مـعـانــــي سـامـيـة فـي الـحـج

مـعـانــــي سـامـيـة فـي الـحـج





لـلـحـــج مـعـانـي سـامـيـة ، يـجـب أن لا تـغـيـب عـن ذهـن مـن أراد الـحـج



1 . الـتـجـرد لله عَـزّ وجَـلّ ومـفـارقـة شـهـوات الـدنـيـا .


2 . كـمـا أن للأبـدان حـجّـًـا ، فـالـقـلـوب أيـضـا لـهـا حـج ، فـالـقـلـوب تـسـتـيـقـظ بـالـعـزم لـلـشـوق لله وإلـى جـنـتـه ، وتـنـام عـن شـهـوات الـدنـيـا ، وتـفـي بـالـطـاعـة ولا تـغـدر بـمـعـصـيـة ، وتـغـتـسـل بـدمـوع الـنـدم عـلـى الـذنـوب والـمـعـاصي ، وتـنـزل بـعـرفـات بـعـرفـان فـضـل الله عـلـى عـبـاده وتـلـبـّي مـن لـُـبّ لـُـبـَـاب الـقـلـب ، وتـطـوف حـول الإجـلال والـتـعـظـيـم لله الـواحـد الأحـد ، وتـسـعـى بـيـن الـصـفـا والـمـروة بـالـصـفـاء والـمـروءة ، وتـرمـي بـالأحـجـار جـِـمَـار هـواهـا .


3 . عـلـى الـحـاج أن يـتـذكـر عـنـد تـعـبـه ونـصَـبـه فـي الـحـج وشـدة الـزحـام أهـوال مـا بـعـد الـمـوت ويـوم الـقـيـامـة ، وإذا ارتـدى إحـرامـه فـلـيـتـذكـر الـكـفـن ، وعـنـد الـتـلـبـيـة يـتـذكـر إجـابـة الـداعـي عـنـد الـبـعـث والـنـشـور ، وإذا رأى الـبـيـت الـعـتـيـق تـذكـر أنـه ضـيـف الـرحـمـن فـلـيُـعـظـم هـذا الـبـيـت تـعـظـيـمًـا لـرب هـذا الـبـيـت ويـطـوف بـه طـواف مـن يـطـوف بـدار سـيـده يـطـلـب رضـاه ، ويـسـعـى بـيـن الـصـفـا والـمـروة كـمَـنْ يـتـردد فـي فـنـاء الـدارا رجـاء رضـاء سـيـده ومـولاه .


4 . إذا وصـل الـحـاج إلـى الـمـشـاعـر الـمـقـدسـة وضـع جُـلّ تـفـكـيـره فـي عـظـمـة وجـلال مـن يـقـصـده فـيـمـتـثـل لأوامـر مـولاه ....


قـال الله تـعـالـى :


{ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... البقرة : 197 } .


ويـتـذكـر كـيـف أن نـبـي الأمـة صلى الله عـلـيـه وسـلـم تـنـقـلـت أقـدامـه وأقـدام أصـحـابـه رضـوان الله عـلـيـهـم فـي هـذه الـمـشـاعـر الـمـقـدسـة فـيـسـيـر عـلـى هـديـه صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـلا يـبـتـدع فـي الـحـج مـا لـم يـأمـر بـه الله ورسـولـه .


5 . وعـلـى الـحـاج فـي وقـوفـه في عـرفـات أن يـتـأدب مـع ربّـه ويـخـشـع قـلـبـه لـسـيّـده ومـولاه ، ويـسـألـه ويُـلِـحّ فـي الـسـؤال مـن خـيـر الـدنـيـا والآخـرة .


6 . يـنـبـغـي لـمـن عـاد مـن الـحـج أن يـَـقـوَى رجـاءه بـالـقـبـول ومَـحـْـو مـا سـلـف مـن الـذنـوب ولـيَـحـْـذر مـن تـجـديـد مـا زال مـن الـذنـوب والـمـعـاصـي .


عـن أبـي هـريـرة رضي الله عـنـه قــــال :


قـــال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم :


(( الـحـج الـمـبـرور لـيـس لـه جـزاء إلا الـجـنـة ، والـعُـمـرتـان ــ أو الـعـمـرة إلـى الـعـمـرة ــ تـكـفِـّـر مـا بـيـنـهـمـا )) صـحـيـح الـبـخـاري و مـسـلـم .


عـن أبـي هـريـرة رضي الله عـنـه قـــال :


قـــال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم :


(( مَـن حـج هـذا الـبـيـت فـلـم يَـرفـث ولـم يـفـسـق رجـع كـمـا ولـدتـه أمـه )) صحيح البخاري ومسلم .


عـن أبـي هـريـرة رضي الله عـنـه قـــال :


قـــال رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـي الـركـن الـيـمـانـي :


(( وكـّـل الله عـز وجـل بـه سـبـعـيـن ألـف مَـلـَـك ، فـمـن قـال : أسـألـك الـعـفـو والـعـافـيـة ، ربـنـا آتـنـا فـي الـدنـيـا حـسـنـة وفـي الآخـرة حـسـنـة وقِـنـا عـذاب الـنـار ... قـالـوا آمــيــن )) أخـرجـه ابـن مـاجـه .


عـن عـبـد الله ابـن عـمـر رضي الله عـنـهـمـا عـن الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم أنـه قـــال :


(( مـن طـاف بـالـبـيـت سـبـعًـا وصـلـى خـلـف الـمـقـام ركـعـتـيـن فـهـو عِـدل مُـحـرر )) أي رقـبـة مـعـتـوقـة ... أخـرجـه الـنـسـائـي


رويَ عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه عـن الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم أنـه قـــال :
(( مـن أراد دنـيـا وآخـرة فـلـيـؤم هـذا الـبـيـت ، مـا أتاه عـبـدٌ يـسـأل الله تـعـالـى دنـيـا إلا أعـطـاه مـنـهـا ولا سـأل الآخـرة إلا ادّخـر لـه مـنـهـا )) .






*************** *************** *************** ***** *************** **************


تـقـبـّـل الله مِـنـّـا ومـنـكـم صـالـح الأعـمـال
وغـفـر لـنـا ولـكـمـ ورحـمـنـا جـمـيـعـا بـرحـمـتـه