مجالس الرويضة لكل العرب - تحقيق مهم لـ (مسابقة مجالس الرويضة )

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)

- حوار ومنطق (http://www.rwwwr.com/vb/f6.html)

تحقيق مهم لـ (مسابقة مجالس الرويضة )


	المشهد الثقافى فى الشارع العربى

من شيوع ثقافة الإحباط .. إلى الركود
هل ظلم المكــان المثقف العربى؟

تحقيق / محمود سليمان

** فتحى عبد السميع : المكان أقوى فى مواجهته لأي تجديد .
* شيوع ثقافة الإحباط والإدارة الثقافية لا تؤدى دورها .

** عبد الجواد خفاجى : كيف لشاب عاطل ومحروم من مطالبه البيولوجية الملحة أن تطالبه أن يكون مثقفا أو مهتما أو باحثا عن الثقافة , والركود انعكاس طبيعى للأزمات الاقتصادية المستفحلة فى هذا المجتمع .

* نجوى شمعون : المشهد الثقافي مرآة لواقع دموي
** القصيدة تتفجر في الطرقات وتلق بنفسها قرب جثث الأطفال في قانا والقصيدة حجر تلق بروحها في المشهد الثقافي صارخةً .... تعال

** عبد المالك البعيادى : حالة الركود الثقافى الذى نعانى منها فهى نتيجة لمشاكل جديدة فى الشارع
العربى بدأت تظهر وبدأ المبدع معها متحرراً من كل شىء حتى من الشكل والإسلوب_______________ _

بعيدا عن العاصفة ومغريات الحرب ودخانها إلى هدوء الأدب والثقافة إلى صوت القلم صوت مثقفين العالم العربى ،عالم الإبداع والكلمة الوسيعة والممتدة
يظل للمثقف العربى مكانا بارزا ومهما على جميع المستويات الثقافية والإجتماعية والسياسية العالمية بما يشكل من ثقافة لا حدود لها وأبناء قادرين على ملء المشهد الثقافى , وإذا كان الشارع العربى يمر حاليا بحالة من الركود الثقافى فلا بد من الحديث إلى الأدباء أنفسهم ومعرفة أسباب التراجع وما يتملكهم من إحباطات لا تؤدى إلى إنجاز العمل الإبداعي والثقافى .
* فى البداية يقول الشاعر ( فتحى عبد السميع ) والمشرف الثقافى بإحدى الصحف الاقليمية .
إن المؤسسة الثقافية المنوط بها تنمية الواقع الثقافى غير مؤدية لهذا الدور لذلك يظل الواقع ثقافيا مهمشاً بعيدا عن الناس ويصبح الركود واقعا موجودا لأسباب عدة ومتعلقة بتلك المؤسسات فالروتين الشديد أهم معوقات العمل الثقافى , إعداد ندوة يحتاج لخطة وسلسلة من العمليات ومرورها على أكثر من موظف وفى النهاية بعد شد وجذب وحسابات قد لا تتم الندوة ثم بعد ذلك غياب الكوادر الثقافية القادرة على إنجاز العمل الثقافى وتهيئته بما يتلاءم مع كل من المبدع وجمهور المتلقى وهناك منطقة مهمة جدا فى علامات الركود الثقافى فى الشارع العربى وهى شيوع ثقافة الإحباط , وكل كتابة جديدة محاربة والكتاب المتجددين محاربون بشكل مضاعف عن غيرهم وبسبب الإنغلاق تظهر الصعوبات .
المكان :-

مظاهر الثقافة متشعبة ولا مجال للخوض فيها الآن ولكن مظاهر ثقافية كثيرة ظهرت وعلى فترات متباعدة لم تجد طريقها للشارع العربى وذلك لظروف المكان , والمكان عندنا أقوى فى مواجهته لأي تجديد ثقافى عن غيره . فإذا نظرنا مثلا لحركة المسرح سوف نجد المشكلة فى الإدارة الثقافية بالدرجة الأولى فعمل مسرحى يصرف عليه لكى يعرض على لجنة ويذهب فى طى النسيان أليس من الأجدى أن تعرض هذه الأعمال بصفة مستمرة لتبقى نوعا من الحراك الثقافى فى المسرح مثلا ثم إذا نظرنا إلى دور السينما كرافد من روافد الثقافة لا نجد لها دور ومن المحزن أن ترى مدينة بلا مكتبة ودور سينما ومسرح .
صدقنى هناك موات فى الحركة الثقافية عامة وكلما توغلت ازداد الظلام .

اما ( عبد الجواد خفاجى ) ناقد وروائى مصرى

أن المجتمع يمر بحالة من غربة الثقافة فالثقافة تبدو غريبة أو نفاية أو شئ زائد عن الحد .
لان هناك مطالب بيولوجية لدى الجمهور غير متوفرة فكيف يبحث ليصبح البحث عن الثقافة ترف فى وضع متردى اقتصاديا , كيف لشاب عاطل ومحروم من مطالبه البيولوجية الملحة أن أطالبه أن يكون مثقفا أو باحثا عن الثقافة أو يحترمها ،الركود الثقافى انعكاس طبيعى للأزمات الاقتصادية المستفحلة فى هذا المجتمع والركود الاقتصادي أكثر من غيره هنا والركود انعكاس حالة عامة ولا أنفى أن المؤسسات الثقافية فى العالم العربى مشلولة تماما ولا دور لها وجزء من الواقع الثقافى المتردى ولا يؤمن بها الجمهور ولا حاجة له بها لكنها هيكل شكلى لابد من وجوده والمثقف مثل الدابة التى تبحث عن ملء بطنها من مصادر مختلفة .
الشاعرة الفلسطينية ( نجوى شمعون) تؤكد

بالتأكيد نعيش حالة من الإحباط وإن تكن حالات من الإحباطات والخسائر المتوالية بعد ضرب لبنان والمجازر التي ارتكبت على يد الصهاينة فقرى بأكملها نزح أهلها لمناطق أخرى أوضح ذلك كله مدى المأساة والكارثة التي يعيشها العرب في ظل نظام عالمي مستبد ورؤساء عرب لم تحركهم جثث الأطفال في فلسطين ولبنان شعورنا بالعجز عن ردع القاتل زاد من الإحباط والقهر الذي نعيشه فالواقع الثقافي لا يتجزأ بمعزل عن واقعنا السياسي والاجتماعي وغيره..
فالواقع الثقافي يعيش أزمة ما بين كونك كاتباً محارباً على الأوراق وبين الواقع المفروض علينا كعرب ..إحساسنا بالعجز وعدم القدرة على الردع بصورة واضحة وقوية ترد المعتدي، يجعلنا في حالة خسران لذواتنا المبدعة والواقع الثقافي ينحسر بين جمهور متعب نازف وبين نصوص تتفجر وأزمات توالت أثناء وبعد الحرب على لبنان فالحرب على لبنان ألقت بظلالها وذلك لاتساع الاتجاه لدول مجاورة من جهة ومن جهة أخرى أعداد الضحايا والأطفال والنازحين والبنايات المدمرة برد لا يتكافأ مع السبب في الحرب رغم أنها مبيتة وفي كل الأحوال دمنا ينزف في كل اتجاه .
وبرأيي المشهد الثقافي سيزدهر وسيخرج من حالات الإحباط المزدوجة لأن الكاتب يؤمن بأن القلم رصاصة في صدر المحتل وبأن المشهد نفسه عبارة عن رسائل ملغمة بصور الأبرياء والضحايا ويؤمن أيضاً أن في الحياة متسع للفرح رغم القتل

يرى المثقف المغربى / (عبد المالك العيادى )" سيدى قاسم" ... فيقول

هناك نهضة ثقافية وتحديدا عند الشباب خاصةً بعد الإفرازات السياسية التى يمربها العالم العربى أم حالة الركود الثقافى فهى نتيجة لمشاكل جديدة فى الشارع العربى بدأت تظهر وبدأ المبدع معها متحرراً من كل شىء حتى من الشكل والإسلوب ، فبعد حرب لبنان مثلاً تغيرت أشياء كثيرة ولم يعد الشبح المخيف الذى كانت تشكله اسرائيل
الكل يتوقع فجوة وهذه الفجوة تنعكس بشكل ما على المجتمع وتصب فى صالحه لأن المثقف العربى لم يتحرر بعد قبل هذه الحرب ولم يكن له هذه القدرة فكان مكبوتاً من جانب الحكومات والأنظمة لأن حرية المبدع الكاملة غالبا ما تكون ثورة على الظلم والنظام فى أى مكان
نحن نعانى بلا شك وإلى الآن من إكراهات عديدة تتمثل فى الأمية وعدم جودة المقروء ، ثم أن المؤسسات الثقافية فى بلداننا العربية إدارات هيكلية حتى وإن قامت ببعض التحركات فهى تحركات لا ترقى إلى المستوى المطلوب
العامل الإقتصادىالعامل الإقتصادى حجة كبيرة فهناك بلدان عربية لها اقتصاد
قوى لكن المستوى الثقافى ودور المؤسسات بها لا يرقى الى المستوى الإقتصادى أبداً وإن كانت هذه الدول تحدو طريق أعمق لثقل العملية الثقافية
المثقف فى المغرب المثقف فى المغرب يخطو خطوات جد واسعة ومتقدمة لأن الوزارة المعنية بالشباب والثقافة يترأسها ويعمل عليها مثقفون ومبدعون حققوا إنجازات مهمة
وهناك مزيداً من الإبداع فى المغرب ومزيدا من المبدعين ، كذلك الحركة الثقافية الآن حركة لم نألفها من قبل فهى متوهجة وغزيرة مترامية وخاصةً فى مجال النقد

ولنا كلمة
هكذا كانت رؤية بعض المبدعين ويظل السؤال . هل يملك المثقف العربى آليات جديدة للإبداع ؟ وهل يستطيع ذلك المثقف خلق آليات لتحطيم حالة من الركود, أم يظل الركود واقعا موجودا فى الشارع الثقافىالعربى ؟