مجالس الرويضة لكل العرب

حتى وأنت بعيد عن متابعة المسلسلات العربية، إن كنت مهتماً بالإعلام العربي، فلا بد أنك سمعت بالنجاح الواضح للمسلسل السوري (باب الحارة). أو على الأقل، قرأت ما في صحفنا حين تسابقت في نشر نتائج الاستفتاءات الجماهيرية عن البرامج الرمضانية التي استقطبت انتباههم، وكان (باب الحارة) سيد الموقف في كثير منها. إن اللافت للنظر في هذا المسلسل، وهو ما ظهر أيضاً من خلال كلام الذين تابعوه، أنه مسلسل خال من المنغصات اللاأخلاقية، يرتكز في فكرته وأحداثه على الواقعية في تصوير شخصياته بما كانت تمثله في ذلك الزمن، ويحيي في نفوس متابعيه الكثير من المعاني الأصيلة والأخلاق النبيلة.
إن هذا النجاح وهذا الكلام من جماهير المسلسل يمثل صفعة قوية في وجه من يقدم تلك المسلسلات ذات الأجواء الباذخة والعلاقات المشبوهة والمشاهد غير البريئة، على أنها ستجذب الجمهور. فهاهو الجمهور يقول كلمته بكل وضوح، إنه يريد الطبيعة كما هي، يريد إحياء الزمن الجميل، يتمنى أعمالاً تتسم بالواقعية والبساطة والإتقان.