مجالس الرويضة لكل العرب

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

قال تعالى : " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " [ القمر : 49 ]

لا يغيبُ عن بال المسلم أبدا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم لا يكن ليصيبه وذلك مصداقا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس فقال : " كنتُ خَلْفَ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم يوماً فقال: "يا غُلامُ ! إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ ... " ، وذكر منها : " وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ " .

ومما تقدم فما حصل في جدة هو بقدر الله ، وله الأمر من قبلُ ومن بعدُ ، والحمدُ للهِ على قضائه وقدره ، ورحم الله شهداء تسونامي جدة رحمة واسعة .

وعندما أقولُ شهداء بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِيقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .

كانت جُدة قبل تسونامي جدة يطلق عليها " عروس البحر " ، وبعد الكارثة ينبغي أن يطلق عليها " أرملة البحر " ! لأنه الاسم اللائق بها ، وقد أطلقت الكاتبة وسيدة الأعمال حصة العون هذا الاسم عليها في مقالها بالأمس ! ، فقد انكشف حال هشاشة بنيتها ، مشاريعها التي صُرفت عليها مليارات على الورق فقط !

في مثل هذه المصائب والأقدار والفتن تمثل صورة تذكرنا بهذه الكارثة العظيمة " تسونامي جدة " كلما مرت علينا .

فكما نتذكر صورة " وجدان ناصر " التي راحت ضحية العمل الإرهابي القذر في مبنى الأمن العام قبل سنوات ليبرهن للعالم أجمع إجرام أولئك الإرهابين .

فإننا لا ننسى صورة طفلة تسونامي جدة ، والتي لم تعرف أيدلوجية أو حزبا معينا بل تمثل رمزا لبراءة الطفولة ، وفي نفس الوقت تذكر بإجرام كل من كان سببا في موتها ممن لهفوا المليارات ، وأفسدوا فسادا عظيما بتضخيم أرصدتهم في البنوك عن طريق شفط تلك المليارات ، وصدق الله : " إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ !

ليس صورة هذه الصغيرة فقط بل صورة كل من استشهد في هذه الكارثة رحمهم الله رحمة واسعة !

اللهم تقبلهم عندك ، واربط على قلوب أهليهم .
«قسوة العدسة « تنهال علينا بصور المأساة المؤلمة !
http://www.alriyadh.com/2009/11/30/img/408617183661.jpg

http://www.alriyadh.com/2009/11/30/img/373851788130.jpg

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...mages/a012.jpg

لتتحدث الصور عن الواقع « المكشوف « وهذه الطفلة بمنظرها المدمي ستبقى عالقة في أذهان الجميع???