مجالس الرويضة لكل العرب - سر محبة المومن (الاخلاق)

الاخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم

لايحتاج الإنسان الى شيء قدر حاجته الى الإرتقاء في درجات الأخلاق , والرجل الذي يبلغ مبلغاً متقدما في درجات الأخلاق , يبلغ مبلغاً متقدماً في درجات الحياة كافة , الانسان هو خلقه , وقد جاء الإنسان الى الحياة ليمارس أكبر قدر من الاخلاق ,وهو كلما ارتقى في سلم الأخلاق ,

كلما رقى في درجات إنسانيته وتمكن من ممارسة هذه الانسانية بأبعادها , الاخلاق هي إحدى الثمرات السامية من ثمار شجرة الحياة , يزداد الانسان رسوخاً في إنسانيته فتينع شجرة الفضيلة المباركة في تربة روحه نضيج ثمرة الاخلاق‏
الانسان هو خلقه , ولذلك عندما شاء الله أن يثني على نبيه قال : » وإنك لعلى خلق عظيم « فكان دائم السؤال لربه : » اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي « الاخلاق ليست نفوذاً , ولا جمالاً , ولا مادة . إنها سلوك ذاتي مع الذات بالدرجة الاولى , فتشع مواقف اخلاقية - من تلك العلاقة الذاتية مع الآخرين , والدين لايحض الإنسان أن يكون خلوقاً مع ذاته و يعجز ان يكون خلوقاً مع الآخرين , وحتى لو أظهر الاخلاق فإنها لا تنبع إلا من ذات متأصلة في الخلق , قد يبدر موقف اخلاقي من عائل مسكين ما بدر من ثري ذي جاه .‏
يصعب على المرء أسر هذه الكلمة في دائرة تعريف , كل نظريات تعريف الاخلاق على مدى العصور السابقة لاتزيد هذه الكلمة الا اتساعاً في المعنى , فالاخلاق تتغذى بالعفة , تتغذى بالصبر تتغذى بالحياء ,تتغذى بالمعرفة , تتغذى بالتقوى , بالكرم , بالسلم ,بالعفو , بالشجاعة , الاخلاق هي فردوس الانسان , من لم يكن بتلك المزايا لبث مطروداً من فردوسه يمضي أيامه في تيه من شقاء تسمو الأخلاق بإنسان مراتب عليا يستحي من اخلاقه إن راودته نزوة , وإن تفاضى الطرف استحى من أهليه , وان تناسى استحى من الله , تسعى شجرة الاخلاق الراسخة في عمق صاحبها أن تجنبه المهالك , يمكن للأبوين أن ينميا بذور الاخلاق لدى الطفل فيتمتعا بنعمة تقديم كائن أخلاقي للحياة . إننا أحوج الى دارسة مزايا الاخلاق في مختلف مراحل التربية , فالإنسان يمتاز بأنه كائن يتلقى دورس التربية حتى لحظاته الأخيرة , نحتاج الى قوة ملاحظة تمكننا من النظر في كلمات ومعاني الأخلاق . كل إنسان يحتاج لأن يكون فقيهاً في مدرسة الاخلاق , يلخص النبي صلى الله عليه وسلم رسالته :» إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق « قالت السيد عائشة واصفة اخلاقه » كان خلقه القرآن « الاخلاق ذاتها عبادة يقدمها الانسان لربه , عبادة وصفها النبي بقوله : » ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن « وكونه على خلق عظيم وهو الاقرب الى ربه ,فإن الإنسان ومن مختلف الأزمان والأماكن يكون جليسه يوم القيامة بخلقه الحسن الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم الدنيا قال موجهاً كلامه للناس كافة على مر الزمن :» إن من احبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة احسنكم اخلاقاً«.

ارجوا اني ماطولت عليكم في هذا النقل وان يكون عامرا بالفائدة

.... تقبلوا تحياتي ...