الشيكولاتة الداكنة تحسن سيولة الدم وتخفض مخاطر الجلطات

أفادت دراسة طبية أن تناول قليل من قطع الشوكولاطة الداكنة كل يوم يمكن أن يخفض مخاطر تكوّن جلطات الدم، وأنها تساعد على تحسين سيولة الدم على نحو قريب جدا من طريقة عمل الأسبرين·
أجرى هذه الدراسة فريق بحث من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، وقدمت نتائجها الأسبوع الماضي بالمؤتمر السنوي لـ''جمعية طب القلب الأمريكية'' في شيكاغو، وبدأ الباحثون دراسة تأثير الأسبرين على صفائح الدم· وهذه الصفائح هي جسيمات دقيقة موجودة في الدم، تلتصق ببعضها بعضا باتجاه تكوين كتل صغيرة، تتجمع بدورها مكونة جلطة دموية·
وكان على المرضى المشاركين في التجربة أن يمتنعوا عن استهلاك الشوكولاطة من أجل عزل العوامل الجانبية المؤثرة في سيولة الدم والتأكد من صحة الدراسة·
وقرر الباحثون إجراء مقارنة بين المدة اللازمة لتجلط الدم المأخوذ من المجموعة التي لم تمتنع عن استهلاك الشوكولاطة، والدم المأخوذ من المجموعة التي امتنعت عن ذلك·
وجد الباحثون أن صفائح الدم المأخوذة من أفراد المجموعة الأولى (الشوكولاطة) تتجلط بعد 130 ثانية من أخذها، مقارنة بـ123 ثانية بالنسبة للمجموعة الأخرى (الممتنعة عن أكل الشوكولاطة)· بكلمات أخرى، صفائح الدم المأخوذة من المجموعة التي استمرت في تناول الشوكولاطة أخذت وقتا أطول لتكوين جلطات·
وخلص الباحثون إلى أن كيماويات معينة في حبوب الكاكاو الخام قد تكون الفلافونويدات لها تأثير كيميائي حيوي، يماثل تأثير الأسبرين، في خفض تكتل الصفائح الدموية· ويمكن لتكتل الصفائح الدموية أن يحدث انسدادا في الأوعية الدموية مسببا أزمات قلبية·
كما يرى الباحثون أنه بالإمكان الاستفادة إما من تناول بعض الشوكولاطة الداكنة أو من مشروب الشوكولاطة·
ومن المهم أن يكون محتواها من السكر والزبدة أقل ما يمكن· والكمية المثالية هي بمقدار ملعقتي شاي من الشوكولاطة الداكنة يوميا·
يذكر أن باحثين أمريكيين من مركز لومباردي لأبحاث السرطان بجامعة جورج تاون بواشنطن قد اكتشفوا أن أحد المركبات الموجودة في حبوب الكاكاو له أثر في مقاومة نمو سرطان الثدي·
والمعلوم أن مضادات الأكسدة من الفلافونويدات، المتوافرة بكميات كبيرة في حبوب الكاكاو وأوراق الشاي وكثير من الخضروات والفاكهة، تلعب دورا هاما في هذه الخصائص وتساعد على وقاية الخلايا من العطب، فمضادات الأكسدة تقي خلايا الجسم من التلف الذي قد تسببه المجموعات الحرة والذي ينتج عن تقدم الخلايا في العمر والتعرض للعناصر المؤكسدة مثل التلوث الكيميائي والإشعاعي، إضافة إلى عوامل أخرى·
وقام الباحثون باختبار تأثير مستخلص نقي من أحد مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الكاكاو واسمه ''بنتيمر'' على مجموعة من خلايا سرطان الثدي معمليا، وقارنوا النتائج بأثر ذلك المستخلص على خلايا ثدي طبيعية·
واستخدموا اختبارات مختلفة لإيجاد وتعريف البروتينات التي تمكّن مركب الكاكاو من تثبيطها، ووجدوا أن مركب ''بنتيمر'' أدى إلى تثبيط أربعة من البروتينات المسؤولة عن انقسام الخلايا السرطانية، مما أدى إلى توقف نموها· وبصورة أكثر تحديدا، قلّل مركب الكاكاو من نشاط اثنين من البروتينات المعروفة بدورها في تحول الخلايا من الطور ''الهادئ'' الطبيعي إلى الطور المنقسم السرطاني·