مجالس الرويضة لكل العرب

يحكى ان احد الامراء مر على بهلول يوماً وهو جالس على إحدى المقابر

فقال له الامير معنفاً : يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟

فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجره ثم نادى على الامير بأعلى صوته :
"يا امير يا مجنون متى تعقل ؟ "

فأتى الامير تحت الشجره وهو على صهوة حصانه وقال له : أنا المجنون أم أنت الذي يجلس على المقابر !

فقال له بهلول : بل أنا عاقل !

قال الامير: وكيف ذلك ؟

قال بهلول : لأنى عرفت أن هذا زائل .. و أشار إلى قصر الامير و أن هذا باق وأشار إلى القبر ، فعمرت هذا قبل هذا ، و أما أنت فإنك قد عمرت هذا (يقصد قصره) وخربت هذا (يعني القبر) فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك لا محال ، وأردف قائلاً :فقل لي أينا المجنون ؟

فرجف قلب الامير من كلمات البهلول و بكى حتى بلل لحيته و هو يقول : " والله إنك لصادق"

ثم قال الامير: زدني يا بهلول

فقال بھلول : يكفيك كتاب الله فالزمه

قال الامير: " ألك حاجة فأقضيھا ؟ "
قال : البهلول : نعم ثلاث حاجات إن قضيتها شكرتك !
قال : فاطلب ،
قال : أن تزيد فى عمري
قال : لا اقدر
قال : أن تحميني من ملك الموت
قال : لا أقدر
قال : أن تدخلني الجنه وتبعدني عن النار
قال : لا أقدر
قال : فاعلم أنت مملوك ولست ملك ولاحاجة لي عندك !!

الخلاصة:
1- العاقل من تدبر امره و عرف غايته و عمل لذلك .. و الغافال من تاه فى الدنيا ففقد الغاية و اخطاء المسعى و المسعى

2- ليست دعوه لسكنى القبور او البعد عن الدنيا و لكن ان نجعل الاخرة دائما امام اعيننا ... لا نغفل عنها لانها لن تغفل عنا

3- ربنا اتنا فى الدنيا حسنة و فى الاخرة حسة و قنا عذاب النار

https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.n...09951891_n.jpg