الأخوة سيناريو حزين

:: مــــدخــــل :: معني الاخــــوة في الله : هي رباط ايماني يقوم على منهج الله , ينبثق من التقوى ويرتكز على الاعتصام بحبل الله ,وهي صفة ملازمة للايمان , وخصلة مرافقة للتقوى ,اذ لااخوة بدون ايمان ولا ايمان بدون اخوة ,قال تعالى (انما المؤمنون اخوة ) :: الأخـــــــــــ ـــوة الضائعه :: - كم هي رائعة تلكـ الكلمة .. ويزيد من روعتها أنها نادرة الوجود .. قلّما تجدها في هذا الوقت .. كم رددّناها :: كلنا أخوة :: .. كم قلناها :: يا أخي :: مرارا وتكرارا.. كم سمعناها :” حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” وكم ترددت على مسامعنا .. - (تذكر) حين قلناها وتعاهدنا ان تستمر إلى أن يفرقنا الموت .. ؟! -(تذكر) حين أنشأنا (قواعد) الأخوة بيننا واتفقنا على إكمال البنيان .. ؟! - (تذكر) تلكـ الرحلة التي استمتعنا فيها سوياً .. لعبنا .. استفدنا .. وكان بعضنا مكمل للبعض الآخر ؟! - (تذكر) تلكـ الكرة التي نداعبها والكل فرحان .. وغيرنا يلعبها وتنتهي لعبتهم بالخصام ..؟! -(تذكر) جلستنا في آخر المسجد ونحن نقلب صفحات القرآن وقلوبنا غامرة بالسعادة ..؟! -(تذكر) حين قابلتك بوجه مليء بالـعتاب عليكـ لأنكـ قصرت في أمر من أمور دينكـ ..؟! ولكـ أن تحلق في سحابة ذكرياتنا وتتذكر المواقف صغيرها وكبيرها .. والان دعني احكي لك القصة بشكل آخر .. تحذير أمني : اربط حزام (عقلك) لكي لا يطير من هول ما ستقرأه .. فأكون قد تسببت في وفاتكـ ومن ثم يتم تصنيف مقالي من أسباب وقوع الحوادث والوفيات .. وتكون هنالك مخالفة مرورية لكل شخص يقرأ مقالاتي !! إضاءة : هذا التحذير ينطبق في حال كان لديكـ استشعاراُ عميقاُ لمعنى الأخوة .. القصة باختصار يا عزيزي .. “تحكي كيف أننا بنينا بيت أخوتنا وماذا حصل له بعد ذلك “ في ذلك اليوم الهاديء -المذكور سلفا- اتفقنا على وضع قواعد أخوتنا والبدء بالبناء .. فعلاً تم البدء بالبناء وبدأ البناء من المسجد وما اجمله من بناء حين بنينا أخوتنا على طاعة الله .. ولكني أرى في اعتقادي أن (العامل*) الذي قام ببناء الاساس والقاعده لم يكن مخلصاً في عمله .. أترى أنت ذلك ؟؟ تطور البناء يوما بعد يوم وكلما تطور زادت لبنات الأخوة حتى تصبح أقوى وأقوى .. ومررنا بعدة ابتلاءات اثناء البناء وهو شيء طبيعي بالنسبة لأي بناء في وقتنا الحالي .. فالشخص حينما يبني منزله تجده لا يكاد ينتهي إلا وقد غطى الشيب رأسه من هول ما واجهه اثناء البناء .. أما في مسألة الاخوة فتجد أن البلاء أكبر والناس (ما تخلي أحد في حاله) .. من شخص يحاول أن يفتن .. وآخر يتقطع قلبه حقدا لما بيننا من أخوة .. وثالث بدأ قلبه ينزف قيحا مما يضمره علينا من كراهية .. ورابع تركـ دينه ودنياه وانشغل بمراقبتنا .. (ومن راقب الناس مات هما) .. وخامس قد افتتح مؤسسة انتاج خزعبلات واكاذيب لاصدار اكاذيبه على اخوتنا .. وسادس يرقد بالمشفى بعد أن إلتهم اظفاره لا شعوريا مما اصابه من القهر لاجل اخوتنا .. وسابع من شدة غيظه تعلم التفحيط لينفس عما يدور في نفسه .. وثامن يبكي في حضن أمه ويوهمها بأنه مصاب بنظرة او مس او عين ليخفي سبب بكاءه وهو في الأصل (ما فيه شيء زين عشان أحد يعينه) !! .. وغيرهم كثر .. ممن تركوا انفسهم واشتغلوا بغيرهم .. ومن هنا انصحهم بان ينتبهوا لأنفسهم فهم على شفا حفره قد تهوي بهم في أقرب( مزبلة) للتاريخ بلا أسف .. هل رأيت كيف أن اخوتنا بهذا القدر من الأهمية لدى الناس .. عجيبة هذه الأخوة .. نعود إلى ما بنيناه .. فعلا انتهينا من البناء وأصبحنا أكثر من أشقاء (الأخوة من الام والاب) .. ماذا حصل بعد هذا كله ؟؟ آه .. دعني أنزف آهاتي على أخوتنا .. في يوم عدت إلى البيت الذي بنيناه وفيه أخوتنا .. وجدت الناس قد اجتمعت .. فأبديت الاستغراب من وجودهم .. وكانت الطامة حين جائني أحدهم وفاجئني بقوله ” أحسن الله (عزاك)” .. فاستغربت واندهشت وتحطمت (نفسيتي) .. وكنت أتسائل .. هل مات فلان فعلا ؟!!!!! فجائني الرد الأدهى والأمرّ الذي قصف ما بقي في قلبي من أمل .. ” بل الأخوة بينكم ماتت ” .. واهولها من كلمة .. مسكت رأسي وجلست على الأرض غير مصدق .. ومر أمام ناظريّ شريط ذكرني بأخوتنا .. (وين) كلمتنا أنها ستسمر ولن يفرق بيننا إلا الموت ؟؟؟ لحظة .. صح ما يفرق بيننا إلا الموت .. (ايوه) صح فعلا .. نحن من غبائنا لم نكمل الجملة فقلناها ناقصة .. الجملة الصحيحة (ستسمر أخوتنا إلا أن أموت أو تموت أو تموت اخوتنا).. وفعلا ماتت اخوتنا … رحمك الله يا (الاخوة) .. العجيب في الامر أني ذهبت بطريق وذهبت أنت بطريق .. وقام الناس بتشييع (الأخوة) .. وكنا نحن اكثر الجاحدين لها بعد موتها .. رحمك الله يا (الاخوة) .. :: مــــخرج :: أسْوَأُ ما في الكريم أن يَكُفَّ عنك خَيْرَه ، وخَيْرُ ما في اللئيم أن يَكُفَّ عنك شَرَّه