رفض أرضا بالملايين _عسيري يودع الباكستان

رفض أرضاً بالملايين.. والتهديدات باستهدافه وأسرته لم "تشغله"

الباكستانيون يودعون السفير عسيري بالدموع في مطار إسلام أباد

علي بن عواض عسيري

محمد عسيري (سبق) الرياض:

ودع الباكستانيون سفير خادم الحرمين الشريفين علي بن عواض عسيري بالدموع في مطار إسلام أباد أمس، حيث غادر متوجها إلى بيروت بعد ما يقارب التسع سنوات، وصف خلالها بأنه كان السفير الأهم بين سفراء العالم في العاصمة الباكستانية , وتناقلت صحف باكستانية اليوم تقارير تتحدث عن سيرة عسيري الذاتية، ووصفته أيضاً بأنه كان السفير الأكثر شعبية بين الباكستانيين، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، مشيرة إلى أنه، ورغم التهديدات المباشرة لحياته من قبل بعض الجماعات الإرهابية، إلا أنه كان لا يتوانى عن الخروج إلى شوارع العاصمة الباكستانية لانجاز مهامه والالتقاء بالمواطنين .
وأضافت: رغم أنه عسكري سابق وخضع في بداية حياته العسكرية إلى تدريبات صارمة، غير أنه أظهر الكثير من التأثر و "العاطفة" في المطار قبل مغادرته، وسط عشرات الأشخاص الذين حضروا لتوديعه "والذين انهارت دموعهم حزناً على فراقه".
كما ذكرت التقارير أن عسيري ركز خلال فترة خدمته لبلاده في باكستان على تعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين، ونجح في أخذها إلى آفاق جديدة، ومع ذلك فقد رفض أن يقبل "هدية" قدمتها له الحكومة الباكستانية، وهي عبارة عن أرض في إسلام آباد تساوي ملايين الروبيات، وأكد حينها أنه لا يحتاج إلى مكافئة مقابل خدمته لبلاده، وأنه في باكستان لتنفيذ سياسة بلاده في التقارب مع البلدان الصديقة.
وركزت التقارير على "شجاعة" السفير عسيري و إصراره اللا محدود على خدمة بلاده مهما كانت الظروف، وقالت إن إسلام آباد كانت قد نبهت الرياض في وقت سابق هذا العام إلى أن حياة عسيري وأسرته في خطر بعد تلقيها معلومات استخباراتية بأن الإرهابيين يسعون لاستهدافه وأسرته بشكل مباشر، ورغم كل ذلك، فان عسيري كان يقوم بمهامه بشكل طبيعي دون الالتفات إلى تلك التهديدات.
وأقام عسيري في باكستان خلال فترة خدمته بصحبة زوجته وأبناءه حسام (14 عاما) و فيصل (11 عاما).
وكان عسيري قد تخرج برتبة ملازم في وزارة الداخلية السعودية، وفي العام 1402هـ نقلت خدماته إلى وزارة الخارجية السعودية لتولي مهام إدارة الأمن الدبلوماسي التي كانت معنية بأمن ممثليات المملكة في الخارج.
وتدرج عسيري في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة عميد، وكان من خلال عملة السابق يتعامل مع مختلف الهيئات الدبلوماسية داخل المملكة والممثليات السعودية في الخارج لتوفير الأمن والحماية لها.
وكان يتنقل لأجل ذلك بين عواصم العالم للتنسيق مع سفراء المملكة في الخارج بهذا الشأن، كما كان وبحكم طبيعة عمل إدارته السابقة يتعامل مع الإدارات السياسية والإدارية بوزارة الخارجية ، إضافة إلى أنه كان أحد أعضاء هيئة التدريس في معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية السعودية وكان يقوم بتدريس مادة الأمن الدبلوماسي .
ومنذ أن باشر مهام عمله في إسلام آباد قبل أحداث سبتمبر 2001م بعدة أشهر واجه الكثير من التحديات التي أعقبت تلك الأحداث، حيث كان عسيري في قلب الحدث في باكستان واستطاع أن يتفاعل إيجاباً مع إفرازات ذلك الحدث والدفاع عن المملكة وسياستها إعلامياً.
وقاد عسيري الحملة الإغاثية السعودية والمساعدات الكريمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين إثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال باكستان في أكتوبر 2005م واستطاع إبراز ذلك بما يليق بمكانة المملكة.
وحصل عسيري على الكثير من الأوسمة التقديرية لأدائه الوظيفي، منها وسام الملك عبدالعزيز ووسام الملك فيصل.
كما حصل أثناء عملة سفيرا لخادم الحرمين الشريفين بباكستان على أعلى وسام باكستاني ( هلال باكستان ) تقديراً لما بذلة من جهود ملموسة للرقي بالعلاقات السعودية الباكستانية.
كما حصل على عدد كبير من خطابات الشكر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وأصحاب السمو والمعالي الوزراء، ومن رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية الباكستانية ورئيس المحكمة العليا في باكستان وعدد من المسئولين تقديرا لجهوده المخلصة .