صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,551
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > حكايات من الوجد
حكايات من الوجد قصة رواية تختبئ بين الغيم [ للقصص ]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 20-08-2009, 05:33 PM
الساري
عضو مجالس الرويضة
الساري غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 283
 تاريخ التسجيل : 05-01-2007
 فترة الأقامة : 6337 يوم
 أخر زيارة : 01-03-2011 (11:33 AM)
 المشاركات : 233 [ + ]
 التقييم : 6175
 معدل التقييم : الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي الساري عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
حصري X.x.x أبـــــنــــــا ء الــــــــشــــ وارع x.x.x



بسم الله الرحمن الرحيم


( أبناء الزنى )






كنتُ بانتظار ذلك المشهد لأطل على عالمٍ آخر لم يسبق لي أن اشوف مثلة من


قبل ..

في أحد أيام مراجعاتي في أحد مقرات الألم ( المستشفيات ) ....

كنت في جناح راقٍ من أجنحة الولادة ..
لأجد نفسي تنقادُ تلقائياً إلى ذلك الصوت
كل ما في ذلك المكان كان يشدني لأتعرف عليه .. لكن صوت بكاء ذلك الطفل كان أقوى من كل ما حولي
ليجتذبني بكل ما أملك من حواس






إلى الغرفة الأخيرة التي تقبع عند المنعطف الأخير من الجناح

وهناك .. استقر مركبي ..

كان الباب مفتوحاً






/




.. فدخلت بلا تردد .. فبكاء الطفل كان عالياً ..

لم أشعر إلا وأنا في عمق الغرفة




كانت ضيّقة .. جداً .. ومكتظة بسرائـر مهترئة وقديمة ..

يقبع فوق كل سرير طفل ملفوف بلفافة بيضاء ناصعة .. كبياض تلك الكائنات الصغيرة





كتاكيت رااااائعة .. أطفال بكامل البراءة والعذوبة


.. يغطون في نومٍ عميق ..

سوى ذلك الطفل




كان يصرخ ويصرخ ..


قالت لي إحدى الممرضات هناك بأن هذه غرفة لأطفال حديثي الولادة من نوع آخر ....

هكذا قالت ..

لكني بادرتها بسؤالٍ آخر ..
ولماذا غرفتين للمواليد في ذات الجناح؟؟
حيث أني لاحظت وجود غرفة






أخرى واسعة للمواليد ..

ابتسمت الممرضة .. لتصفعني




بتلك الإجابة..

هذه الغرفة خاصة بـــ






الـلـقـطـاء !!




!!! الـلـقـطـاء !!




..

..








صمتٌ أبكم ..

تملكـنـي لحظتـهـا ..






لقطاء .. أبناء الزنى ..؟؟




!!

أدرت وجهي إلى المواليد من جديد ..

اهتزّت وجداني بعنف ..
هؤلاء لقطاء !!؟؟
تقطب حاجبيّ ..
وبادرتها بسؤالٍ تأكيدي ..
الكل في هذه الغرفة لقطاء ؟؟ كل هؤلاء الأطفال لقطاء ..؟
!!








؟




؟




وأجابت الممرضة ببرودٍ كادَ أن يقتلني ..

قالت وهي منهمكة في تدوين




شيء ما في يدها

' .. الكل هنا هم من أبناء الشوارع .. '






ما عدت أسمع شيئاً من هذيان تلك


الممرضة




فصوت الطفل كان قد اعتـلى .. واعتـلى ..




وجدت نفسي أتركها لأنقاد لذلك الكائن الصغير ..




بين تلك اللفائف ..


وجدت نفسي أقف على سرير ذلك الطفل الذي كاد أن


يموت بـكـاءاً ..




استمر بالبكاء .. بينما .. بقيت أنا أرمق معالم الطفولة في وجهه ..




لأوّل مرة أجد نفسي أمام كائنات من هذا النوع ..




لقطاء !!




ربـــــــــــاه .. لطفكـ




هل حقاً كل هؤلاء هم ثمرات الزنى ..




أيُعـقـل !!!




نظرت للطفل بصمت ..

وكأنني أنتظر منه طعناً في




ما قالته تلك الممرضة ..

صغيري .. هل أنت حقاً




لـقــ ..

لم أشعر بنفسي ..

لأجد ذلك الطفل بين يدي






.. في محاولةٍ يائسةٍ لإسكاته ..

كان يقبعُ بين يدي .. اللقيـط ..

سَرَت في جسدي قشعريرة غريبة .. لم أشعر بها من قبل ..
هل حقاً أنا ساقدر أن أحمله ..؟؟








لماذا ؟؟




هو .. كائن بشري .. قبل أن يكون لقيطاً ..

هو ..




إنسان ..


قبل أن يكون طفلاً




هو ..نعم

ثمرة كبيرة من الكبائر ..

ثمرة الزنــــــى ..
!!
! لكن








لكن ماذا ؟؟




..




لا أدري

مشاعر متضاربـة اشتعلت في نفسي ..

لــــــم أعد أفهم ..
كل ما حصل .. هو أن ذلك






الطفل قد بدأ يهدأ ويهدأ على همهماتي ..

ليغط في نومٍ عميق لبرهةٍ




من الزمـان ..




...




.




كنت في ذلك الوقت أغوص في معالم الطفولة في ذلك الطفل ..

طـهـارة .. بـراءة .. طـفـولـة ..

هـدأة الليل .. وإشراق






الفجر ..

وما تحملانه من عذوبـة ..

لا شيء .. عند نقاء ذلك






الكائن الذي احتوتهُ يداي ..

طفل سليم بكامل صحته

وكامل براءته ..
هل يعقل أن تكون أنثى حقاً ..
تلك التي قامت برميه في متاهات الطرق؟؟
هي لم تكن أنثى .. فضلاً عن أن تكون أمـاً ..
هل كانت من جنس البشر؟؟!








سؤال ..




وجدت إجابةً ضائعة في أعماق ذاتي ..




'.. وهل كانت بشراً عندما قامت بجريمتها النكراء ..'




أمـا ذلك المجرم الذي جعلهُ الله سبباً في حياةِ هذا الطفل ..




والـده




هل فكّر يا تُرى بشيءٍ غير شهواتـه .. في تلك اللحظة ؟؟




هل كان يعي تمـامـاً .. ماذا يفعل ؟؟!




هل استشعر عظمة المعصية التي ارتكبتها جوارحـه .. ؟؟




لا يهمني .. مسلمٌ كان أم كافرا ..




لكن الإنسانية ..

الإنسان ..




عندمـا يقدس


نفسه .. ويسشعر قيمة خلقه ..

تأبى نفسه أن يكون سبباً




في تعاسةِ مخلوقٍ آخر

نظرت إلى الطفل مجدداً ..

وقد عانقت عيناي ابتسامةً عذبة ارتسمت على ثغره الصغير ..
ما أروعها ..
تلك الإبتسامـة ..








استجلبت لخاطري خيالات واسعة ..

أبحرتُ في




خيالي

رأيت ذلك الصغير وقد كَبُر في دار رعاية إجتماعية




.. رمقتهُ وهو يجري مع الأطفال في حديقةٍ كبيرة


..

يجري ويلعب .. ولا يمَلّ




اللعب




يكبر أكثر .. لتتوسع دائرتهُ الإجتماعية ..




كان متفوقـاً .. وفتى يافع .. تتفجر في أوصاله الحياة والنشاط ..

يكبر أكثر ..






ليُدركـ أخيراً بأنـهُ لم يكن ابنـاً مفقوداً لعائلة كريمة .. كما


قيل له




أو طفل صغير ضاع من أحضان والدته المسكينة في إحدى
المحطات ..




أو .. غيره وغيره .. من نسج الحكايات التي يحفظها الأطفال في ذلك


العالم البئيس ..




' دور الرعايـة الإجتمـاعيـة '




إنـه لم يكن كذلك .. بتاتاً ..




بـل هو إنسان ليس كبقية البشر ..




هو إنسان ..




قرر والداه طرده خارج أسوار الحياة الكريمة ..




أن يحيـلا دنـيـاه إلى جحيـم ..




أن يسلباه السعادة .. والهناء




هو ..




غلطة روحين شريرين .. كان الشيطان ثالثهمـا ..




هو .. غلطة العمر ..




وتخيلتهُ وهو يقرأ نص التقرير الطبي للولادة عندما يصل إلى سن الرشد ..




وتخيلتهُ وهو في غرفةٍ موحشة .. يبكي بحرقةٍ وألم ..




ينهض .. ليرى نفسه في المرآة ..




ليقول لنفسه ..




ابن أي سافلٍ أنـا ؟؟ وأي حقيرةٍ احتوتني أحشائها لأشهر ؟؟




هل أنـا حقاً ..

ابن حرام ؟؟

أنــــــا ..؟؟








!!




!

ليدخل في نوبة بكاءٍ




حاااااارق


..




كان متفوقـاً في المعهد الخاص بدار الرعاية

لكنهُ






انتكس تماماً ..




بعدما علِمَ بحقيقة نفسه ..




لن يكون كبقية البشر ..




لن يكون .. بتاتاً




اغرورقت عينيّ بالدموع ..




انتهت تلك المشاهد الحزينة في مخيلتي ..




لأدرك بأن الطفل مازال بين يدي ..




وعلى هدأة المكان ..




صاحت إحدى الممرضات ..




( لوسمحت بالخروجـ ؟؟)




لم أشعر بشي..




'.. .. '




كفكفت دموعي بسرعة .. أعدت الطفل إلى سريره ..

وخرجت من تـلـك الغرفـة ..






' .. غرفة الألــــم .. '




ومازال طيف إبتسامـة ذلك الطفل في


ذاكـرتي




خرجت وألف سؤالٍ مذبوح .. قد جالَ في


خاطري




............... ..








في عمق هذا العالم الفاسد




.. هل حقاً ..




نسي الإنسان بأنهُ إنسـان




؟




!






تـمـت



 توقيع : الساري

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w