مجالس الرويضة لكل العرب - مغذي صرفات يسجن ظلما 3 أشهر (الرياض )

البحث والتحري ينجح بوضع النقاط على حروف القضية

"مغذي صرافات" يسجن ثلاثة أشهر ظلماً.. و"اتصال مجهول" يعيد إليه حريته !

الرياض مناحي الشيباني :
فيصل شاب يعمل في إحدى الشركات الأمنية بقسم تغذية الصرافات الآلية بمرتب متواضع منذ ثلاث سنوات ، وعرف عنه المثابرة والجد وفي لحظة غدر من زميل له في العمل دفع ثلاثة أشهر من عمره في السجن ظلماً دون اقتناع المحققين ببراءته لولا شهادة أحد جيران اللص الحقيقي التي أقنعت المحققيين أخيراً أنه بريء .
يقول فيصل قبل ثلاثة أشهر تقريباً وكان الوقت ظهراً تلقيت بلاغاً عن وجود ( عطل ) في صرافة البنك الواقعة في أحد الأسواق بالرياض وبحسب طبيعة عملي في تغذية الصرافات ومتابعة الأعطال بالصرافة حضرت للموقع ووجدت باب الخزنة الداخلي مفتوحا وقمت فوراً بابلاغ قسم المساندة بالشركة بحقيقة الوضع ومن ثم قمت بأبلاغ دوريات الأمن مستخدماً جوالي الخاص وبعد قليل حضرت دوريات الأمن وطلبوا مني التوجه معهم لقسم الشرطة القريب من الموقع للتبليغ عن سرقة الصرافة حسب ماهو متبع.
ويواصل فيصل " عندما دخلت لقسم الشرطة تم توجيهي مباشرة لرئيس قسم التحقيقات وبعد التحقيق المبدئي فوجئت وأنا الموظف المشهود لي بالإخلاص والتفاني في العمل حسب شهادة المدراء المباشرين لي ومدراء الأقسام وبحسب التزكيات والشهادات التي قدمتها للمحققين في الشرطة من عملي بأن لي أكثر من ثلاث سنوات أعمل معهم ولا يوجد علي ملاحظة، وجاء مديري بالعمل مباشرة ومعه شريط التسجيل الخاص بالصرافة والتي تسجل بالصورة عمليات الصرف الآلى ومن يستخدم الصراف بالوقت والتاريخ وعندها صدمت عندما قال ضابط التحقيق للخفير ضعوه في الزنانة !
ويواصل فيصل سرد معاناته وبعد ساعتين وأنا بداخل الزنانة طلبني ضابط التحقيق وسألني هل تعرف السارق ؟.
فقلت لا .
فقال أنظر خلف الباب وفوجئت بأن الشخص الذي خلف الباب هو أحد زملاء الدراسة وهو جار وصديق .
قال لي ضابط التحقيق ما نصه " هذا هو اللص " .
وأضاف الضابط " شاهدت الشريط الخاص بالصرافة وهذا نفس جسم وملامح السارق"!.
ويضيف فيصل عن حكايته قلت لضابط التحقيق "لا أتوقع ذلك" وكنت قد علمت لاحقاً أنه ليس إلا صديقي وجاري جزاه الله خيراً علم أني بالقسم فتوجه للقسم للاستفسار وكفالتي إذا لزم الأمر وتم إدخاله السجن معي ووجهت له تهمه سرقة الصرافة ثم أمر الضابط بإدخالي الزنانة أنا وصديقي !.
واتهموني بإعطائه الرقم السري للصرافة رغم عدم قولي بذلك !
وبعد عشرين يوماً في الزنانة والسجن الانفرادي علمت أن صديقي وجاري المتهم الثاني في مشاركتي بالسرقة خرج بكفالة لإنه اتضح أنه لا يشبه السارق الموجود في شريط التسجيل وتم نقلي أنا للسجن العام بالملز وقضيت أكثر من ثلاثة أشهر منذ بداية القضية .
ويضيف فيصل " رغم أن طرف ثالث وهو المساعد لي بعملية تغذية الصرافات وزميلي بالعمل شاهدته أول القضية بالقسم وتم إطلاق سراحه بكفالة! وبعد أن خرج مساعدي في تغذية الصرافات والمتهم الثالث في القضية قال لي أحد أفراد السجن أن سجيناً قال له أن مساعدي في تغذية الصرافات هو اللص الحقيقي وقال أنه سمعه يقول للسجناء أنه سوف يعيد المبلغ للصرافة بعد يومين أو ثلاثة بطريقة أو بأخرى بعد خروجه من السجن عندما طلبت عليه كفالة وقال خفير السجن أنه سجل إعترافاً بذلك لدى مركز الشرطة وضباط القضية لكن لم يستجب لشهادته !.
ثلاثة أشهر أمضاها فيصل في السجن نتيجة اتهامه بالسرقة دون أن تشفع له شهاداته وخبراته طوال ثلاث سنوات.
ويضيف فيصل ثلاثة أشهر أمضيتها في سجن الملز في قضيه ليس لي فيها علاقة حتى جاء الفرج من الله عندما تلقى أخي عبد الله اتصالاً من مجهول قال له أنه سمع عن قصة سرقة الصرافة ويعلم من هو السارق الحقيقي وهو أحد جيرانه في الحي وزميلي في العمل (المتهم الثالث الذي خرج بكفالة مرتين )وطلب أخي مقابلته بعد أن أبدى استعداده للشهادة واتجها لقسم الشرطة ولم يستطيعا تسجيل شهادتهم لأن القضية منتهية ومحالة للمحكمة .
وبعد ذلك توجه الشاهد مع أخي لمكتب مساعد مدير شرطة الرياض وقدما التماسا لمساعد مدير الشرطة يوضحان فيه الحقيقة أن اللص في الخارج ومن بداخل السجن إنسان مظلوم، حيث وجه مساعد الشرطة طلب الإلتماس لشعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض وليفتح التحقيق من جديد.
ويضيف فيصل هناك وجدنا الفرج، حيث شعرنا بالأمان وتم فتح ملف القضية من جديد بمتابعة من مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي والضابط المسند له التحقيق في هذه القضية وأحضر الشاهد وأخذت أفادته وقبض على اللص الحقيقي وهو زميلي بالعمل المتهم الثالث في القضية (المساعد لي بعملية التغذية للصرافات) وبعد التحقيق معه في شعبة التحريات والبحث الجنائي ومواجهته بالحقائق اعترف بالسرقة بمشاركة شخص آخر له هو من قام بإرساله وتنفيذ العملية وقام اللص بتسليم ما معه من مبلغ لمندوب البنك وكذلك قامت شعبة التحريات بالقبض على شريكه في وقت قياسي ومصادرة ما تبقى من المبلغ بحوزته وأعلنت هناك براءتي .