأسلوب يكشف عن البناء القاعدي لشخصية الفرد، لأنه يمثل النسق الأولي للأمن الانفعالي. فعلى سبيل المثال، إن كان الوالدان حنونين وغير ظالمين في تعاملهما مع بواعث الطفل ودوافعه الذاتية، فإن نسق الأمن الانفعالي سيكون إيجابيًا، فتتكامل شخصية الفرد حول مشاعر الأمن الأساسية المتمثلة في الصداقة والثقة. وفي المقابل، لو كان الوالدان أقل حنوا وغير متساهلين فإن نسق الأمن الانفعالي للطفل يكون سلبيًا ويتسبب في تكوّن صورة للعالم على أنه مكان عدواني يصعب العيش فيه.

صمت الأشتياق 28-07-2013 11:03 AM

رد: السؤال الثاني
 
هناك علاقة بين ثقافة المجتمع وشخصية المواطن الذي يعيش في إطاره. كما أن المواطن يولد داخل مجتمع ما فهو يولد أيضاً داخل ثقافة خاصة تشكل شخصيته، فالثقافة هي الإطار الأساس والوسط الذي تنمو فيه الشخصية، وهي التي تؤثر في أفكاره واتجاهاته وقيمه ومعلوماته ومهاراته وخبراته ودوافعه وطرق تعبيره عن انفعالاته ورغباته.

وتدل البحوث التربوية الانثروبولوجية على أن طابع الشخصية ذو علاقة وثيقة بنمط الثقافة التي تخضع له (الشخصية) أي إن الشخصية مرآة تعكس بصدق صورة الثقافة أو كما يقول (دوسن وجتيز) أن الشخصية ممثلة للثقافة التي نشأت فيها.

وفي هذه الحدود يمكننا أن نبرز أثر الثقافة في بناء الشخصية في جوانبها المتعددة على النحو التالي:

أولاً: أثر الثقافة في الناحية الجسمية:

إن الثقافة السائدة في مجتمع ما كثيراً ما تلزم الفرد على أعمال أو ممارسات قد تفيد أو تضر بالناحية الجسمية فمثلاً كانت العادة في الصين في بعض الطبقات أن تثني أصابع الطفلة الأنثى وتطوى تحت القدم، وتلبس حذاء يساعد على إيقاف نمو قدميها وتجعلها تمشي مشية خاصة، وكانت هذه المشية الخاصة من علامات الجمال، ومعنى ذلك أن الجماعة التي يعيش فيها الفرد والثقافة التي يترعرع فيها هما اللتان تحددان معايير الجمال، فبعض القبائل تعتبر السمنة من صفات الجمال والجاذبية والشاعر العربي القديم يقول :

خلاخيل النساء ولا أرى

لعزة خلخالا يجول ولا قلباً

ومن الثابت علمياً أن السمنة تضر بالجسم وتجعله عرضة للأمراض.. وثقافة الجماعة هي التي تحدد في كثير من الأحيان ميول الأفراد لبعض أنواع الأكل والشرب حتى ما كان منها ضاراً بالجسم، وأكبر دليل على ذلك حب بعض الأفراد للشاي والقهوة، فهذه كلها ميول مكتسبة من البيئة الثقافية، أي أنها ليست مقررة بالفطرة وحاجة الجسم الفسيولوجية.

ومما يبين لنا أثر الثقافة في الناحية الجسمية أيضاً ما يشيع عند بعض الجماعات البدائية من ممارسات مؤلمة ضارة بالجسم كالتجويع والتعطيش والتعذيب.

ثانياً: أثر الثقافة في الناحية العقلية:

لا جدال في أن الثقافة تؤثر في الناحية العقلية للشخصية، فالمواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها العقائد الدينية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك كما أن المواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها الخرافات الثقافية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك فمثلاً يعتقد أهل قبيلة (نافاهو) من قبائل الأريزونا الأمريكية أن العالم مشبع بقوى خفية يمكن للإنسان أن يعدل فيها بعض الشيء ولكنه على العموم خاضع له، كما ينظر الواحد منهم إلى القرابة على أنها قوة تؤدي إلى تثبيت نظام الكون، وهكذا تتدخل ثقافة الجماعة في مضمون أفكار الأفراد ومعتقداتهم وآمالهم ومخاوفهم وقيمهم.

ثالثاً: أثر الثقافة في الناحية المزاجية:

التكوين المزاجي كالتكوين الجسمي وكالقدرات العقلية، وهو يتضمن الاستعدادات الثابتة نسبياً والمبينة على ما لدى المواطن من طاقات انفعالية ودوافع غريزية يزود بها مع بداية طفولته والثقافة لها دور كبير في التأثير على الجانب المزاجي فتجعله يتشكل ويتنوع تبعاً لها وليس أدل على ذلك من الدراسة التي قامت بها (مرجريت ين) على قبيلة أرايش.

كما أن الثقافة تؤدي دوراً مؤثراً في تنمية الانفعالات، فسكان جزر اندامان في نيوزلاندا الجديدة يذرفون الدمع مدراراً عندما يتقابل الأصدقاء بعد غياب ويرد الياباني على تعنيف رئيسه له بابتسامة.

وتختلف ثقافات المجتمعات في التعبير عن الانفعالات في حالة الحزن، مثل المجتمع الصيني الذي له مؤلفات كثيرة تنص على كيفية التعبير اللائق عن الحزن ومن هذه مؤلف يسمى (دراسات لازمة للسيدات) جاء فيها (إذ مرض والدك أو والدتك فلا تبتعدي عن فراشه، وذوقي كل الأدوية بنفسك، تضرعي إلى الله لشفائه أو لشفائها، وإذا حدثت مصيبة فابكي بكاءً مراً).

رابعاً: أثر الثقافة في الناحية الخلقية:

كل ثقافة تحتوي على تيار أخلاقي بها، ينساق فيه المواطن متأثراً بالمعايير الأخلاقية السائدة من ناحية الخير والشر والحق والباطل والصواب والخطأ، وهذه المعايير نسبية تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، فالسرقة تعتبر من الجرائم في المجتمعات المتحضرة، ولكنها كانت مباحة في كثير من المجتمعات البدائية والقديمة حيث كانت تعتبر نوعاً من أنواع البطولة، فثقافة الاسبطريين كانت تنظر إلى السرقة كنوع من أنواع البطولة كذلك أكل اللحوم البشرية فإننا ننظر إليه على أنه سلوك حيواني بشع، ولكنه أمر مقبول وعادي عند بعض القبائل المتخلفة فمثلاً قبائل الشميس في الصين يأكلون أكباد الأعداء بعد قتلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الكبد مركز الشجاعة كذلك عند الغالة وهم سكان فرنسا الأصليين كان القتل مباحاً في بعض الأحوال فالمريض مثلاً كان يقتل وكذلك الفقير، كما أن ثقافة الإسكيمو تتيح لهم قتل المسنين من ناحية، ووأد البنات من ناحية أخرى.

وجملة القول أنه ثبت بالأدلة الانثروبولوجية أن كثيراً من الصفات الخلقية التي كان يردها علماء النفس إلى الفطرة والوراثة ترجع إلى حد كبير إلى فوارق ثقافية وعلى ذلك لم يعد صحيحاً القول بأن المرآة بطبيعتها طيعة وديعة وأن الرجل بطبيعته خشن ومسيطر ففي قبيلة (تشامبولي) في غينيا الجديدة يقوم الرجل بدور المرأة وتقوم المرأة بدور الرجل ولذلك تتصف النساء هناك بالخشونة والسيطرة بينما يتصف الرجل بالوداعة والسلبية وإذا ظهر بينهم رجل يميل إلى السيطرة فإنه يعتبر شاذاً وتأسيساً على هذا كله يمكننا أن نقرر أن الشخصية الإنسانية لا تنبت من فراغ مستقلة عما حولها، وليس من السهل الاستدلال على ذلك بإجراء التجارب لعزل الأطفال عن المجتمع عزلاً تاماً فهذه عملية غير إنسانية ولكن من حسن الحظ أن الصدف والأحداث الطارئة زودتنا بحالات شبه معملية قدمت لنا الدليل القاطع على أن الثقافة تصنع الشخصية

حواء 28-07-2013 09:11 PM

رد: السؤال الثاني
 
يستدعي الحديث عن الشخصية كمًا هائلاً من المعلومات والمتغيرات التي تكاد تكون خارج السيطرة بسبب كثرتها وتشعبها، ولهذا فإن المدخل البنيوي يعدّ من أجدى المداخل عند الحديث عن النمط والعلاقات. والحقيقة أن نظريات الشخصية المتعددة لاتستطيع فصل عنصر آخر وهو الثقافة عن مكوّنات أي نمط من أنماط الشخصية، وكان الجدل -عند الباحثين الأوائل- يدور حول هذه العلاقة ومدى أسبقية الثقافة وتأثيرها على تكوين الشخصية أو أسبقية الشخصية وقدرتها على صياغة الثقافة. ولتناول فكرة موجزة عن ذلك الجدل لابد من التوضيح أننا أمام مضمونين (أو عنصرين): أحدهما ثقافي والآخر سيكولوجي. وترى بعض الدراسات أن التداخل بين هذين المضمونين أساسي، لهذا نجد الباحثة بندكيت (Benedict) تستخلص أن الثقافة والشخصية عبارة عن جانبين اثنين لحقيقة واحدة، بالانطلاق من أن طبيعة العلاقة بينهما تسير في اتجاه واحد: من الثقافة والمجتمع إلى الشخصية. وهذا الإسهام يبرهن على عملية التنشئة الاجتماعية التي يتمثّل فيها الفردُ الثقافةَ وهي بدورها تجعل كل مجتمع ينتج نموذجًا متميزًا من الشخصية، والنموذج عبارة عن إطار نظري من تنظيم عقلي متوافق يستطيع التكيّف مع متطلبات المجتمع الوظيفية والبنائية.
ويلاحظ أن مفهوم الشخصية -في رأي بندكيت- بمثابة النظير السيكولوجي لمفهوم الثقافة، مما يجعل هذا المفهوم يحتلّ وضعًا متوسطًا بين مفهوم الثقافة ومفهوم المجتمع. ويساعد هذا المفهوم على الإلمام بالتعالق بين معطيين يشرحان الظواهر الاجتماعية التي يطلق عليها الباحث تالكوت بارسونز (t Parsons Talcot) اسم "محافظ نمط النسق الفرعي للمجتمع".
ومن الذين يدمجون الثقافة بالشخصية الباحث رالف لينتون( Linton R. )إذ يرى أن عملية التنشئة الاجتماعية تتكون أساسًا من لعب دور ودمج ذلك الدور مع أدوار أخرى تمثل أنساقاً ثقافية، ليصل إلى تعريف للشخصية على أنها مجموعة من الأدوار. ويُعدّ مفهوم الشخصية عنده بمثابة بناء تصوّري يعني ضمنيًا نموذجًا للسلوك السائد في ثقافة ما.
كما سارت الباحثة الاجتماعية مارجريت ميد ( Mead Margaret)في الاتجاه ذاته ولكن بشكل تنقصه الدقة والتنظيم. فدراستها لعملية تربية الطفل تُقدّم مجموعة متباينة من الآراء حول موضوع كلاسيكي يتعلق بالثقافة والطبيعة، وتوصّلت إلى الجزم بأن الطبيعة الإنسانية هي في النهاية نتاج ثقافي. ويعاب عليها استخدام مصطلح "الطبيعة الإنسانية" لكونه غير متميز في الدلالة على الشخصية الإنسانية من جهة، و من جهة أخرى لغموضه في التعبير الدقيق عن مكوّنات يمكن قياسها. يضاف إلى ذلك عدم وجود معطيات يمكن العثور عليها للدلالة على صلة هذه الطبيعة الإنسانية العالمية بحاجات المرء الأساسية وأوجه نشاطه اليومي (مثل الطعام والجنس والنوم). ولهذا نجد "ميد" ترى أن خواص الذكورة والأنوثة سمات شخصية محددة ثقافيًا عند الجميع، والحقيقة أن ذلك لا ينطبق إلا على الجانب البيولوجي من التمييز بين الجنسين، لكنه لا يشمل الجانب الثقافي. وسبب قصور تعريفها يعود إلى أنها لم تُلقِ بالاً لدور العادات السائدة في المجتمع والأفكار وأساليب تربية الأطفال في تحديد هذه الأدوار بين الجنسين.
ما سبق من آراء يعطي الثقافة أولوية باعتبارها الوعاء الذي ينتج أنماط الشخصيات حتى جاء المحلل النفسي إبرهام كاردنير ( Gardiner A.)لينقد القول بأسبقية الثقافة على الشخصية وبأن العلاقة بينهما تسير في اتجاه واحد (من الثقافة إلى الشخصية). فهو يرى أن نظريات الشخصية والثقافة لم تتعمق في دراسة عملية تكوين الشخصية، ولهذا فقد فشلت في إدراك طبيعة العلاقة الحقيقة بين هذين العنصرين (أي:الثقافة والشخصية). ويؤكد على أن "الموقف الطفولي" يمثل فترة حاسمة في النمو العقلي للفرد. ويؤكد على أن العلاقات بين الطفل ووالديه ذات دلالة مهمّة من بين كل الظروف المؤثرة. واختار -من بين الجوانب الأساسية لهذا الموقف المعقد- الأسلوب المحدد الذي يُشبع به الوالدان رغبات الطفل (الحسيّة، والغذائية، والعاطفية)، ويتعاملان مع دوافعه العدوانية. وبيّن أن هذا الأسلوب يكشف عن البناء القاعدي لشخصية الفرد، لأنه يمثل النسق الأولي للأمن الانفعالي. فعلى سبيل المثال، إن كان الوالدان حنونين وغير ظالمين في تعاملهما مع بواعث الطفل ودوافعه الذاتية، فإن نسق الأمن الانفعالي سيكون إيجابيًا، فتتكامل شخصية الفرد حول مشاعر الأمن الأساسية المتمثلة في الصداقة والثقة. وفي المقابل، لو كان الوالدان أقل حنوا وغير متساهلين فإن نسق الأمن الانفعالي للطفل يكون سلبيًا ويتسبب في تكوّن صورة للعالم على أنه مكان عدواني يصعب العيش فيه.


الساعة الآن 10:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w