مجالس الرويضة لكل العرب - مُعاناة لا تفسِّرها الدّموع !

أُعذروني لو لامَسَ عيونكم بعضُ القلق ،أو قلوبكم قليلَ دهشَةٍ ، وأَكثَر
العيب ليسَ في لُغَتي ، لكنه في اختلافِ وقفاتِ الظروف خلفَ أَسوارِ أيّامنا
الفرق الوحيد بيني وبينَك ، ليسَ من الأَفضَل ولا الأَقدر على لِبس درع من الصمود أمامَ أصنافِ البشر ، أَلوانهُم المُغريَّة وضحكاتهم البريئَة نوعاً ما !

أننا لا نتشابَه حتى في المُعاناة .. حتى في القلق وفي البُكاء
فكثير من يحبِس دمعاتِه في حدودِ مَحاجِر الصبر وقليل من يُجيدَ تعبئة روحه بالإبتسامَة ، لا أَقول المُصطنَعة لكنها تٌفسِّر ( أضحك وفي عينيّ دمعة وحُزن )
هُم أُناس تقفِزُ بنا قلوبهم لحياة أُخرى بعيدَة كُلَّ البُعد عن الزَّيف أو حتى التفكير به
أجسَّادهُم سُخِّرَت للإمتلاء بالإنسانيَّة ، ففاضَت حتى أَغرقوا أفئِدَتنا كثيرَ امتِنان
لأنهم سِّر من أَسرار الأرض والطبيعة الأم ، حيثُ الجمال والسِّحرُ الحَلال .

بالأمس كُنت أُشرِك نفسي ابتسامَة تلك الشريحَة من كل المُجتمعات
فِئَة أتقَنَ المُجتمَع تجاهُلهم ، لكنهم أجادوا ترويضَ مُجتمعات

( مُتلازِمَة داون* ) ....!
هل سمعتَ بهذا الإسم من قَبل ؟
وإن سمعت ، هل تعرَّفتَ عليهم عَن قُرب
أو صادفتهم ليسَ واقع قريب وإنمّا في الكُتُب وقتَ التسالي المُملَّة .!
(فـ أنت لا تمتلك الكثير من الوقت لقضاءِه في شُرب كأس من المُعاناة ) .!
هي مشكلتنا الأُولى نُحب ذالِكَ البُرج العاجي المُنزَّه عن الإنهيار .

مُتلازمَة داون ، الغريب في الأَمر هو زيادَة في الكروموسوم 21
حيث أنه في الإنسان العادي نسختين ، بينما يكون في حالة متلازمة داون ثلاثة نُسَخ ، فسبحان الله بعضُ السَّخاء . إبتلاء لنتمعَّن فقط في روعة الخَلق ونظام لو سُخِّرَ في تنظيمه لن يقدِر عليه سواه سُبحانَه .

ولازالَ البعض يتذمَّر من جنسِ هدية الرحمن ما بينَ ذكرٍ وأُنثى !

نحتاج لإرادَة كبيرة نخلِقها في عيونِ أحلام تلكَ الطفولة البريئَة ، مهما وصلَ بهم العُمر لشَباب وأَكثَر تظَّل قلوبهم .... أَطفال
إرادَة يكتسِبها من أُسرَة ومجتمَع يسند ويكفكِف المُعاناة برسم طريق يشُّق الضَؤ فيه دروبه لمستقبلِ واعِد مُشرِق بعيد عن الشَّفَقة .. والتنكُّر للمسؤوليَّة

ابتسِم في عيونهم ، فهيَ مُعاناة لا تفسِرها الدموع !

حبـّ ه كَرَز.ْhttp://www.shathaaya.com/vb/images/smilies/i.gif

* متلازمة داون هي عبارة عن خلل في الجينات ، حيث يوجد ثلاثة نسخ من الكروموسوم 21 بدلاً من نسختين فقط وهي تسبب تأخرا كبيرا في القدرة على التعلم ويكون المولود المصاب بها قريب الشبه بالمغول ولذلك سميت بالبله المغولي، تسمى بمتلازمة داون نسبة إلى جون لانغدون داون، وهو طبيب بريطاني كان أول من وصفها في عام 1866. توصف الحالة بتواجد تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم. تتصاحب المتلازمة غالباً بضعف العقل والنمو البدني، وبمظاهر وجهية. يمكن التعرف على المرض غالباً أثناء الولادة. من أهم أعراضه: صغر الجسم، والبدانة، وبروز الجبهة، والتخلف العقلي.