قوقل على كف عفريت بسبب صفقة أدبية

مشاريع غوغل على كف عفريت بسبب صفقة ادبية


GMT 12:30:00 2009 السبت 2 مايو



عبدالاله مجيد


إعداد عبد الإله مجيد: تواجه شركة محرك البحث "غوغل" احتمال سوقها الى القضاء في قضية يمكن ان تجهض مشاريع الشركة في مجال النشر. وتتعلق الاتهامات الجديدة التي استهدفت غوغل بممارسات مخالفة لقوانين مكافحة الاحتكار بعدما أفادت تقارير ان وزارة العدل الاميركية تحقق مع شركة الانترنت العملاقة بشأن تعاملها مع صناعة الكتاب.

تتمثل القضية التي ينظر فيها محامو الحكومة الاميركية بصفقة عقدتها غوغل مع مؤلفين في خريف العام الماضي. إذ اتفقت غوغل مع مجموعات من الكتاب والمؤلفين على ان تدفع لهم 125 مليون دولار مقابل السماح لها بتحويل ملايين الكتب الى النظام الرقمي في الولايات المتحدة بهدف تسويق الملفات على الشبكة وجني نسبة كبيرة من ريع هذه الكتب.

وكانت هذه الصفقة ثمرة عامين من المفاوضات والجدالات القانونية ، وثمَّنها سيرغي برين Sergey Brin احد مؤسسي غوغول ، بوصفها "طفرة عظيمة" في حينها.

لكن مشاريع غوغل في صناعة الكتاب والنشر أثارت مخاوف اطراف أخرى ذات علاقة ولا سيما انها ستمنح الشركة حقوقا حصرية في تطبيق النظام الرقمي على ما يُسمى "الكتب اليتيمة" ، اي الكتب التي ما زالت مشمولة بحقوق الطبع ولكن من دون مالك واضح الهوية. وفي هذا الاطار

نقلت صحيفة الغارديان عن بيتر برانتلي Peter Brantly من منظمة "انترنت اركايف" Internet Archive الاميركية قوله ان محادثات ما زالت تجري بين الأطراف المعنية ووزارة العدل الاميركية. وفي تصريح لوكالة رويترز أوضح برانتلي ان هناك قضايا مشروعة لمكافحة الاحتكار تتعلق بقدرة غوغول على التفرد بتجارة هذا النشاط.
هذه المخاوف من احتكار غوغول تجارة سلعة ثقافية بالغة الأهمية مثل الكتاب دفعت محكمة في نيويورك الى اعطاء الأطراف المتأثرة بالصفقة اربعة أشهر لدراسة تفاصيلها قبل ان تقرر القبول بها أو فسخها. ويمكن ان تسفر القضية بعدما وصلت الى المحاكم عن اجهاض مشروع غوغل لاستحداث iTunes for books.

لاقى قرار المحكمة ترحيب منظمات أهلية معنية بصناعة النشر قالت ان ما يثير قلقها هو الأضرار التي يمكن ان تلحق بهذا القطاع من جراء تركيز سطوة تجارية كبيرة بيد شركة واحدة. وعلقت غايل نايت شتاينبك Gail Knight Steinbeck كنة (زوجة ابن) الكاتب الاميركي الراحل جون شتاينبك على قرار المحكمة قائلة في تصريح لصحيفة الغارديان ان ذلك يتيح التمعن في ما تعنيه الصفقة التي عقدتها غوغول مع لفيف من الكتاب والمؤلفين. وترأس شتاينبك منظمة للدفاع عن حقوق الابداع Creative Property Rights Alliance.
تؤكد مصادر في صناعة النشر ان الصفقة لا تشمل في الوقت الحاضر إلا مؤلفين في الولايات المتحدة ولكن غوغل قالت انها تجري محادثات مع منظمات اخرى في انحاء العالم بشأن مقترحات ومشاريع مماثلة.

وهذه ليست المرة الاولى التي تثير فيها نشاطات غوغل انتباه السلطات القضائية بسبب هيمنتها في عالم شبكة المعلومات الالكترونية. ففي العام الماضي أجرت وزارة العدل الاميركية تحقيقا في ما إذا كان من الممكن لاتفاق التعاون الذي اقُترح وقتها بين غوغل وياهو أن يؤثر تأثيرا مجحفا في سوق الاعلانات عبر الانترنت. وجرت الاستعانة بخبراء قانونيين للنظر في القضية التي طُمرت في النهاية عندما اعلنت غوغل انها انسحبت من الاتفاق. وبدا ان الضغوط التي تعرضت لها غوغل قد انحسرت بفضل العلاقة بين البيت الابيض واريك شميدت Eric Schmidt رئيس شركة غوغل الذي عمل مستشارا لحملة اوباما الانتخابية. وتعززت هذه الصلة خلال الايام الماضية بتعيين شميدت عضوا في لجنة استشارية رئاسية حول العلوم والتكنولوجيا.

صحيفة الغارديان لاحظت ان ليس كل مَنْ في ادارة اوباما ينظر بعين الود الى غوغل وان كريستين فارني Christine Varney التي رشحها اوباما لادارة قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل ، اعربت عن القلق من سطوة غوغل قائلة انها لا تستبعد نشوء مشاكل مع الشركة العملاقة التي تعمل من ولاية كاليفورنيا. وكانت فارني عضوا في الفريق الذي خاض معركة مديدة ضد شركة عملاقة أخرى هي "مايكروسوفت " في عقد التسعينات بسبب الممارسات الاحتكارية للشركة. وقالت فارني ان شركة مايكروسوفت اصبحت من مخلفات القرن الماضي ولكن غوغل يمكن ان تشكل تهديدا "بسبب الاحتكار الذي اكتسبته في الاعلان على الانترنت".

-------- المصدر -- إيلاف الإلكترونية --