فنجـــان شــــاي

أنا بحاجة لفنجان شاي آخر .. حتى أقضي على هذا الصداع الذي لا يريد أن يفارقني هذا اليوم .. ولا أعلم سر زيارته المفاجئة لي على غير العادة .. أهو برأيكم عقاب لي إذ لم أشرب كوبي في الصباح الباكر على غير العادة أم ماذا ؟ سؤال يحيرني ولم أجد له جواباً وليتني أجد .. وعتبي على أبي يوسف البنقالي فقد انشغل بغسيل السيارات وتحصيل الخمسة ريالات أجرة له على كل سيارة ونسي أن من واجبه أن يقدم لي كل صباح باكر فنجان الشاي الذي يحمله بيديه المتشققة وكأنها تطلب شيئا من الشفقة ...
بح صوتي وأنا أناديه ولكن لا مجيب .. وانقضى اليوم وأنا لم أرتشف شاي أبي يوسف المعطر برائحته الزكية ..

أترون أني فعلا بحاجة إلى فنجان آخر يقضي على هذا الصداع الجاثم برأسي .. أم ماذا ؟؟
أم أني أشكو من علة وأنا لا أعلم .. تساؤل يزورني كل فترة أشتته بالاستعاذة من الشيطان الرجيم .. فأنا ما زلت في ريعان شبابي وما زالت شموع احتفالاتي بولوج عامي الخامس والثلاثين مضائة في كل زاوية من زوايا منزلي الصغير .. ولا أكترث أبدا بالمشيب الذي غزاني واستحل كل شعرة سوداء براسي ولحيتي .. هل أذهب للعيادة الطبية وأجري تحليلاً كاملاً لجميع الأمراض السارية والمزمنة والمستعصية .. أم لا أذهب ؟ المشكلة أن أكثر العيادات تخطئ وحالات الأخطاء الطبية التي يرتكبونها كثيرة لذلك لن أدعهم يدخلون الوساوس في رأسي ..
قد تكون علتي كثرة الشوق ومداومة التفكير في الأصحاب والإخوان الذين فقدتهم ولم أعد أراهم إلا في المناسبات أو الأعياد , وأشغلنا وأشغلهم الأهل ومكابدة الأولاد ..
أم أن مابي هو في تقصيري بحق الله .. ومن منا ليس بمقصر .. كل هذه الخواطر تتحرك برأسي ويدي تحرك ملعقة السكر بداخل فنجان الشاي التالي ..

تحيتي للجميع