مجالس الرويضة لكل العرب - أنا والناس وشعرة معاوية

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
صحابي جليل وسيد من سادات العرب ويُعتبر من الدهاة القلائل
أمين وثقة ومن أجل ذلك اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم كاتباً للوحي
حكم الشام 40 سنه 20 سنه أميراً و20 سنه خليفة ، ولم تقم بالشام فتنة واحدة

سألوه عن سر نجاحه في الحكم

فقال : جعلت بيني وبين الناس شعره . إن شدّوا أرخيت ، وإن أرخوا شددت

فأصبحت مقولته رضي الله عنه فيما بعد ، عند كثير من الحكام والساسة والقادة قانوناً ومبدأً ، وجعلوها سياسة ثابتة في كيفية التعامل وتكوين العلاقة مع الشعوب
واتخذها الناس منهاجاً لهم في التعامل مع بعضهم البعض

وحقيقة ينبغي أن نجعل هذه المقولة نصب أعيننا وبداخل عقولنا ونحن نتعامل مع الناس

فمن أراد أن يكون ناجحاً في تعامله مع الناس ، وأن يكون محبوباً ومقبولاً عندهم ، لابد أن يعرف كيف يتعامل مع الناس ، وأن يدرس نفسيتهم ويتعمق في معرفة طباعهم

لن أتوسع في حديثي وسأقتصر على مثالين فقط في كيفية التعامل مع الناس وهما الطيبة والحزم

ينبغي أن يكون الشخص طيباً سمحا ودوداً بشوشاً في بعض الأحيان وليس كل الأحيان
فمتي ما رأيت أن هذه الطيبة أثمرت وجاءت بالنتائج التي تصبو إليها وتتمناها فاستمر مع هذه النوعية من الناس بتلك الطيبة والسماحة والبشاشة
ولكن إن رأيت أن هذه الطيبة قد تحولت في نظر البعض إلى سذاجة وضعف فينبغي عليك فوراً وفي الحال أن تتوقف عن استخدام هذه الصفة مع هذه النوعية التي فسرت تلك الطيبة بالتفسير الخاطئ

أما الحزم
فينبغي أن يكون الشخص منا حازماً في بعض الأحيان وليس كل الأحيان
فهناك مواقف لا تحتمل أن تكون فيها سهلاً وليناً ، فعندما يكون رأيك تحصيل حاصل وكلمتك غير مسموعة ولا يأبه أحد لها ، فينبغي عليك أن تكون حازماً وجازما في تعاملك وتصرفاتك
والحزم يجعل الناس التي لا تميز بين الطيبة والسذاجة إن لم تحترمك وإلا فإنها ستهابك وتعمل لك حساب

خلاصة قولي / كن طيباً بشوشاً مع من يعرف قيمة هذه الطيبة وكن حازما وجاداً مع الذين لا يعرفون قدرك ولا يثمنون طيبتك وبشاشتك

واختصر كل هذا بجملة واحدة : طيبة من غير تفريط ، وحزم من غير تعالي