| ||||||||
،،، دُر ويشيات ،،،،
هذا هو اسمكَ قالتِ امرأة وغابت في الممرّ اللولبي... أرى السماء هُناكَ في متناولِ الأيدي. ويحملني جناحُ حمامة بيضاءَ صوبَ طفولة أخرى. ولم أحلم بأني كنتُ أحلمُ. كلُّ شيء واقعيّ. كُنتُ أعلمُ أنني ألقي بنفسي جانباً... وأطيرُ. سوف أكون ما سأصيرُ في الفلك الأخيرِ. وكلُّ شيء أبيضُ، البحرُ المعلَّق فوق سقف غمامة بيضاءَ. واللا شيء أبيضُ في سماء المُطلق البيضاء. كُنتُ، ولم أكُن. فأنا وحيد في نواحي هذه الأبديّة البيضاء. جئتُ قُبيَل ميعادي فلم يظهر ملاك واحد ليقول لي: "ماذا فعلتَ، هناك، في الدنيا؟" ولم أسمع هتَافَ الطيَبينَ، ولا أنينَ الخاطئينَ، أنا وحيد في البياض، أنا وحيدُ... من جدارية محمود درويش وأيها الموت التبس واجلس على بلّور أيامي، كأنك واحدٌ من أصدقائي الدائمين، كأنك المنفيّ بين الكائنات. فوحدك المنفيّ لا تحيا حياتك. ما حياتك غير موتي. لا تعيش ولا تموت. وتخطف الأطفال من عطش الحليب إلى الحيب ولم تكن طفلا تهز له الحساسين السرير، ولم يداعبك الملائكة الصغار ولا قرون الأيّل الساهي، كما فعلت لنا نحن الضيوف على الفراشة. وحدك المنفي يا مسكين، لا امرأةٌ تضمك بين نهديها، ولا امرأة تقاسمك الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ الإباحي المرادف لاختلاط الأرض فينا بالسماء. ولم تلد ولدا يجيئك ضارعا: أبتي، أحبك. وحدك المنفي يا ملك الملوك، ولا مديح لصولجانك. لا صقور على حصانك. لا لآلئ حول تاجك. أيها العاري من الرايات والبوق المقدس! كيف تمشي هكذا من دون حراس وجوقة منشدين كمشية اللص الجبان. وأنت من؟ أنت المعظّم، عاهل الموتى، القويّ وقائد الجيش الأشوري العنيد فاصنع بنا، واصنع بنفسك ما تريد رحمه الله ذاك الدرويشٌ المحمود ونهر الكلم عنده لا ينضّب رغم رحيل الجسد عن دنيانا مازال الروُح فيه من نبضه. ،،،،أبوقصي،،،،
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|