![]() |
![]() ![]() |
![]() |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| |||||||||||
إنَّهُمْ يَسْرِقونَ الجَدَّاتْ !! كانَ لجدَّتي لسانٌ عجيبٌ يتساقطُ حِكْمَةً عندَ المساء فتورقُ في اللَّيلِ حكايا الدهشةِ و الأساطيرِ. وكُنَّا نلتفُّ حولها قلوباً غَضَّةً تستمدُّ الدِّفءَ من صَوْتِها المُتَهَدِّجِِ بكلِّ ما يفيضُ منْ حنانٍ كثيرٍ و صرامة لازمة لوقتها. و كانتْ السنون تسكنُ تجاعيدَ وجهها مُنْتَشيةً ببسماتِ عيوننا الصغيرة أحياناً ومُتَحَفِّزَةًَ لدهشة أنفاسنا أحياناً أخرى. في كُلِّ مساءٍ كانَ الزمانُ يتدثرُ بعباءةِ الليلِ ويترقبُ معنا حكايا جدتي؛ فنَنْفُضُ عنَّا انشغالَ يَوْمِنَا وعقولنا لنستقبلَ وجبةً دسمةً تتقنها جدتي وتزيدنا شغفاً رغمَ بعضِ الأشباح والشخوصِ المرعبة التي تتسلل من حينٍ لآخر لتتوسط المائدة .. أغْمَضََ الزَّمَانُ عينيه قليلاً وغفا فسرقت الأشباحُ صوتَ جدتي. ولما أتى الليلُ هرعنا ننشدُ وجه ست الحسنِ و شجاعة الشاطر حسن ومفاجآتِ شهرزاد والكثير مما كنا نتوقع أو لا نتوقع لكن للأسف ضاعتْ ملامح جدتي وضاعتْ معها ملامحنا. أرهقنا البحثُ عن وجه جدتي.. صوتِ جدتي .. حكايا جدتي. فما وجدنا غير صوتٍ ممسوخ ووجوه كرتونية ملقاة على وجوهنا تطمسُ معالمَ أرواحنا وتَسْلبُ الليلَ حكمته. وجَدَّتي بلا لسانٍ وذاكرة مثقوبة لم يبقَ منها إلا ضجيجٌ يلهث إلى لا شيء. أخذتنا دهشة الفقد واللاَّمعنى ؛ فلجأنا للزمانِ نستصرخه، فلما صحا تثاءبَ و ابتسم بلا مبالاة وقال: حكايا الجَدَّات كان يا مَا كانْ !! نشر هذا النص بجريدة الأنباء الدولية بتاريخ : 8 يوليو 2008 م
آخر تعديل hala يوم
28-07-2008 في 03:04 AM. |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() | ![]() |