لا يعرف الفرق بين . . الأمير والفقير

عَرّفتُه بنفسي .. وذكرّتُه بي

لكنه تجاهلني وجاملني بجفاء

تخفف عنه زوجته .. بابتسامة

- اعذره قد يكون أنساه الزمان

درس في الخارج ..وتولى مناصب ..واشغلته الحياة

رد عليها .. وهو يلعق أصابعه بعد وجبة الغداء في بيتهما المتواضع

- الرجل تذكرني .. لكنه لا يريدني

ولن أعود إليه مرة أخرى

استند إلى الجدار ماداً يده اليمنى على ركبته

ثم نظر إلى السقف مع تنهيده طويلة

- لو أكملت دراستي وكانت لي وظيفة مرموقة

لتذكر هذا الجافي ..خفايا طفولتنا وزوايا مراهقتنا

لكن دعيني منه ..

اعتذرت الزوجة .. وهي تلملم أطراف سفرة الأكل البلاستيكية

وتلفها على صحن الأرز الفارغ

- حسبته لم يتغير

ولم أتوقع أن العلم والمنصب تعميانه عن أيام الطفولة

تربع الرجل وهو يدلك بشماله .. قدمه المتعبة

وجم قليلاً ..ثم اندفع بكلماته

- سأخبركِ عن أكثر من رأته عيني يقدم لي الاحترام

والله العظيم .. أنه يقدرني كما يقدر الوزير في وزارتنا

ولا يفضله عليّ في شيء

- الزوجة . . سبحان الله !

- كلما رآني .. تحركت أساريره وفتح صدره

ولم يعد إلى مكانه حتى انصرف

و لو أطلت الوقوف أو كررت العودة إليه

ويستقبلني كما يودعني

والله ماتغير في يوم من الأيام ولا تشاغل عني

أو قدم مسؤول او أهتم به أكثر مني

- الزوجة . . سبحان الله !

يكمل الرجل وسوف تذهبين معي .. لتري بنفسك

- الزوجة بلهفة .. أنا .. كيف ؟

- الزوج بهدوء . . الليلة

تهمس بحياء مع ابتسامة .. لا أريده أن يراني

- سأجعلك في مكان ترينه ولا يراك

وفي المساء .. استقل الزوجان سيارتهما القديمة

الزوجة بحماس وهي تصلح نقابها .. لا أريده أن يراني أو يرى سيارتنا المتهالكة

- لا عليك .. فمعدنه لا يتغير بالمظاهر ولا يأبه للمستويات

أوقف الرجل السيارة في مكان مناسب للرؤية

- من هنا سوف تشاهدين . . كل شيء

تقدم الرجل نحو مبنى الوزارة الذي يستقبل في هذا الوقت الموظفين خارج وقت الدوام

الزوجة تراقب بلهفة لترى ذلك الغريب

في زمن قل الاهتمام بعامة الناس وأصبح الاحترام بالتصنيف

والتقدير بالمناصب والأموال

مشى الرجل بخطوات واثقة وهو يلتفت إلى زوجته مبتسماً

ليتأكد أنها تتابعه بنظراتها

الزوجة تتطاول في المقعد ويكاد رأسها يصطدم بزجاج السيارة الأمامي

وقبل أن يدخل الوزارة .. تأخر قليلاً حتى لا يدخل معه أحد

ثم لوح بيده ..لزوجته .. ودخل باب الوزارة

أمضى وقتاً قصيراً ..

ثم خرج عائداً .. إلى السيارة

زوجته .. تشير بيدها قبل أن يصل ..مستفهمة عن سبب عودته

- هل أخبروك أنه لم يأتي

- الزوج .. ألم ترينه .. كيف لم تريه

- أين لم أرى أحداً !

- إنه الباب الزجاجي .. الباب الكهربائي ..

ألم تشاهدي .. كيف انتفض عندما أقبلت عليه وانفتح على مصراعيه

إنه يعاملني نفس المعاملة التي يعامل بها الوزير و المدراء في الوزارة

وجميع العاملين والمراجعين لايفرق بين أحد منهم

لم يخذلني في يوم من الأيام أو ينشغل بمسؤول أو يهتم به أو يقدمه علي

الزوجة .. ترمي برأسها على المقعد بقوة

جعلت فتحات النقاب ترتفع عن عينيها إلى جبينها

- يا ااه .. كدت أصدق

أن أرى إنساناً يعامل الناس سواسية

ولا يصنفهم حسب مراتبهم المادية

الزوج وهو يلف مقود السيارة بحدة .. دون أن يلتفت إليها

- صدقيني .. لن تري من يفعل ذلك سوى الباب الكهربائي

اخوي خالد

اسلوبك في الطرح مشوق وممتع
سجل اعجابي بما تكتبه دائماً


تحياتي

ههههههههههههههه

عذرا اخوي حالد

قصة مشوقة جدا

لاكن الباب الكهربائي قد يكون ليس ليس الوحيد فهناك ايضا غيره وان كانوا قلة

اشكر طرحك

رحال زنية

شرفني .. حضورك الكريم

شكراً .. بلا حدود

تربوي فعال

الباب الكهربائي .. رمزية

تضم الكثير من الجمادات التي لا تصنف الناس حسب حواشي شخصياتهم

أشكرك .. وأحييك

مت بكل خير