السر في نظرة الصالحين

_




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
وبعد:
قال بعض العارفين: ليس الرجل من يربيك لفظه ، بل الرجل من يربيك لحظه !
إذا كانت السلحفاة تربي أفراخها بالنظر كذلك الشيخ المربي يربي مريده بالنظر!
فالسلحفاة تبيض في البر وتتوجه إلى جانب النهر وتنظر إلى بيضها فيربيهم الله لها بنظرها إليهم ، فعندما تركز نظرها إلى البيض تشع من عينها حرارة تصل إلى البيض فيربى البيض حتى يفقس ، فيخرج من البيض أولادها، فتعيد النظر إلى أولادها فإذا ركزت عيونها عليهم تعلموا الحركة، وتنظر إليهم حتى يتعلموا المشي، وتنظر إليهم حتى تستكمل قواهم
فهذا نظر حيوان إلى حيوان فكيف بنظر أهل العرفان!! فإذا نظر اليك نظرة وهو في حضرة الرحمن ماذا تعد هذه النظرة ؟
اليوم يستكشفون أشعة تخرج من العيون بمجرد النظر لها تأثيرات ، وجاء في ذلك نظرة العين ، ((العائن ينظر فيؤثر شراً حتى يورد الجمل القدر والرجل القبر!))
فما دام نظر الحاسد يؤثر شراً ، فإن نظر الصالح يؤثر في الخير، فبإذن من الله قد يتحول حي إلى ميت بنظرة أهل الشر والحسد، وبإذنه تعالى أيضاً يتحول ميت قلب إلى حي بنظرةٍ من أهل الخير والعرفان
ونظرة منهم إن صحت على أحد
بعين ودٍ بإذن الله تحييه
وذلك أن الله تعالى إذا أراد أن ينظر بعين رحمته على أحد سلط عليه أحداً من أهل حضرته فنظر إليه بذلك النظر، فأهل حضرة الله عيون الله الرحيمة التي يرحم بها عباده .
وكثيراً ما تحصل هذه النظرات في مجالس الذكر وحضرات أهل الخشية وعند زيارات العارفين والصالحين عندما تزورهم وتأتيهم .
وإن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة إذا أصابت العبد منها نظرة سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً بل إذا تجلى ربك على أحد بنظره الخاص فلا ينظر إلى شيء بعين الرحمة ولا ينظر اليه شيء بعين المودة إلا سعد بإذن الله تعالى .
وقد أثبت لنا سر النظر وبركته في أحاديث كثيرة وفيها حديث البخاري((.... هل فيكم من رأى من رأى من صحب رسول الله))
من أجل الاتصال إلى ذلك الوجه
وفي وجه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عينان حضيتا بما لم يحضى به عين في السماء ولا في الأرض وقد رأى ربه ولم يره غيره في عالم الدنيا قط
فما أعجب عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.