مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   حكايات من الوجد (http://www.rwwwr.com/vb/f13.html)
-   -   سر الحياة (http://www.rwwwr.com/vb/t58915.html)

ضي القمر 05-05-2013 03:08 PM

سر الحياة
 
۩♥۩۩♥۩ سر الحياة ۩♥۩۩♥۩

يحكى انه كان في سالف العصر و الزمان ملك له ابن وحيد، و كان أميرا قويا شجاعا يتمتع بالذكاء الحاد

أراد الملك أن يعزز تجربة ابنه في الحياة فبعث به الى حكيم البلدة ليعلمه

سأل الامير الحكيم : علمني ما درب الحياة ؟ قال : كلماتي يمحوهن الزمن … كالريح تمحو خطواتك على الرمل … لكني سأكون لك ناصحا ، فاصغ الي جيدا .. على دربك ثلاثة ابواب على كل منه حكمة اوتيتها … تمعنها و كن بها عاملا … و لا تعقب وراءك ناكصا … فسيكون الندم لك مؤنسا، فلا تتردد و اقتحم كل باب متوكلا …. فالله خير ناصرا… عش كل تجربة بكامل جوارحك .. و ملئ قلبك … امض .. فالطريق امامك ... و اختفى الحكيم .

و بدأ صراع الأمير على الدرب …. و لم يلبث طويلا حتى وجد الامير نفسه امام باب كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير الدنيا ۩♥۩۩♥۩

فقال لنفسه : طالما حلمت بذلك فأمور كثيرة لا تعجبني وقد آن الأوان أن أغير

و اقتحم أول صراع له بملئ قوته و عنفوانه ، حبه للسيطرة و المثالية دفعته لفتح الأرض و التوسع فيها ، هيكل الحقيقة حسب رؤيته ، وجد في نفسه لذة المنتصر ، المسيطر … لكن غابت عنه حكمة المدبر.. و نسي أن الله هو المسير …. فقد تمكن من تغيير بعض الأمور ..لا كلها.

بعد سنوات التقي الأمير بالحكيم فسأله هذا الأخير : ماذا وجدت ؟ قال : تعلمت أمرا و غابت عني امور .. تعلمت أن أتحكم بما هو بيدي .. لا بما ينفلت مني. فأجاب الحكيم : جيد .. أذن استخدم قوتك .. في حيز قدرتك .. ولا تشغل نفسك بما لا طائل منه … فلا تزال الطريق طويلة أمامك … و اختفى الحكيم مجددا

بعد مدة وجد الأمير نفسه أمام باب ثاني كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير الاخرين ۩♥۩۩♥۩

فقال : طالما أردت ذلك ، فالآخرين هم حقا مصدر السعادة و الفرح و كل ما هو جميل في الحياة .. مثلما هم مصدر للألم و الحزن و الخوف … و علي أن أغيرهم

وأقتحم صراعه الثاني ضد كل ما يكره عند الآخرين .. حسب رؤيته … يلين شخصيتهم .. يجتث مساوئهم … يحاول تغييرهم بشتى الوسائل .. لكن

بعد سنوات وبينما هو منكب حول جدوى حربه لتغيير الآخرين اذ بالحكيم يظهر أمامه و يسأله : ماذا وجدت ؟ قال : تعلمت أن الآخرين ليسوا سببا لسعادتي و لا لتعاستي ، فهم فقط العامل الذي يكشفني لذاتي ... فأنا صانع السعادة و أنا صانع الحزن ، و الأمر أولا و آخرا لا يعود الا إلي .. إلي وحدي فأجاب الحكيم: صدقت … هذا جيد .. فالآخرون يكشفون لك شخصيتك … طباعك … محاسنها ومساوءها .. سعادتها و ألمها …. فكن شاكرا لمن لهم الفضل عليك في سعادتك …. و افعل بالمثل مع من هم سببا في حزنك و ألمك … فالحياة من خلالهم تعلمك … واختفى الحكيم


و أكمل الأمير مسيره فوجد الباب الثالث و الأخير كتب عليه:

۩♥۩۩♥۩ غير نفسك ۩♥۩۩♥۩

فقال في نفسه : ان كنت أنا .. أنا المسؤول الوحيد عن مشاكلي في الحياة ، فعلي أن أغير نفسي … وأقتحم الصراع الأكبر … مجاهدة النفس … انكب على طباعه ، حاول اكتشاف اخطاءه ، تصحيحها، تعديلها … قرر تغيير كل ما لم يكن يعجبه في شخصيته … كل ما لا يلائم نظرته للمثالية

و بعد سنوات من الصراع الداخلي ، الذي ذاق فيه الإخفاق و النجاح …. الخسران و الفلاح … يلتقي بالحكيم فيسأله : ماذا وجدت ؟ قال : وجدت أن في أنفسنا طباعا نستطيع تغييرها الى الأحسن ... و أخرى يصعب التغلب عليها .. جيد أجاب الحكيم لكني بت تعب من كل هذه الصراعات .. ألن تنتهي ؟ … متى يا ترى تسكن نفسي .. فالحياة قد أرهقتني …،

رد الحكيم : لا تقلق ، لا يزال لك معي امتحان أخير .. لم يبق لك الا القدر اليسير … لكن قبل ذلك، انظر خلفك … و تمعن في الطريق التي قطعتها وراءك

و اختفى الحكيم … نظر الشاب خلفه ، فتعجب من طول الطريق ، ولمح من بعيد … على خلفية الباب الأخير …. عبارة:

۩♥۩۩♥۩ تقبل نفسك ۩♥۩۩♥۩

استغرب الأمير الشاب ، إذ أنه لم يرى العبارة من قبل … فالصراع يجعل صاحبه أعمى ، و نظر حول الباب فأذ هو مقتول أمامه، كل ما رفضه من شخصيته، كل ما حاربه … .مساوءه …. مخاوفه …. حدود قدراته و مدى عجزه ..، أشباح الفشل التي كانت تلاحقه ، و تعلم أن يتقبلها كلها ، كيف ما كانت ، تعلم أن يحب ذاته ، الا يصدر الأحكام المسبقة عليها ، وأن لا يقارن نفسه بالآخرين …

يظهر الحكيم مجددا و يسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أن أتقبل ذاتي، كما هي، كاملة، و بلا شروط

أجاب الحكيم : جيد .. ها قد تعلمت الحكمة الأولى … واصل تخطى الأمير الباب الثالث و اذ به يلمح عبارة أخرى على الباب الثاني لم يرها من قبل

۩♥۩۩♥۩ تقبل الاخرين ۩♥۩۩♥۩

استغرب الأمير الشاب، إذ أنه لم ير العبارة سابقا …، نظر من حوله ، فعقل كل من رفضهم، كل من خالطهم، الذين أحبهم و الذين كرههم ، كل من ساندهم و كل من حاربهم … لكنه اليوم بات عاجزا عن رؤية عيوبهم .. تعلم أن يتقبلهم .. بكل بساطة.


و يظهر الحكيم من جديد و يسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أنني إذا تقبلت ذاتي و صالحتها ، لم يعد لي ما ألوم الآخرين عليه ، بل العكس تعلمت أن أتقبلهم كما هم و بلا شروط أجاب الحكيم : جيد .. ها قد تعلمت الحكمة الثانية ,… واصل

و يتخطى الأمير الباب الثاني … و يلمح من بعيد كتابة على الباب الأول لم يرها من قبل

۩♥۩۩♥۩ تقبل الدنيا ۩♥۩۩♥۩

فقال في نفسه: عبارة أخرى لم المحها سابقا …. ما أعماني عليها و راح يتأمل …. في تلك الدنيا التي أراد أن يملكها ، أن يغيرها، على طريقته ، ينسجها …. كم كانت رائعة … كم كان جميلا كل شئ من حوله … حتى الأمور التي لم تسر حسبما أراد باتت لصالحه …. فكل شي يحدث لحكمة نجهلها .. قدرها العليم الخبير بقدرته .

و يلتقي الأمير بالحكيم فيسأله : ماذا تعلمت ؟ قال : تعلمت أن الدنيا هي مرآة لذاتنا ، فذاتي لا ترى الدنيا بل ترى نفسها فيها ، فأن سعدت , أشرقت لها الدنيا بأحلى ما فيها ، و ان حزنت، انقلبت ظلمة و خابت فيها أمانيها … الدنيا .واقع و حقيقة .. وعلينا تقبلها كيف ما كانت …لقد تعلمت ان أتقبله،ا كاملة، و بلا شروط

أجاب الحكيم: جيد ها أنت في توافق مع ذاتك … مع الآخرين …. و مع الدنيا

ابتسم الأمير .. أخذ نفسا عميقا …. مع احساس بالطمأنينة ينتابه ، راحة غامرة تجتاحه ، وهدوء يرتسم على محياه

ويختم الحكيم قائلا: قد اتممت الاختبار و حققت الانتصار … الآن صرت قادرا على أن تتخطى درب الحياه … فسر في توفيق الله

الخلاصة:

۩۩♥۩ تعلموا ان تتقبلوا انفسكم .. ان تتقبلوا غيركم .. ان تتقبلوا الدنيا ۩♥۩۩[/font][/size]


الساعة الآن 03:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w