| |||||||||||
حقيقة ايمان المؤمنين
ان الله سبحانه وتعالي يتقبل من الاعمال ما كان خالصا وابتغى به صاحبه وجهه وطلب منه رضاه يرفع اقدار المؤمنين العاملين بعلمهم وعملهم لصدقهم في القول واخلاصهم في العمل قال تعالى ( انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون ) هذه الاية الكريمة وصف من الله سبحانه وتعالي لاحبابه باعظم صفة وهي الايمان واثني عليهم بالصدق لانهم قرنوا ايمانهم بالجهاد والبذل الذي دل على حب خالص ويقين صادق ان الايمان من حيث الحقيقة والمعنى نور يقذفه الله في قلب العبد فيتسع له الصدر وينشرح وعلامة ذلك كما ورد عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ( التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود والاستعداد للموت قبل النزول ) هذا النور الذي ينقدم في القلب تتجلى فيه حقيقة الايمان وتظهر فحواه من حيث انه اعتقاد جازم لا تحوم حوله الشكوك ولا يساور صاحبه الريب والخيال والوهم وانما عقيدة حقه عن تسليم وتصديق لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه وتعالي الواحد الاحد المتفرد بصفاته الموصوف بكمالاته العلية في ذاته واسمائه وصفاته كان ولا شي معه ولم يزل ولا شيء معه القاهر فوق كل شي واقرب للشي من الشي حيث وصف ذاته بذاته فقال ( ليس كمثله شي وهو السميع البصير ) ان عباد الله قلوبهم اوعية للايمان فقلوب العارفين وعاء للمعارف الالهية والمواهب اللدنية باشر اليقين الحق قلوبهم فكانوا شموسا في سماء الدلالة على الله وقلوب الزاهدين وعاء للغني بالله والثقة بما عند الله وايثار الاجل الباقي على العاجل الفاني وفيهم يقول الامام ابو العزائم رضي الله عنه زهدوا ففازوا بتوفيق وصح لهم ـــ لصدقهم نور ما عملوا وما قالوا نالوا الهداية والاقبال فانشرحت ـــ صدورهم لم يكن للقوم اثقال وقلوب الفقراء الصادقين وعاء للقناعة والرضا باليسير تركوا الكثير من الحلال مخافة الوقوع في واحد من الحرام يبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( طوبى لمن بات حاجا واصبح غازيا قيل من يا رسول الله قال مستور متعفف ذو عيال راض باليسير من الدنيا يدخل على اهله ضاحكا ويخرج عنهم ضاحكا والذي نفس محمد بيده لهم الحاجون الفارون في سبيل الله ) وقلوب العلماء العاملين جملها الله بالخشية فلبسوا حلل الذل والانكسار لعلمهم بانفسهم في الحال والمآل الحق معالم بين اعينهم لا يخافون في الله لومة لائم ودليلهم كتاب ربهم وهديهم سنة نبيهم ان نطقوا نطقوا لمرضاته نظرهم عبرة وصمتهم فكرة اقام الله بهم الحجة وبين بهم طريق المحجة هؤلاء المؤمنون صبوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغاروا عليهم اشد الغيرة فما روي عن الاوزاعي رضي الله عنه ان مجلسه كان يحضره الالاف من الناس فمر رجل وقال والله ما شهدت هذا المجلس لابي هريرة رضي الله عنه فسمعه الامام الاوزاعي فقام من مجلسه وعزم على الا يعود اليه طول حياته غيرة منه على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حقيقة الايمان علم وعمل وكلاهما كوجهي العملة لا ينقصان لان وعاء يحمل علما ولسانا ينطق به دون عمل فهو مردود على صاحبه لان علمه لا يتجاوز الاذان اما اذا كان هذا العلم متوجا بتاج العمل والاخلاص فهو ينفذ الى الجنان ولله در من قال في فضل هذا العلم العلم يحيي قلوب العابدين كما ــ تحيا البلاد اذا ما مسها المطر والعلم يجلو العمي عن قلب صاحبه ــ كما يجلي سواد الظلمة القمر ( منقول )
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ام المؤمنين | عصوومه | روحانيات | 11 | 04-12-2009 09:19 PM |
حلى قهوه ادمان اكيد بتتميزين فيه وتبغين تاكلينه من الصوره | محمد | من صُنعِ يديها | 22 | 19-08-2009 07:41 AM |
هل أنت من المؤمنين ؟ | محمد | روحانيات | 23 | 15-11-2007 11:45 PM |