عندما يــرحـــلــووون

موضوع استوقفني كثيراً وهو رحيل انسان ولا نجد ذكره الا بعد رحيله

فجميعنا نعي عظمة ذلك الشخص ولكن نتجاهله يعاني بمفرده

لانذكره الا بالشئ البسيط ولاننتبه لتواجده بيننا اناس كثيره تحدثنا عنها بعد موتها وتناسيناها بالحياة

فحينما يرحلون ..فترى أثارا قدمهم على التراب قد بقيت فتنظر إليها وعينيكِ غارقة بالدمع ..فتجد قلبك قد

تتبع أثارهم دون شعور..ثم لاتلبث قليلا الاوجاءت تلك الرياح لتمحي أثارأقدمهم.. فتصبح بالنسبة لهم

ذكرى .. قد فقدت أخبارهم ودونت في داخلك ألم رحيلهم ...


يمر علينا بشر لهم عظمة تاريخيه او يكونون اسطورة في الحياة ولا نذكرهم الا بمجرد تواجدهم

لانلتفت اليهم الا حين يرحلون

لمــــاذا !!!


لانذكر اولئك الا بعد رحيلهم عن الدنيا .. نردد مناقبهم وافعالهم ...

الم يكونون بيننا ويستحقون ذلك ؟؟!!

عجباً لإمرنا ..!!!


نذكرهم بعد الفراق ونذكر خطواتهم وكانت تقرع على مسامعنا ولكن الموت يجعلنا نقول كانوا ..!!

ماذا تنفع ثرثرتنا بعد رحيلهم ..!!

بعد رحيلهم نمارس كل أنواع الموت..

فنموت اختناقاً..

ونموت رعباً..

ونموت حزناً..

ونموت غربة..

ونزور كل مدن النهايات ؟؟!



لماذا بعد الفراق نعيد قراءة انفسنا ونحني بإنكسار لفراقهم ...

لماذا بعد فراقهم ننشط الذاكره بمحاسنهم ولم ننشطها بوجودهم ..


عظماء رحلوا ولم نذكرهم ... علماء مروا ولم نعطيهم حقوقهم ..

اساتذة فكر وادب افتقدنا اقلامهم ومضوا ثم اصبحنا نقرأ ونشيد لهم ..

مخترعين هبطنا من عزائمهم .. وعند رحيلهم نقول صنعوا...

لما نحن كذلك ؟!!

بعد رحيلهم نقرأ الجرائد التي تعج بالنعي او تعج بالاعمال السابقه للشخص في حياته

اين انتي ياجريدتي عن شخصيته قبل رحيله ؟؟!!

اليس لنا الحق ان نعرفه قبل ذلك ؟؟



بعد الفراق



نغلق أبوابنا علينا..

لا ننصت سوى لصوت أنيننا..

ولا نشم سوى رائحة الحزن المنبعثة من أعماقنا..

ولا نتذوق سوى أدمع خلفتها التفاصيل النهائية..

لحكاية كانت جميلة ؟!


لااعلم هل انتم تلاحظون مثلي ام انا وحدي اتجرع مرارة ذلك الاحساس ...!!




وفـ الـ ع ـيـونـ ـا



*مـ . نـ *