مجالس الرويضة لكل العرب

مجالس الرويضة لكل العرب (http://www.rwwwr.com/vb/httb:www.rwwwr.com.php)
-   حكايات من الوجد (http://www.rwwwr.com/vb/f13.html)
-   -   أبو العتاهية ( العصر العباسي ) (http://www.rwwwr.com/vb/t21540.html)

hellen 25-01-2009 08:59 PM

أبو العتاهية ( العصر العباسي )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ولد أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسات في =عين التمر+ بالقرب من الأنبار سنة 130 للهجرة، وكان أبوه نبطياً من موالي عنزة، أما أمه فكانت من موالي بني زهرة القرشيين، وكان أبوه يشتغل بالحجامة ويظهر أن سبل العيش ضاقت به في بلدته، فانتقل منها إلى الكوفة بأسرته، ومعه أبناه الصغيران، زيد و أبو العتاهية، ولا يكاد يشب ثانيهما، حتى نراه ينتظم في سلك المخنثين ممن كانوا يخضبون أيديهم ويتزينون ويلبسون ملابس النساء حاملين لزوامل تميزهم. ولعل في ذلك ما يدل على ما كان يحسه هذا الغلام من ضياع، إذ نشأ في أسرة فقيرة مغموراً، لا يعتز بأي شيء في دنياه من جاه أو حتى ثروة ضيقة، وكان دميم الوجه قبيح المنظر، نزعت به نفسه إلى اللهو والمجون، فماذا يصنع؟ إنه لم يجد أمامه إلا أن ينخرط في جماعة المخنثين، وبذلك كتب عليه أن يكون سيء السيرة في مطالع حياته . وكان أخوه زيد قد احترف عمل الخزف وبيع الجرار والفخار، فحاول أن ينقذه مما تردى فيه، وما زال به حتى أشركه معه في حرفته، وكان نبع الشعر قد أخذ يتدفق على لسانه، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون فينشدهم أشعاره ويكتبونها على ما تكسر من الخزف وما يشترونه من الجرار.
واشتهر أمر أبي العتاهية في الكوفة وأخذ يختلط ببيئات المحبان من الشعراء أمثال مطيع بن إياس ووالبة. كما أخذ يختلف إلى حلقات العلماء والمتكلمين في مساجد الكوفة، مما أتاح له إتقان العربية والوقوف على مذاهب أصحاب المقالات، في أثناء ذلك يكثر من نظم رقائق الغزل ومن الغدو والرواح إلى نوادي القبان والمغنين، ولم تلبث الصلة أن توثقت بينه وبين مغن ناشئ من النبط دوت شهرته فيما بهد هو إبراهيم الموصلي، وتعاقدا على أن ينزلا بغداد، لعل بضاعتهما تروج فيها، وفتحت الأبواب لإبراهيم بينما سدت في وجه أبي العتاهية، فصمم على العودة إلى الكوفة، وعرج في طريقه على الحيرة، ورأى بها نائحة تسمى سعدى كانت مولاة لبني معن بن زائدة، وكانت ذات حسن وجمال، فشغفت قلبه حباً، وأخذ ينظم فيها شعره: غير أنها أعرضت عنه، وتصدى له مولاها عبد الله ابن معن، ونهاه أن يعرض لها، فعمد إلى هجائه هجاء مقذعاً، فأنزل به عقاباً صارماً إذ ضربه مائة سوط، وتوسط بينهما مواليه من عنزة، وكف أبو العتاهية لسانه.
ويمم الكوفة غير أن مقامه لم يطل بها، فإن إبراهيم الموصلي صديقه أقبلت عليه الدنيا حين ولى الخلافة المهدى (158-169هـ) وقربه مع من قرب من المغنين، فأرسل إليه أن يلحق به، ليقدمه للخليفة، وطار إليه أبو العتاهية، وأعجب الخليفة بمديحه، وأخذ يغدق عليه جوائزه، وأوسع له في مجالسه حتى أصبح أثيراً عنده مقدماً له على كثير من الشعراء، وحتى نراه يقبل شفاعته في أحد وزرائه وقد أمر بسجنه. ويعظم شأن أبي العتاهية ويتهاداه كبار رجال الدولة ووجوهها وفي مقدمتهم خال المهدي يزيد بن منصور الحميري وقائده وواليه على طبرستان عمر بن العلاء ممدوح بشار، وله يقول من قصيدة:
إني أمنت من الزمان وريبه
لما علقت من الأمير حبالا

ويقال إنه وصله على القصيدة بسبعين ألف درهم.
وتمر الأيام بأبي العتاهية باسمة غير أن سحابة لا تلبث أن تنعقد في سمائها، فقد تعلق بجارية من جواري زوجة المهدي رائطة بنت السفاح، وهي عتبة وكانت تزدريه كما أزدرته سعدى من قبل، ومضى لا يكف عن غزله بها ولا يروى، فعرفت مولاتها خبره وأثارتها عليه فحدثت المهدي بشأنه فغضب لتعرضه لحرمه وجواري قصره. وأمر بضربه مائة سوط وسجنه ولم يلبث يزيد بن منصور الحميري أن شفع له لدى المهدي، فعفا عنه ورد إليه حريته، ويقول الوراة إنه لم يكن يحبها حباً صادقاً إنما كان يريد الشهرة في الأوساط الأدبية بذكرها وأنه امتحن في حبها وأثبت الامتحان كذبه وأنه كان يتكلف هذا الحب تكلفاً، وقد ظل يذكرها ويتغنى باسمها طويلاً، ولعل ذلك هو الذي جعل المهدي يقول له أنك إنسان معته فأستوى له بذلك لقبه =أبو العتاهية+ وغلب عليه اسمه.
وكانت بغداد لعهد المهدي قد جذبت إليها شعراء كثرين من الكوفة والبصرة قصد المعاش والتكسب، وخرج إليها فيمن خرجوا جماعة المجان من أمثال مطيع ابن إياس ووالبة وأبي نواس، واختلط بهم أبو العتاهية وأخذ يعب معهم كئوس الخمر واللهو في دور القيان والمجانة بالكرخ من أمثال القراطيسي وفي الأديرة من مثل دير أشموني ويفسد الأمر بينه وبين والبة، فيصله ناراً حامية من هجائه بمثل قوله يعرض باعتزائه المزيف للعرب إذ كان ينسب نفسه في بني أسد:
أوالب أنت في العرب كمثل الشيص في الرطب

هلم إلى الموالي الصيـ ـد في سعة وفي رحب

فأنت بنا لعمر اللـ ـه أشبه منك بالعرب


وما زال به حتى فضحه فعاد إلى الكوفة كالهارب وخمل ذكره.
ويتوفى المهدي فيخلفه الهادي (169- 170هـ) ويأزمه أبو العتاهية ينشده مدائحه في كل مناسبة وعطاياه تهطل عليه كالغيث المنهمر، ولا يلبث أن يعتلي الرشيد أريكة الخلافة (170- 193هـ) وكان منقطعاً إليه ملازماً له أيام أبيه المهدي، فاتصل ما انقطع في مدة الهادي القصيرة، وأصبح لا يفارقه في سفر ولا حضر =وكان يجري عليه في كل سنة خمسين ألف درهم. وينال جوائز كثيرة من كبار رجال الدولة حينئذ وعلى رأسهم يزيد بن مزيد الشيباني ويقال إنه أجازه في إحدى مدائحه فيه بعشرة آلاف درهم ويظهر أنه دق أبواب البرامكة طويلاً ولكنهم لم يفتحوها له إذ كانوا مشغولين عنه بشعرائهم من أمثال أبان وأشجع السلمي.
وظل يعيش للهو والقصف. حتى كانت سنة 180 للهجرة، وهي السنة التي نزل فيها الرشيد الرقة فإذا هو يتحول من حياة اللهو والمجون إلى حياة الزهد والتقشف ولبس الصوف. ويحاول الرشيد أن يعود به ثانية إلى حياته القديمة وإلى ما كان يصنع له من رقائق الغزل، فيمتنع ويضيق الرشيد بامتناعه، ويأمر بضربه وحبسه في دار موسعاً عليه حتى يصدع لأمره، ويسترسل أبو العتاهية في استعطافه بمثل قوله:
إنما أنت رحمة وسلامة
زادك الله غبطة وكرامه

لو توجعت لي فروحت عني
روح الله عنك يوم القيامة


ويرق له الرشيد ويأمر بإطلاقه، ويأخذ منذ هذا التاريخ في الإكثار من شعر الزهد وذكر الموت والفناء والثواب والعقاب والدعوة إلى مكارم الأخلاق

منقول
-----------------------------------------------------------------

اضافتي وتلخيصي
ملاحظة :
لاحظو معي انو ابو العتاهية كان يعيش تناقض مع ذاته /
لم تكن لديه شخصية مستقرة
/

شفتو معاناته في الفقر والتخنث والزهد والتصوف
هو أفضل تمثيل ل العصر العباسي




--------- بمجرد أنو تيجي المكتبة الأدبية انقولو لي اياه هناك شكرااااااا

وين ردودكم

محمد السهلي 25-01-2009 09:34 PM

رد: أبي العتاهية( العصر العباسي )
 

قراءة سيرة ابو العتاهية جعلتني انسى نفسي نعم قمة التناقض ولكنها جاءت وفق مراحل حياتيه مرتبطه بالفقر والقبح في المنظر مما جعل الموالي يعزفن عنه وعن غزله وهو الشاعر الفحل في الغزل

وشاعر شهد الحرمان في المال والحب ليجد الشعر الوسيلة التي اوصلته بلاط الحكــّام وهنا يصطدم بحياة لم يتعودها ولم يحلم بها يوما وهنا الفارق الاجتماعي يأخذ الانسان الى متاهات الغرور وخصوصا اذا ملك المال والجاه وهو ارثا لم يرثه .

ملاحظتي : هناك اخطاء املائية ليتك تراجعين قراءة النص مرة اخرى

وموضوع جميل ويستحق التقييم

محمد 26-01-2009 01:12 AM

رد: أبي العتاهية( العصر العباسي )
 
كأنه تطرقتي من قبل له بعرض قصيده من قصائده

ممكن ان اتساءل سيرته من اين انتقيتيها ،،

فعندي تحفظ على ماطرح :)

مشكورة غاليتي على جهدك هنا

محمد 26-01-2009 01:30 AM

رد: أبو العتاهية ( العصر العباسي )
 
مشكووورة اختنا

hellen 26-01-2009 10:23 PM

رد: أبي العتاهية( العصر العباسي )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السهلي (المشاركة 315413)

قراءة سيرة ابو العتاهية جعلتني انسى نفسي نعم قمة التناقض ولكنها جاءت وفق مراحل حياتيه مرتبطه بالفقر والقبح في المنظر مما جعل الموالي يعزفن عنه وعن غزله وهو الشاعر الفحل في الغزل

وشاعر شهد الحرمان في المال والحب ليجد الشعر الوسيلة التي اوصلته بلاط الحكــّام وهنا يصطدم بحياة لم يتعودها ولم يحلم بها يوما وهنا الفارق الاجتماعي يأخذ الانسان الى متاهات الغرور وخصوصا اذا ملك المال والجاه وهو ارثا لم يرثه .

ملاحظتي : هناك اخطاء املائية ليتك تراجعين قراءة النص مرة اخرى

وموضوع جميل ويستحق التقييم

ميرسي
رد راااااااااااااا ااااااااااااااا اااااااااااائع راااااااااااااا ااااااااااااااا اااااااائع

شكراااااااااااا ااااا لك يسلمووووووووووو وووو


الساعة الآن 06:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w