مجالس الرويضة لكل العرب

يتساءل الكثير منا ما هو سبب الحزن والقلق الذي يعاني منه معظم الناس في هذا الزمن والذي تتوافر فيه سبل ووسائل الراحة المعيشية بكافة أشكالها وأنواعها ، ومع هذا نجد قلة من من يستشعر السعادة ومن لديه النظرة المشرقة للحياة ، ونرى قلة قليلة من ينعم بالرضا وراحة البال 000
حقيقة ان السر يكمن في اتصال القلب بالله عزوجل ، فحياتي بايماني الذي يسمو بروحي نحو آفاق السماء000
ان متعة الحياة لا تقاس بعدد السنين التي نقضيها ولكن تقاس بلحظات التمتع فيها ، فكم هي رائعة الحياة عندما أعلم أن هناك من هو مدبر ومصرف للمقادير والأمور ، فلم القلق ؟ وهناك من بيده ملكوت كل شيء وأمره بين الكاف والنون ، أرجع اليه في سرائي وضرائي وأشكو اليه أمورا لا يعلمها أحد الا هو 000
حقا قد تظلم النفس وتضيق الدروب ولكن يبقى اتصالي بخالقي هو حبل نجاتي وفلاحي000
فالحياة من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا وهي رحلة لطيفة ، الجميع يسير ويمضي فيها ولكن الى أي هدف يرنو؟ نواجه فيها العديد من المشاكل التي قد تعصف بأذهاننا وقلوبنا ؟ ولكن لكل منا طريقته في التعامل معها000
هناك أمور لا نستطيع تغييرها ولكن نستطيع التعامل معها بالصبر والايمان ، أحيانا تعترينا بعض الأمور أوالصغائر التي قد تفقدنا الأمل وتحوم بنا في دائرة الاحباط واليأس فمن الأولى أن نعرف أن الحياة أوسع من أن نحصرها في قضية واحدة تسيطر علينا وتفسد علينا بقية متع الحياة ، يجب أن نعلم بأننا لا نستطيع أ ن نمنع طيور الحزن من أن تحلق فوقنا ولكن نستطيع أن نمنعها من أن تعشعش على رؤوسنا000
رائع عندما يهمس الانسان لروحه الهمسات النفسية الباعثة للراحة والهدوء النفسي التي تخرجه من خضم المعاناة وتخفف عنه قلقه ، حينها يعلم أن بعد كل عسر يسر وبعد ظلام الليل شروق الشمس وبعد الضيق انشراح000
لقد أقسم الله في كتابه الكريم أن بعد كل عسر يسر فلابد أن نذوق طعم المرارة والشقاء حتى نستلذ بعدها بحلاوة الفرح والسعادة ، ودبر الله الأمور جميعها في صالح الخلق سواء كانت مفرحة أو محزنة ، وقد يعلم الانسان الخيرة المرجوة من بعض الأقدار وقد لا يعلمها الا الله فما عليه الا أن يرضى في كل الأحوال وهو موقن بأن الخير هو العاقبة لكل الأمور000
في بعض الأوقات يبادر الى أذهاننا بأننا أضيق الناس فسحة وليست لدينا النعم المرجوة ، ولكن لو نظرنا نظرة واقعية الى أنفسنا لوجدنا أننا مغمورين ومنغمسين في العديد من النعم ، فعلى سبيل المثال حينما يعتري بجسم أحدنا أي وعكة صحية يجد نفسه لا يطيق ولا يتحمل أي أمر فقط يريد أن تسترد له عافيته فيعلم وقتها أن لا شيء في الحياة يساوي قيمة الصحة والعافية ، فنحن دائما نفكر بالمفقود وننسى الموجود ، ان سنة الله في خلقه الأخذ والعطاء فكم من صاحب أموال وقصور وهو راقد في المستشفى لا يقوى على تحريك أطرافه ، كم من صاحب أموال يتمنى راحة البال والطمأنينة 000
من أهم أسباب السعادة أن يعيش الانسان بروح شفافة خفيفة الظل رقيقة الحركة لا يوجد في قلبه مكان للحقد والحسد والآفات القلبية التي قد تعكر صفو عيشه مع نفسه والآخرين ، وان من يرزقه الله محبة الناس فقد منحه أغلى وأروع النعم فقد لا يملك أي ثروة أو سلطة ولكن لديه روح وقلب يتمنى الكثير من الناس أن يحصل عليه000
أيها الشاكي ما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا