أيها القلم ... لماذا لا تتكلم وتقول الحق

تمضي السنين ونحن واقفون في محطة الذكريات .. كنا وقد كنا .. ولكن لانقول سنكون ... دائما

نتذكر ماضينا العريق وننسى حاضرنا المشوب باصداء الحديد واغلاله ..

ماهو سلاح تقدم الامم .... ؟!؟!

اليس هو القراءه ..

القراءه بكل ماتحمله من علم ومعرفه وماتحويه من افكار وتناقضات وما يتخللها من تفكير وتدبر بتوافه الامور

كما نعتقد ..التي تكون اساس كل تقدم وكل وعي ..

فالقراءه تقوي بصيرة الانسان وتزيد من عزيمته وقدرته على مواجهة الامور بموضوعيه .. تجعله ذو رقي

في التصور والتفكر ..

من المؤسف ان نهمل هذا الجانب المهم الا وهو كيف نقرأ وماذا نقرأ ولمن نقرأ .. ؟

فهناك اقلام تعبث في ساحة الفكر ..

اقلام تحدوا بنا لقرائتها والتمعن لما قد كتبته بين سطورها ..

هل اصبحت منابر الحروف ساحة للقتال ..؟؟

هل اصبحت ميدانا للنزال ..؟؟

ماهذا الجدال الذي يسحق الخيال ..؟؟


رفقا بالكتابة ..

فلنتجاهل أبجديات الاختلاف ونبتعد عن مواطن الخلاف

لنبتعد قليلا عن الرتابة .. ونسمو بعيدا عن ترهات السخافة

فلنستوعب ان الكتابة هي .. رسالة

الفضاء واسع والمدى بعيد .. وكل يوم هناك المزيد والجديد

لماذا نحصر الفكر في دوائر مغلقة..؟؟

لماذا نقيد أطروحاتنا بتلك الزوايا الضيقة..؟؟

لماذا تتعثر رغباتنا وتنكشف اهواءنا امام ابسط الإختبارات بينما نتفوق ونبدع أمام اصعبها..؟؟

لست أدري هل تستطيع لغة الإبداع ان تحل هذه المعادلة ام انها مستحيلة الحل..؟؟

فالحروف تنطق بلغة الإبداع بينما الأهواء والنفوس تنطق بلغة اخرى

هي اقرب للسريالية التي تقذفك في أتون طلاسم تسمى فنا وإبداعا ..!!!

عبث بالحروف .. يكتب ألوانا من الخبث .. ويرسم حروفا متتابعة من العبث


متى يكف هذا العبث..؟؟

حروف مترفة .. كلمات مزخرفة .. رغبات مبعثرة هنا وهناك تزيح اللثام وتبدد الظلام عن الحقيقة


(اختلاف الرأي لايفسد للود قضية)



عزف متكرر دائما نجده امامنا... نفرد له الكثير من كتاباتنا ونصنع منه قضية للنقاش

ولكن للأسف نفشل بتفوق امام اختبار بسيط فيتبخر فكرنا الراقي وتنتحر كلماتنا المنمقة

لماذا نعيش هذا الإنفصام الفكري..؟؟

لماذا نقحم الفكر في ساحة الأهواء الشخصية..؟؟

إنفصام فكري يشوه جمال الحروف ويقتل إبداعها

لست أدري كيف يجتمع إبداع الفكر وضياعه في قلم واحد..؟؟

اعترف انني أقف عاجزه عن فهم هذه الإزدواجية وهذا الإنفصام الفكري ..؟؟

عندما نتقن التعامل مع أدوات اللغة يجب أن نوظفها التوظيف الصحيح

يجب أن نكتب لنرتقي


عجبا لمن يقتل فكره الراقي بحروف الحقد والغرور والنرجسية المفرطة

أشعر بآلام من حال بعض الأقلام التي هوت الى القاع وأصبح حالها ضياع في ضياع


لاحاجة لنا بقلم لايشعر بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه

لاحاجة لنا بقلم ظاهره مبدع لامع بينما باطنه فارغ ضائع

لاحاجة لنا بقلم يضر ولاينفع ..يهدم ولايبني

نحتاج أقلاما راقية تخدم الدين وتخاف الله في كل حرف تخطه

نحتاج اقلاما توجه وتنصح وتساهم في بناء المجتمع

نحتاج اقلاما تمزق الظلام ويشرق نورها ساطعا في جميع الزوايا

لانحتاج اقلاما تبث السموم بين حروفها وتلونه باسماء متعددة



ايها القلم .. حاسب نفسك قبل ان تحاسب واعلم ان كل حرف تخطه سيكون شاهدا إما لك وإما عليك

اعلم ايها القلم ان عمرك في هذه الدنيا محدود وأجلك موعود ويوم القيامة ستجد كتابك ممدود

ايها القلم .. سخر حروفك لما يرضي الله ودع عنك ترهات النفس الأمارة بالسوء

لا تعلق نفسك بهذه الدنيا ولاتمني نفسك بمجد فكري سيزول قريبا

ايها القلم .. خط حروفا تسجل في صحائف أعمالك وترفع قدرك وشأنك يوم تعرض الصحائف في يوم

العرض الأكبر

هل أغراك بريق الألقاب ايها القلم ام أن غرور حروفك أسكنك هذا البرج العاجي

ايها القلم المثقف .. اضبط ثقافتك بدين الله وسنة نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه

ايها القلم تذكر دائما ..



قال تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )


تحرر ايها القلم من الحروف الساقطة ...

تحرر من عبودية الإسفاف وأبدلها بفكر اسلامي صحيح مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

إن مهمتك ايها القلم جد عظيمة وفائدتك جليلة عندما يكون الهدف بناء المجتمعات وبث نور الإيمان بأرجائها.

يقول الشاعر :

لا تأسفن على الدنيا ومافيها .. فالموت لاشك يفنينا ويفنيها

واعمل لدار يكن رضوان خازنها .. والجار احمد والرحمن بانيها


لكم تقديري

(( منقـــول ))